يستمر مهرجان «رحلة المعنى» إلى 14 الجاري، وتقام على هامشه سلسلة أمسيات وورش عمل، ويختتم بعرض مسرحي لرواية «مسك» عن الراحل إسماعيل فهد إسماعيل. للسنة الثالثة، أقامت مكتبة تكوين مهرجاناً للآداب بعنوان "رحلة المعنى" الذي يتمحور حول ثلاثة أسئلة فلسفية؛ ما المعنى؟ لمَ نبحث عنه؟ وكيف نصل إليه؟ في الجامعة الأميركية في الكويت، وحضر الافتتاح جمع كبير من المثقفين. واستهلت الروائية ومؤسسة مكتبة تكوين بثينة العيسى كلمتها بسؤال وهو "ما معنى المعنى" وكانت إجابتها "أنا لا أعرف، لذا سوف أحكي لكم قصة"، وحكت العيسى قصة عن الفارس الجوال والساحرة العجوز، وقالت "أنا لم اخترع تلك القصة، لقد قرأتها في طفولتي، في إحدى قصص سلسلة المكتبة الخضراء، عندما كنت طفلة في التاسعة من عمرها كانت هذه مجرد حكاية، لكنها اليوم، تبدو حكاية عن المعنى، ولكن ما المعنى؟، كأن كل كتاب نقرأه، وكل تجربة معيشة، هي ضرب من الليمون المسحور، وفي أعماق ثمرة الليمون حسناء عطشى، وهي من فرط سحرها تستعصي تماماً وكل ما تستطيعه حيالها هو أن تحدق فيها لثوان قبل أن تختفي ثم تسأل نفسك، ما الذي حدث؟ هل حدث ما حدث فعلاً، أم أنني توهمت الأمر برمته". وتابعت قائلة "قبل سنوات اطلعت على كتاب لغابرييل غارسيا ماركيز بعنوان "كيف تكتب الرواية" اقتنيت الكتاب تحديداً لأنني ظننت بأنه إذا كان ثمة شخص قادر على الإجابة عن هذا السؤال فسيكون غارسيا ماركيز. لكنني وجدته كما هي عادته، يراوغ يتحدث عن كل شيء آخر، ثم يختتم المقالة صائحاً، اللعنة كيف أكتب الرواية؟ بعد كل شيء قلته عن المعنى، أريد مثل غارسيا ماركيز أن أصيح " اللعنة! ما معني المعنى، لأنني لا أعرف إلا هذه القصة، فارس جوال، ليمون مسحور، وحسناء تموت من العطش". من جانبه، ألقى الشاعر ومسؤول مكتبة تكوين محمد العتابي كلمته التي جاءت بعنوان "سنةٌ ثالثةٌ مكتبةٌ: المكتبة التي نريد"، قائلاً: "المكتبة التي نريد قادرةٌ على تغيير هذه الصورة النمطية، هي استعادةٌ لفكرة المكتبة التي تمنحنا الدافع للاستمرار في المقاومة، أن تخلق قراء جدداً، تكون القراءة فيها ثقافة عامة لا سلوكاً ترفياً أو رومانسياً، المكتبة التي تحمل موقفاً وتسعى لبشرية أفضل، المكتبة التي تؤمن بأن الجهل هو أصل الشرور وعدونا الأول. وأضاف العتابي أنه "في هذا الزمن الذي يزحف هذا التشابه والقبح فيه على كل شيء، يخاف القراء على المكتبات، القلاع الأخيرة الصامدة في وجه غبار المدن الجديدة. لكنني أؤمن بأن للمكتبات طرقها في الحفاظ علينا من التلاشي، هي تجمع كل أبطالنا وثوارنا وعذاباتنا وأحلامنا، وهذه الطاقة المتجددة لا يمكن لها أن تزول". وفي كلمة الجامعة الأميركية في الكويت ألقى د. عبدالرحمن الفرحان كلمة بعنوان "مساحة حرة. للتفكير": "نخرج اليوم من قلب الحكايا إلى الواقع في رحلة البحث عن المعنى الضائع. تجربة جديدة اخترنا أن نرعى فيها مؤسسة تكوين الثقافية التي كانت وما زالت تعنى بخلق وتكوين المعاني لكل قارئ أثقل رأسه عمق السؤال أو كل ساعدة بحثاً عن ضالته من الحكمة. ولعل البعض منكم يتساءل عن سبب اهتمام الجامعة الأميركية في الكويت برعاية واستضافة الأنشطة الثقافية التي تساهم بوضع الكويت على الخريطة الثقافية في العالم العربي وجعلها قبلة للأدباء والمفكرين". وأضاف الفرحان، "فخورون بأننا المؤسسة الأكاديمية الأولى من نوعها في الخليج التي تتبنى نموذج الآداب والفنون الحرة. لذلك رعايتنا لمثل هذه الأنشطة يأتي تصديقاً للهدف السامي الذي أنشئت من أجله الجامعة، إيماناً منا بأن الأمم لا تقوم إلا على الاقتصاد القائم على المعرفة الحرة". الجدير بالذكر أن المهرجان يستمر إلى 14 مارس الجاري، وتقام على هامشه سلسلة أمسيات وورش عمل، ويختتم بعرض مسرحي لرواية "مسك" عن الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، في مركز جابر الأحمد الثقافي بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية. أما ضيف شرف المهرجان هو د. عبد الفتاح كيليطو. ويقام المهرجان برعاية كل من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والجامعة الأميركية في الكويت، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومنصة الفن المعاصر. ويحظى المهرجان بدعم إعلامي من شركة بصمة الإعلامية، الموسوعة العالمية للشعر العربي (أدب).
مشاركة :