هاجس المصريين والعلاقات السعودية | نبيلة حسني محجوب

  • 3/4/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الثقة والأمان في نفوس المصريين تجاه الدعم السعودي لمصر، لم يتزعزعا، رغم كيد الكائدين، لكن الجميع في مصر ربما شوشت تفكيره بعض الطروحات الصحفية لكتّاب غير مسؤولين أو لمغرضين يريدون الوقيعة بين مصر والسعودية، فالمواطن العربي بشكل عام أصبح مشوش الفكر، والأخبار والمقالات والفيديوهات والإشاعات والأكاذيب تغرقه طوال الوقت وهى تندفع برعونة موج هادر على شاشات الأجهزة الذكية المختلفة، لذلك ليس غريباً أن يشعر المصريون بالخوف أو يصابوا بالقلق على مستقبل العلاقات المصرية السعودية لأن السعودية كانت هي الظهر القوى الذي استندت إليه مصر في حربها ليس فقط ضد الارهاب بل ضد الدول التي اعتبرت الإرادة الشعبية المصرية انقلاباً عسكرياً ،وانطلق الخطاب الاعلامي بهذا الاتجاه يحبط فرحة المصريين ويقوى شوكة أعداء مصر سواء كانوا الإخوان أو المتأخونين من داخل مصر ومن الوطن العربي الذين يسلمون ليس فقط آذانهم لوسائل الإعلام والاتصال المختلفة بل عقولهم أيضاً غيبها انعدام الوعي والرؤية الموضوعية المتوازنة. ربما لذلك يكاد الخوف يفترش مساحة صغيرة في قلوب المصريين، والإحساس بالثقة يتدنى كتدني البرودة في هذا الشتاء، خصوصاً ولا زال الاقتصاد المصرى يعاني من مشكلات، بالإضافة الى العمليات الإرهابية التي لم تتوقف حتى قبل يومين من كتابة هذا المقال حيث حدثت ثلاثة تفجيرات وهذا يؤثر على السياحة المصدر الاقتصادي الوحيد المضمون. لا أحد ينكر جولات وزير الخارجية السعودي الأميرسعود الفيصل، إبان ثورة 30 يونية، لتوضيح الصورة الحقيقية لزعماء العالم الغربي، وبناء عليه تم تغيير المواقف بالإضافة الى دعم الملك عبدالله رحمة الله عليه ، لذلك انتهز المغرضون هذا التحول الطبيعي في السلطة السعودية، وبدأ الترويج لتغير موقف المملكة تجاه مصر ودعمها سياسياً واقتصادياً. كان السؤال المطروح دائماً عن موقف السلطة الجديدة، لا أعتقد وليس وارداً كما أكدت المملكة، أي تغيير في المواقف، وأن المملكة تدعم مصر الشقيقة انطلاقاً من مسؤوليتها القومية والدينية والسياسية، لذلك شهدت العاصمة الرياض تدفق الملوك والرؤساء والمسؤولين للتشاور حول الخطر الذي يواجه العالم وليس فقط منطقتنا العربية أو أمتنا الإسلامية، ربما لن تكون داعش آخر الأنماط المتحولة في التنظيمات الإرهابية، بالإضافة الى ما يحدث في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، كل هذا بحاجة إلى وحدة الصف، ونبذ الخلافات لتقوى شوكة الوطن العربي ويستطيع مقاومة كل أعدائه حتى لو كانوا بعضاً من أبنائه، وإحباط خطة الشرق الأوسط الجديد إذا كانت حقيقة، لأن يد الله مع الجماعة، ولا خير في يمنى بدون يسرى كما يقولون. القيادة السعودية تقوم بما تشعر أنه واجب تجاه من تشعر أنه بحاجة الى مساعدة من دول الشرق أو الغرب ،كيف إذن تجاه دولة شقيقة تعرضت لعدوان سافر من تنظيم إرهابي ومؤامرة دنيئة من الخارج سواء كانوا أفراداً أو دولاً إلا أن الموجة كانت عالية وكان لا بد من يد تمتد لتنقذ مصر من الغرق ،وقد فعلت السعودية وستفعل دائماً ما يمليه عليها واجبها لا ما يتبجح به المرضى بالحقد والحسد من الأمن والأمان والرغد الذي تعيش فيه السعودية. nabilamahjoob@yahoo.com

مشاركة :