الفيصل: "حلها خير من إحالتها" | فلاح بن دخيل الله الجهني

  • 10/7/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليس غريبًا من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أن يرتقي بحديثه العام والخاص إلى مستوى يشد الانتباه ويشنف الآذان ويخرج عن المألوف المملول، وكأنه يرسم دستورًا قابلًا للتطبيق دون تحريف أو تصريف في المعنى والمغنى، فلا غرابة، فهو الشاعر المبدع والرسام المتقن، والخطيب المفوّه والأمير القدوة في أدائه وتعامله ميدانيًا وتطبيقيًا. وهذه المعطيات التي قلَّما تكتمل في شخصية واحدة تمثلت في مواقف عديدة منها: توجيه سموه للمحافظين ورؤساء المراكز في منطقة مكة المكرمة أثناء اجتماع سموه بهم الأسبوع الفائت بلفظتين مختلفتين في المعنى والهدف تمثلان منهجًا إداريًا فاعلًا، يتناغم مع متطلبات عصر التقنية التي تقصر المسافات، وتقلل الكلفة البشرية والمادية وتحقق الهدف، وذلك بتوجيه سموه المختصر المفيد للمحافظين ورؤساء المراكز بقوله: "حل الموضوعات خير من إحالتها"، وهذا التوجيه يعتبر منهجًا عمليًا ينبغي تطبيقه في جميع الأعمال الإدارية والمالية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة التي تتعلق بمصالح المواطنين، لتحل محل الروتين الممل. لأن تكرار النظر في المعاملات سببه سوء الإدارة، أو تمرير أغراض شخصية، مما يوقَع المستهدفين من المواطنين في حيرة من أمرهم بسبب كثرة الإحالات فيما بين أقسام الجهاز دون نتيجة مرضية، وقد يُعاد الإجراء من حيث بدأ وهلمّ جرًا. إلا أن القاعدة الإدارية التي رسمها الأمير خالد الفيصل في حديثه المنوّه عنه أعلاه يعلم سموه أنها تستوجب وجود كفاءات تعي المسؤولية بمفهومها العام والخاص وتخضع قبل اختيارها إلى معايير تتناسب مع أهمية الهدف المنشود، وأما مخرجات المؤهلات الدراسية والمسابقات والوساطات غير المخلّة بالهدف العام فلا بأس أن يُؤخذ بها لتحقيق التوظيف وسد الفراغ، كما أن القيادات الإدارية المتوسطة الموكل إليها تسيير العمل اليومي لا بد من انتقائها لتحقيق المرمى الذي قصده سمو الأمير بتوجيه سموه للمحافظين ورؤساء المراكز، لأن كثرة الإحالات من الأمراض الإدارية التي تُولِّد الملل عند أصحاب الحق، وتفتح أبوابًا يتخلل من خلالها من يصطادون في المياه العكرة، فكم أدى تطويل الإجراءات وعبارات إعادة النظر في أمور منتهية سبق حسمها منذ زمن إداريًا وشرعيًا إلى تسرب اليأس عند ذوي الحقوق، وقد يتوارث هذا التطويل أو ذاك أجيال وأجيال دون الوصول إلى نتيجة، فنِعم التوجيه الكريم، فالمنهج الإداري السليم هو الذي تُختصر فيه المسافات وترتقي فيه الإدارة إلى ما يجب أن تكون عليه في عصر التطور والتطوير، حفظك الله أميرًا شامخًا في عملك وتعاملك.. والله المستعان. f-d-aljohani@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :