سليمة لبال – توقفت مجلة «الأيام» اليابانية الذائعة الصيت في بلاد الشمس عن الصدور نهائيا بسبب ضائقة مالية غرقت فيها عقب تورط مؤسسها ومديرها ريوشي هيروكاوا في فضيحة أخلاقية، وفق ما أورده تقرير أعده مراسل صحيفة لوموند الفرنسية في طوكيو. يبلغ هيروكاوا اليوم 75 عاما، لكنه إلى غاية فترة قصيرة قبل الآن، لم يجد خليفة له على رأس هذه المجلة التي تخصصت في نشر تحقيقات مصورة، بعد أن كشفت أسبوعية «شوكان بانشان» تورطه في جرائم اغتصاب وتحرش جنسي. وقد اختارت شوكو، وفق ما نقله مراسل صحيفة لوموند الفرنسية في طوكيو، العمل في مجلة الأيام حين كانت طالبة بعد أن حضرت ندوة في الجامعة، تحدّث خلالها هيروكاوا عن التمييز الذي تعاني منه النساء، لكن أملها خاب بسرعة. وخلال رحلة عمل للخارج لإنجاز تحقيق مصور، اكتشفت شوكو أن مسؤول المجلة حجز غرفة واحدة في الفندق، وهناك ساومها وقال لها: «يريد الأشخاص الذين سنُجري معهم مقابلات قضاء الليل معك لأنك أجنبية، فماذا تختارين؟ هل ستذهبين معهم أم تبقين معي أنا فقط؟». وقالت شوكو في شهادتها: «لقد تعرضت للاغتصاب طيلة أسبوعين، كنت أرغب في الهروب لكن لم أكن أعرف أحدا في ذلك البلد». ودوما وفق الشهادات التي أوردتها الأسبوعية وشهادات أخرى جمعتها نهاية يناير الماضي، صحيفة مينيشي، فقد طلب هيروكاوا الذي كان مصورا صحافيا من بعض الصحافيات الموظفات في المجلة أن يلتقط صورا لهن وهن عاريات. وتحدثت إحدى الضحايا عن النفوذ والسلطة اللذين يتمتع بهما هيروكاوا في عالم التصوير الصحافي في اليابان. وأضافت: «لقد خفت من الإقصاء من هذا الوسط إن قررت مغادرة مجلة الأيام والاستقالة». انهيار مسيرة وفي أول رد فعل له على هذه الاتهامات، قال هيروكاوا «ليست غلطتي إن اعجبت النساء بي وانجذبن نحوي»، لكنه سرعان ما صمت وتراجع، بسبب ردود الفعل المستنكرة لأفعاله، حيث تعالت أصوات عديدة ضده، على مواقع التواصل الاجتماعي حرّكها هاشتاق «أنا أيضا»، ما دفعه لاحقا إلى تقديم اعتذار، قال انه من اعماق قلبه على الكلمات التي تلفظ بها وجرحت الكثيرين في اليابان. ولم تتأخر العقوبات كذلك، حيث قرر ناشر «الأيام» توقيفه عن العمل، فيما ألغى متحف كوميجيما في اوكيناوا معرضا لصوره، لتنتهي بذلك مسيرته المهنية الكبيرة التي تميزت بعدد من التحقيقات عن كارثة تشيرنوبيل او القضية الفلسطينية في نهاية ستينات القرن الماضي.
مشاركة :