«المعنى»... الذي يختلف تفسيره من شخص إلى آخر، حسب المكتسبات الثقافية والسلوكية والأخلاقية، والقيم الاجتماعية المتعلقة بالقناعات الشخصية والمعتقدات وغيرها، كان موضوعاً رئيساً لمهرجان «رحلة المعنى» - الذي تنظمه مكتبة «تكوين» في الجامعة الأميركية في الكويت - مستعينة في هذا الشأن بمحاور عدة، تلك التي ارتكزت عليها محاضرات متتالية، شاركت فيها نخبة من المثقفين والمفكرين والكتاب من الكويت وبعض الدول العربية.الكاتب والناقد حسين المطوع تناول في ورقته البحثية مسألة «التأويل» طارحاً سؤاله: «عن أي معنى نتحدث؟»، مشيراً في خلاصته الفكرية إلى عاملين أساسيين هما «الحياة والقراءة»، والطريقة التي يمكن على أساسها ربطهما بمفهوم «المعنى».وتحدثت الدكتورة منى السليمية في ورقتها البحثية عن «حكاية معنى» من خلال السرد الذاتي لرحلة البحث عما وراء القلق والأحلام، والقراءة، والكتابة والحرية، والذاكرة، والزمن، والهوية، والمكان، وكذلك المعاني اللانهائية في عالم يتسم بالتعددية، والقدرة على الوصول إلى ما لا يمكن الوصول إليه سابقاً.وتضمن طرح الدكتورة أروى خميس سؤالاً مفاده: «نكبر... فهل تكبر القصص معنا؟»، متذكرة بعضاً من تلك الحكايات التي شغفنا بقراءتها صغاراً، واستمر ذلك الشغف ونحن كبار ومن ثم أصبحنا نقصّها على صغارنا، في شكل حكايات مسلية، ضاربة المثل بقصص مشهورة، مثل «سندريلا»، و«علاء الدين».وفي طرحه العلمي تحدث الأديب محمد الودرني عن «الكتابة الروائية والبحث عن المعنى»، معرجا إلى الأحداث المتعلقة بالشخصية الرئيسة في روايتي «تفاصيل صغيرة» لنورالدين العلوي، و«أرق النار وقلق الماء» لصالح بن رمضان، وهما في طريقهما للبحث عن «المعنى»، الذي يشبه الزئبق في انسيابه، ومقاربته الظاهرية التي تحاط بشبكة من «التيمات».وتناولت مديرة البرامج التعليمية في مؤسسة بصيرة الأفكار للاستشارات التعليمية والتربوية الكاتبة داليا تونسي، مسألة «الطفولة وتساؤلات المعنى»، مستعينة في هذا المجال بقول كونديرا حول الأسئلة الخطيرة، تلك التي يقوم بصياغتها طفل، قد يفاجئنا بأن أسئلته الأكثر براءة هي نفسها التي نصفها بالخطرة، مثل: السبب الذي يجعل الأسماك تعيش في البحر؟ واحتواء الإنسان على أعضاء مختلفة في العدد».
مشاركة :