برنامج «المنكوس»... حفاظاً على الموروث الشعبي الشعري

  • 1/22/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

انطلق برنامج «المنكوس» في موسمه الأول ليل أول من أمس على قناتي «الإمارات» و»بينونة». وتميزت الحلقة بالتنافس وحملت أحلام المشاركين بالوصول إلى اللقب، وتضمنت مقابلاتِ لجنة التحكيم مع عشرين متسابقاً، إضافةً إلى الاختبارات الأخرى التي خاضها المتنافسون. وعكست الحلقة رؤية برنامج «فن المنكوس»، ضمن توجهات لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وأهدافها وحرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي، وتعزيز دوره في بناء الهُوية الوطنية، من خلال إبراز فن المنكوس، بصفته واحدًا من الفنون الإماراتية التراثية لغناء الشعر النبطي. كما تميزت الحلقة التسجيلية الأولى بمشاهدها التي صوّرت الطبيعة المحلية وبخاصة في الصحراء الموطن الأول لشعراء الإمارات والخليج، ومصدر إلهامهم وساحة شجنهم الذي عدّهُ النقاد الدارسون والباحثون أبرز أسباب إنشاد فن المنكوس لارتباطه بالمشاعر الجياشة لدى الإنسان من حزن. وبعد الفقرة التعريفية بأعضاء لجنة التحكيم الناقد والأكاديمي الدكتور حمود جلوي، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية، من الكويت، والذي ناب عنه في مقابلة المتسابقين الأستاذ إبراهيم الخالدي، والشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، كان استعراض آراء أعضاء اللجنة في خوضهم هذه التجربة التراثية الإبداعية المتميزة، اذ استعرضوا الإرث الشعبي في فن المنكوس، وكونه فناً يعكس معاناة البدو في التنقل والترحال، ويترجم مشاعرهم وينطق بلسانهم، وأنه ليس بحراً شعرياً، وإن ارتبط بإيقاعات بحر الطويل من الشعر العربي الفصيح. واعتبروا أن البرنامج هو برنامج صوتي بامتياز وليس شعرياً كما يظن البعض، ذلك ان التركيز فيه على قوة الصوت وبراعة الأداء وطول النفس ومخارج الحروف. وأطل المتسابق الأول بخيت محمد سالم المهري من الإمارات، وقد أجازته اللجنة معتبرةً أنّه متمكّنٌ ولكنه يحتاج إلى التركيز في الأداء ومخارج الحروف، ومعرفة أكبر عدد ممكن من ألحان المنكوس. أما المتسابق الثاني محمد عبد الرحمن الدوسري من السعودية فقد أجازته اللجنة بقول المري إن صوته طيب وأداءه كذلك، بينما اعتبر الخالدي أن خامة صوته ممتازة وإن كان النفس يذهب أحياناً ويضعف، مع إشادة شايع العيافي بصوت المتسابق. ولم يحالف الحظ المتسابق الثالث رائد عبيد الحربي من السعودية الذي لم تجزه اللجنة معتبرةً أن لا صوت ولا لحن ولا أداء لديه، بينما حلّ المتسابق الرابع حسين آل لبيد من السعودية متمكناً قوياً أمام لجنة التحكيم التي أشادت مجتمعةً بصوته وأدائه. أما المتسابق الخامس بخيت عبد الله المرر من الإمارات فقد أشاد به أعضاء اللجنة مجتمعين طالبين أن يستزيدهم من إنشاده مع عزفه على الربابة. واستطاع المتسابق السادس الوليد عبد الله اليامي من السعودية أن يحوز فرصةً استثنائية من لجنة التحكيم التي فتحت له باب الإجازة رغم نيله صوتاً واحداً فقط. أما المتسابق السابع عمر سعيد دايش من السعودية فرفضته اللجنة ولكنها فتحت الباب لتقابله، بينما كان بخيت ناصر الدوسري من السعودية أيضاً، ممتلكاً قدرات الإنشاد التي نالت إعجاب أعضاء اللجنة مجتمعين، وأشادوا بقوة الصوت. ثم اطلّ المتسابق التاسع خليفة عمر بخيت المنصوري من الإمارات، حاملاً رسالة قيمية عالية، من خلال تدريبه ابنيه على أداء المنكوس كفن تراثي عريق، وتعليمهما ألحانه وإيقاعاته، معتبراً أن الجيل الجديد لديه الاستعداد لحفظ الشعر وأداء المنكوس، الأمر الذي لاقى استحسان أعضاء اللجنة بعد استماعهم إليه. وأجازت اللجنة بالإجماع المتسابق يوسف مبارك من الكويت، بعدما اعتبروا أن خامة صوته ممتازة وأداءه كذلك، متمنين له الوصول إلى المراحل النهائية في البرنامج. وفيما رفضت اللجنة حمد محمد العازمي من الكويت، ومبارك هادي القادري من اليمن، أجازت هادي بن جابر المري من السعودية. واشتملت الحلقة على مداخلات أعضاء لجنة التحكيم ومداولاتهم حول شروط أداء الصوت في المنكوس، مقرونةً بإنشاد شايع العيافي لها، وكانت مفاجأة الحلقة مثول الفنانة الإماراتية زهرة العين أمام اللجنة بعدما حاولت تغيير صوتها لإخفاء هويتها عنهم خلف الباب، معتبرةً أنّ البرنامج يبرز التراث الأصيل والجميل، وهي المعروفة في ساحة الشعر الشعبي، إذ قال عنها العيافي: «صوتك سفير مفوّض ولا يحتاج كلاماً»، بينما لم يسمح لها المري بالخروج قبل أن تُؤدي صوتاً من التراث الإماراتي. أما المتسابق طلال عايش المطيري من السعودية، فغلبه الارتباك بدايةً، إلا أنه نال رضا اللجنة التي أجمعت على أن صوته ممتاز وأداءه طيب وثقته بنفسه عالية، مع ضرورة استماعه إلى النصائح التي تطوّر أداءه. وأشادت اللجنة بالمتسابق صالح الزهيري من السعودية وبمنجزه في الساحة الشعرية وصفقت لأدائه المنكوس، مع الاتفاق على أنه من الأصوات المشهود لها بالصوت الجميل والخامة المتميزة والأداء الأكثر من رائع. كما ارتبك العديد من المتسابقين وتهيّبوا من الوقوف في انتظار قرار لجنة التحكيم أثناء الإنشاد، فكان أن أعطتهم اللجنة فرصة إعادة الإنشاد أمامها بعد فتح الباب، ومنهم المتسابق مشاري علي سالم المري من الكويت. وقابلت اللجنة أيضاً، المتسابق سالم بن كدح الراشدي من الإمارات، من نجوم «شاعر المليون»، الذي أجازته بإجماع أعضائها الثلاثة الذين اتفقوا على أنه أبدع وأمتع وأطرب. بينما رفضت اللجنة سلطان آل دغمان من السعودية لافتقاره مقومات المنافسة في البرنامج، وإخلاله بشرط النفس الواحد في المنكوس. وتفردت الحلقة بتقرير أبرز علاقة المنكوس بحياة الإماراتيين من خلال ثلاثة شبان اعتادوا على سماع المنكوس من الآباء والأجداد وترديده وصولاً إلى المشاركة في البرنامج والمنافسة على الوصول إلى اللقب. وأجازت اللجنة المتسابق نهيان مبارك طالب المنصوري وراكان عايض طالب المنصوري مع إشادتها بإبداع الصوت وجماله وقوته. يذكر أن المشاركين في البرنامج يخوضون غمار هذه المسابقة التراثية عبر مراحل عدة، بدءًا من مرحلة تجارب الأداء، وصولاً إلى الحلقات المباشرة، وتختتم بفوز مشاركٍ واحد، ليكون بطل الموسم في أداء لحن المنكوس.

مشاركة :