تتعالى أصوات المسافرين على الطرق التي تربط مناطق ومحافظات المملكة عامة بطرق الخرمة من جهة وطريق الرياض الطائف السريع من جهة أخرى، مطالبين بتحسين أداء المطاعم والاستراحات المتناثرة على جنبات الطرق، خاصة أوقات الزحام التي تشهد توافد قاصدي العمرة وزيارة بيت الله الحرام، ما يفرض على سالكي الطرق ارتياد هذه المطاعم رغم تقديمها وجبات وأطعمة ملوثة في غياب الاشتراطات الصحية، ناهيك عن تشويه بعض الاستراحات للمنظر العام لهذه الطرق. في البدء عبر المسافر علي سعد البيشي عن معاناته بالقول، نعاني معاناة حقيقية أثناء السفر من الطائف إلى أبها بسبب الوجبات الغذائية التي يتم تجهيزها في المطاعم المنتشرة على الطرق، إذ تفتقر للاشتراطات الصحية اللازمة إضافة إلى أنها عرضة للملوثات الخارجية مثل عوادم السيارات ومجاورتها لبعض ورش الحدادة وورش السيارات، مؤكدا أنه وأسرته يفضلون تناول البسكويت والعصير بديلا عن وجبات مطاعم الطرق السريعة التي لا تسر الناظرين، حسب قوله. «عكاظ» التقت الدكتور محمد غلام الذي يعمل في أحد المستشفيات لمعرفة أهم الميكروبات التي تكون مصاحبة لتدني مستوى نظافة الأطعمة، حيث قال من أهم مسببات حوادث التسمم الغذائي هو تناول غذاء يحتوي على عدد كبير من الميكروبات ومن أمثلة هذا النوع أمراض السالمونيلوزيس، وهي تنشأ من تلوث الغذاء بميكروب السالمونيلا التي توجد في أمعاء العديد من الحيوانات الأليفة والبرية ما ينتج عنه تلوث للتربة ومصادر المياه والصرف في المناطق المحيطة، وبالتالي زيادة فرص وصولها للغذاء والماء وبصفة خاصة اللحوم والدواجن والبيض والألبان ومنتجاتها، والمثال الآخر هو التلوث بميكروب الفبريوبارا هيموليتكس وكذلك تحدث الإصابة بواسطة السموم (التوكسينات) التي تنتقل عن طريق الأشخاص المصابين إلى الطعام أثناء الإعداد. ويؤكد نايف محمد الشهراني أن أخطار المطاعم لم تقتصر على الوجبات فقط بل تعدت ذلك إلى ممارسات بعض العمالة عبر شراء المواشي المريضة والإبل النافقة وتقديمها لرواد هذه المطاعم، مضيفا: تسبب غياب الرقيب في تهالك تلك المطاعم وتمادي القائمين عليها في عدم تطبيق الاشتراطات الصحية. ويتساءل سعيد الغامدي عن كيفية منح المطاعم التصريح من قسم صحة البيئة في أمانات المناطق والبلديات، إذ يفترض أن تكون في مواقع مناسبة ومهيأة بعيدة عن الملوثات الخارجية التي تضر بالصحة العامة، فيما طالب كغيره من المسافرين بتحسين جودة الأطعمة المقدمة في هذه المطاعم من خلال تكثيف الرقابة، إضافة إلى عمل ربط بين امانات المدن باستحداث مكاتب بلدية مهمتها الرقابة الصحية على تلك المطاعم وفرض غرامات على المخالف منها. في المقابل، أوضح لـ «عكاظ» الناطق الإعلامي لأمانة محافظة الطائف إسماعيل إبراهيم أن البلديات المرتبطة والفرعية والإدارات الإشرافية التابعة للأمانة تجري جولات تفتيشية على المطاعم المنتشرة على الطرق السريعة وتطبق لائحة الغرامات البلدية على المخالفين، مضيفا أن فرق الأمانة ضبطت العديد من المخالفات والتجاوزات في عدد كبير من تلك المطاعم، تمثلت في مخالفة للاشتراطات الصحية التي تؤثر على صحة المستهلك إضافة لمعالجة بعض أوضاع المطاعم التي لم تف بالاشتراطات الصحية المتعلقة بنظافة وسلامة ما يقدم للزبائن. من جهته، أكد رئيس بلدية الخرمة محسن غازي العتيبي أن المطاعم المنتشرة على الطرق تخضع لإشراف ومراقبة البلديات التي تقع في حدودها الإدارية، والتي تشملها بخدماتها المعتادة والبلدية تراقب جميع المطاعم المنتشرة على الطرق في الحدود الإدارية للمحافظة بشكل يومي وتعمل على معاقبة من يخالف الأنظمة والتعليمات.
مشاركة :