يحل غدا السبت ذكرى ميلاد الأديب السوري حنا مينة والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1924 ويعد واحدا من كبار كتاب الرواية العربية وتتميز رواياته بالواقعية.عمل مينة فى مهن كثيرة قبل اتجاهه للكتابة الأدبية منها مُصلّح دراجات، مُربّى أطفال، عامل فى صيدلية، صحفي، كاتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللهجة العامية، إلى موظف فى الحكومة، حتى استقر إلى العمل كروائي.. يُمكن القول إن البداية الأدبية للكاتب الشاب كانت متواضعة؛ حيث تدرج من كتابة الرسائل للجيران، ثم كتابة العرائض للحكومة، ثم فى كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف فى سوريا ولبنان، ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة، وكان قد أرسل أعماله القصصية الأولى إلى الصحف السورية فى دمشق، وانتقل إلى بيروت عام ١٩٤٦ بحثًا عن عمل، وبعد استقلال سوريا عاد إليها عام ١٩٤٧، واستقر به الحال بالعاصمة دمشق، فعمل فى جريدة «الإنشاء» الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها.بدأت حياة مينة الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتيه، واتجه إلى كتابة الروايات والقصص بعد ذلك، والتى زادت لأكثر من ثلاثين رواية بخلاف القصص القصيرة، منها عدة روايات خصصها للبحر الذى عشقه واسترسل فى حكاياته، وكانت أولى رواياته الطويلة التى كتبها «المصابيح الزرق» عام ١٩٥٤، وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، والتى تحوّل الكثير منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية فى سوريا.ساهم مينه مع لفيف من الكتاب اليساريين في سوريا عام 1951 بتأسيس رابطة الكتاب السوريين، والتي كان من أعضائها: مواهب كيالي، وحسيب كيالي ومصطفى الحلاج وصلاح دهني، وآخرون. نظمت الرابطة عام 1954 المؤتمر الأول للكتاب العرب بمشاركة عدد من الكتاب الوطنين والديمقراطيين في سوريا والبلاد العربية وكان لحنا مينه دور كبير في التواصل مع الكتاب العرب في كل أنحاء الوطن العربي.أصدر مينا العديد من الروايات منها "المصابيح الزرق"،"الشراع والعاصفة"،"حكاية بحار"،"الربيع والخريف" وغيرها من الروايات.رحل مينه عن عالمنا في شهر أغسطس الماضي من عام 2018 ونعاه العديد من الأدباء الروائيين منهم المخرج المسرحي الفلسطيني غنام غنام قائلا: "نهاية رجل شجاع، أشعل المصابيح الزرقاء، وأدخل الثلج من النافذة، وداعا حنا مينة".
مشاركة :