نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة متنوعة من الأنشطة الفنية والثقافية بفرع ثقافة السويس، ووفق بيان صادر عن الهيئة اليوم الأحد، أقيمت محاضرة بعنوان "قرية لها تاريخ" بمدرسة نبوية موسى الإعدادية المشتركة حاضرتها الباحثة هدى محمود عمر التي تحدثت بأن مدينة السويس واحدة من أهم المدن في مصر، ومن أعرقها وأثراها ثقافة وتقاليد، وهي أحد الثغور التي ظلت هدفًا للغزاة والمحتلين على مدى الزمان. وقد صدر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر كتاب جديد بعنوان "السويس مدينة التاريخ" للدكتور راضي محمد جودة، الباحث بدار الوثائق القومية، الذي يقول المؤلف فيه إن مدينة السويس شهدت عصر الرأسمالية الأوروبية بمرحلتيه التجارية والصناعية، وتأثرت بالعصرين سلبا وإيجابا، حيث أصيبت المدنية وحركتها التجارية بكبوة مع نجاح الرأسمالية التجارية الأوروبية في اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وانتهاء أزهى عصورها التجارية في العصر المملوكي. ويضيف أن السويس استعادت مكانتها بعد طول انتظار مع مطلع القرن التاسع عشر، مع طرح مشروع لشق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط في فترة الحملة الفرنسية، ونجاح محمد علي باشا في إعادة الحياة إلى طريق التجارة بين الشرق والغرب عبر الأراضي المصرية، حتى أن سفن شركة الهند الشرقية الإنكليزية بدأت في تنظيم رحلات بين الهند والسويس لنقل السلع والمسافرين بين منطقة المحيط الهندي وأوروبا عبر الأراضي المصرية، لا سيما بعد أن وفَّر محمد علي الحماية على الطريق الصحراوية التي كانت تربط السويس بالقاهرة. ويشير أيضا إلى أن مدينة السويس لها تاريخ عريق، بدأ مع العصر الفرعوني، فقد كانت تسمى في عهد الأسرتين الخامسة والسادسة من الدول القديمة 2563 ق.م سيكوت، وأصبحت الثغر والمخزن التجاري، بالإضافة إلى كونها سور مصر الشرقي، وعندما أصبحت عاصمة للإقليم الثامن من أقاليم الوجه البحري، إبان حكم الأسرتين التاسعة عشرة والثانية والعشرين، أُطلق عليها اسم بيثوم، وكان موقعها في تلك الفترة قرب تل رطابة” بجوار القصاصين محافظة الشرقية حاليا. كما عقد بيت ثقافة العمدة مناقشة كتاب بعنوان "خلاصه التوحيدي" للكاتب جمال الغيطانى ويحتوي هذا الكتاب على مقدمة عن أبن حيان التوحيدي وحياته، ويقدم لنا المؤلف الكثير من المختارات مما وصل إلينا من كتبه المختلفة حيث يعرض لنا فصلا من هذا الكتاب ومقدمة من ذلك الكتاب، وهكذا. وفي مقدمة الكتاب يقول جمال الغيطاني معلقا على تجاهل عصر أبي حيان التوحيدي لصاحب هذه القامة الشامخة بدأ أبو حيان التوحيدي يتيما عصاميا، ولو أن ثقافتنا العربية تحترم الموهبة لصار جهد أبي حيان من أجل تحصيل العلم وتكوين نفسه مثالا يحتذى، ودرسا يُلقن لمن هم في بداية الطريق. لكن جرى التعتيم عليه. ولم يصل من أخباره إلا القليل. ومن أبرز النقاط التي يلاحظها القارئ في هذه المختارات أنها أظهرت قوة التوحيدى فى جودة الأسئلة التى تبحث فى الكليات والحياة التى طرحها على شكل أسئلة وأجوبة فى كتابه الهوامل والشوامل.
مشاركة :