خاطبة ودلالة.. تطرق البيوت بـ البؤجة وتوفق راسين في الحلال.. نوستالجيا

  • 3/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عباءة سوداء تغطي جسدها بالكامل مع غطاء على شعرها، تحمل في يديها قطعة قماش مستديرة تسمى البؤجة، تحمل فيها كل الخير والرزق، تتجول هنا وهناك وتطرق بيوت الكثير تبيع بضاعتها، تنتظرها النساء في يوم معين بالأسبوع ليقضين برفقتها ساعات يتفقدن محتويات البؤجة ويختارن ما يروق لهن، ذلك كان شكل الدلالة التي ظهرت منذ سنوات طويلة وبدأت في الاندثار مع نهاية القرن الماضي.مشاهد كثيرة متكررة للدلالة عشناها مع أفلام الزمن الجميل، وأخرى عشناها في الواقع، حين كانت تطرق الدلالة أبواب المنزل صباحًا تستعرض بضاعتها، وتستهدف بالأخص الأسر التي لديها فتيات على طريق الزواج، فتشتري لهن الأقمشة اللازمة لجهاز العروس، وأدوات الزينة والعطور الموصى عليها، لتحصل على "الحلاوة" إلى جانب ثمن البضاعة.كانت مهنة الدلالة بسيطة ومصدر رزق لكثير من النساء، خاصة في الصعيد منذ سنوات طويلة، فلم يكن مسموح وقتها للنساء بالخروج من المنازل وشراء متطلبات واحتياجات الحياة اليومية، أما الرجال فبعضهم لم يكن يفضل أن يقوم بذلك الدور، ومن هنا بدأت مهنة الدلالة، لتكون دليل النساء في شراء احتياجاتهن بكل سهولة دون أن تخرج من بيتها.استخدمت النساء ذكاءهن للنجاح في مهنة الدلالة، فكانت تشتري بضاعتها بالجملة، وتقوم ببيعها بثمن أغلى بقليل لتكسب قوت يومها، وأحيانًا كانت تقوم بدور آخر إلى جانب الدلالة، فكانت بمثابة خاطبة باعتبارها تطرق أبواب كثيرة وتدخل بيوت عائلات مختلفة تتعرف على بناتهن وأبنائهن، فتزيد " حلاوتها" في النهاية مع كل زيجة أو بيع بضاعة تحتاجها العروس.لم تكن الدلالة مجرد امرأة تطرق البيوت لتبيع بضاعتها فقط وتكسب رزقها بل كانت صديقة للنساء وكل من تدخل بيوتهن، تقضي ساعات معهن تشرب أكواب الشاي وتستعرض بضاعتها وفي نفس الوقت تروي أخبار فلان و علان، تتبادل الحكايات مع النساء لتصبح مقربة وينتظرونها في إجازة كل أسبوع.بعد سنوات طويلة وخصوصًا في نهاية القرن الماضي، بدأت مهنة الدلالة تندثر وتقل تدريجيًا بسبب الانفتاح والتطور الذي واكبه المجتمع، حتى في الصعيد أصبحت النساء يخرجن لقضاء طلبات المنزل حتى لو مرة كل أسبوع، فلم تعد النساء بحاجة إلى دلالة أو خاطبة، لكن الأمر اختفى تدريجيًا.ومع ذلك بعض النساء يقومن بدور الدلالة لكن في ثوب جديد، وهو ما نراه في كثير من الأحيان، نجد امرأة تقوم بشراء بضاعة من محلات الجملة وتقوم ببيعها لصديقاتها بالتقسيط، ولم تكتفي بالملابس فقط بل تشتري المفروشات والأجهزة البسيطة مثل الخلاط الكهربائي، وتقوم بالتجارة فيها للحصول على فارق السعر، وبذلك تضمن مهنة بسيطة من منزلها.

مشاركة :