خلال عودة عدد من موظفي إحدى الشركات من رحلة عمل مرهقة في دبي والطوابير طويلة أمام جوازات الوافدين، والمسار الآخر الخاص بمواطني دول الخليج خالٍ فظنوا انه يمكنهم المرور منه عبر موظف الجوازات ، فاصطفوا فيه فأتى إليهم مدير الصالة جمع جوازاتهم وقادهم خلفه ليريهم الغرفة التي سيحجزهم فيها جراء تجرئهم ووقوفهم في هذا المسار. حاولوا توضيح ظروفهم وأنهم قادمون من رحلة عمل شاقة ولديهم دوام صباحي مبكر وكانوا يطمحون في سرعة انهاء إجراءات الدخول كسبا للوقت لكن رجل الجوازات كان يهدد ويتوعد بحجزهم في هذه الغرفة ( غرفة الحجز ) التي يشير إليها وأنه يستطيع حجزهم فيها للفجر لأنه مدير الصالة... ! لا أستطيع تصور طبيعة المشاعر التي كانت تعتمل في نفوسهم وكمية الإحساس بالغبن أكثر من المهانة لأنهم لم يستطيعوا الدفاع عن حقهم خوفاً من ( عنجهية ) هذا اللامسئول وعلى رأي ( يا غريب كن أديب) انسحبوا إلى نهاية الصفوف الطويلة المكتظة بمختلف الجنسيات ومن كل الأعمار. قال لي أحدهم، أنا حزنت على كبار السن والمعوقين الذين ليس لهم مسارات خاصة بهم ولا أحد يحاول تقديم العون لهم. تذكرت تلك الشابة موظفة الجوازات في مطار دبي وهي تختم جوازاتنا وتكيل لنا عبارات الترحيب حتى أخجلتنا وابتسامة ودودة لم تخفت لحظة والمطار مكتظ والطوابير طويلة ،واستعدت مشهد شابة سعودية كانت معنا برفقتها طفلة صغيرة ومحملة بحقيبة وعربة، وتحمل الطفلة التي يبدو أنها ضجرت من الرحلة فبدأت تبكي فما كان من موظف الجوازات إلا دعوتها بلطف معتذرا لمن يتقدمها وختم الجواز وهو يلاطف الطفلة ومضت أمامنا ونحن سعداء بهذا الموقف الانساني... بأي عين ننتقد أحباء دبي؟! من أجل ذلك تصبح الابتسامة في وجه أخيك صدقة، لأنها تدخل السرور إلى نفسه، تفرحه، تطيب خاطره، تسعد من حوله ، كم أجرا تحصد بابتسامة. تلك صنوف من المعاملة يواجهها الوافدون خلال دخولهم إلى مطاراتنا وربما لا تزال تئن أنيناً خافتاً في صدورهم مع أنها تصرفات فردية ولا تمثل وجهنا الحضاري الذي نحاول إبرازه للعالم عبر العديد من الأنشطة الخارجية وحوار الحضارات والأيام الثقافية التي كلفت الدولة الكثير، فالحضارة ليست أسابيع ثقافية ولا أفلاماً توثيقية بل سلوك راقٍ وتعامل إنساني يليق بمكانتنا الإسلامية والحضارية. مواقف تسمعها هنا وهناك تحكى عن المعاملة « الخشنة « وأحيانا قاسية، ولا تراعي ظروفاً ومآسي يمكن أن تجدي فيها « معاملة حسنة « أو « سلوك راق» لا يخدش النظام ولا يسئ للوظيفة. موقف تعرضت له سيدة سعودية قادمة هي وزوجها - غير سعودي - إلى مطار الدمام في ظرف مأساوي، وانتظار في مطار الدولة القادمين منها ساعات طويلة ليتسنى لهما السفر على الرحلة المتجهة إلى الدمام. وصلا بعد ساعات من الانتظار الحارق حزناً وخوفاً من عدم الوصول في الوقت المناسب، ولأنها ( سعودية ) ظنت أنه يمكن لزوجها أن يقف معها في نفس المسار - بما أننا حريصون على رفقة المحرم - فما كان من الموظف إلا نهره وسحب الجواز منه وهي في حالة يرثى لها من الانهيار النفسي والعصبي لعظم المصاب الذي تواجهه وفداحة الفقد لكن كيف تتجرأ وتناقش موظف الجوازات هددها بالسجن وأخذ بياناتها وقام بتحرير محضر فاضطر زوجها في ذلك الوضع لتهدئة الموظف المخطئ في حقهما ليسرعا لحضور الجنازة....قمة الانسانية! هذه مواقف أسردها لتصل إلى المسؤولين وكلي أمل أن يتم تدريب رجل الجوازات على التعامل الانساني مع كل المواقف واحترام الضيوف الوافدين ومعاملة زوج السعودية وأبنائها معاملة زوجة السعودي التي لا تقف منفصلة عن زوجها في القدوم أو السفر بل تقف معه في نفس المسار .. والاقتداء بوزارة العمل في تصنيف الوافدين إلى وافد / وافد خاص . عرف معالي وزير العمل الوافد الخاص بأنه زوج السعودية وأبناؤها... ليت رجال الجوازات وبقية مؤسسات الدولة تستفيد من هذا التعريف لمراعاة مشاعر المرأة السعودية التي قدر لها الله الزواج من غير السعودي ..فإذا كانت سعيدة معه تجد من يكدر حياتها بمثل هذه الممارسات! أتمنى أن يتم الانتباه إلى هذه الملاحظات ولو أنها فردية ولا تمثل سلوكيات وأخلاقيات رجال الجوازات إلا أنها متكررة وتأثيرها مؤلم حد الاحساس بالاهانة وهو غير مقبول بالتأكيد ومرفوض بالتأكيد . nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :