نعيش اليوم في عالم مكشوف سواء بإرادتنا أو بغيرها، نتنقل فيها ما بين مختلف وسائل التّواصل الاجتماعي تاركين نافذة تسمح للآخرين بمعرفة تحرّكاتنا واهتماماتنا ووجودنا على الشّبكة العنكبوتية. إدماننا لوسائل التّواصل أصبح حقيقة نتعايش معها بشكل يومي دون أن نشعر، فالتطبيقات أصبحت تستحوذ على جزء كبير من وقتنا بشكل يومي دون أن ننتبه للهدر الكبير من أعمارنا في متابعة أمور لا قيمة لها، بل أصبحت تشكّل جزءا كبيرا من سلوكياتنا ونقاشاتنا في مجالسنا. نجد البعض أصبح مكشوفا بشكل كلي، بتوثيق تحركاته وتصوير حياته الخاصة وتقديمها للجميع، دون مراعاة لما يترتب عليها من استغلال سواء كان شخصياً أو حتى أمنيا ربّما يعرّضه للمساءلة القانونية. كما أن هناك بعض المواقع الإلكترونية لديها خاصية التتبع لكل موقع تتصفحه، لتتبع اهتماماتك وتستخدمها في التسويق وعرض الإعلانات التي قمت بالبحث عنها، مخترقة خصوصيتك دون إذن منك. وبحسب الإحصائيات يستخدم أكثر من 60% من سكان العالم الإنترنت، حيث يقضي الشخص العادي ما يقارب من 3 ساعات بشكل يومي في وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت الإحصائيات أنّ العالم يمضي أكثر من 10 مليارات ساعة يوميا في استخدام وسائل التواصل، وهذا يعادل نحو 1.2 مليون سنة من عمر الوجود البشري. كما نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) على صفحتها الرئيسية أنّ أكثر من 175,000 طفل يستخدمون الإنترنت للمرة الأولى كل يوم، أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية، مستفيدين من فرص كبيرة، ولكن معرضين أنفسهم لمخاطر جسيمة. نقضي خلف أجهزتنا ساعات طويلة في وسائل التواصل الاجتماعي حتى تشّكلت لنا شخصية ربما لا تمت لنا بصلة في عالمنا الافتراضي نجامل فيها مرة، ونتظاهر بالمثالية مرة أخرى، أو نظهر فيها بمظهر غير لائق عندما يتم استفزازنا لنخسر البعض ممن حولنا. فهل نستطيع التحكم في طريقة ظهورنا أو نسير دون إرادة لنواكب كل ما حولنا دون فرز لما يتناسب معنا ومع أخلاقياتنا ومجتمعنا؟!!
مشاركة :