يواصل مشروع "عاش هنا" أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.ومن أبرز الأماكن التي وثقها المشروع مؤخرا، العقار الذي عاشت فيه الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، حيث وضع لافتة على منزلها الذي أقامت فيه بـ"16 شارع النيل - محافظة الجيزة"، كما دون على اللافتة تاريخ الميلاد: 22/02/1919 بالإسماعيلية، وتاريخ الوفاة: 20/09/1999. تحية كاريوكا من مواليد محافظة الإسماعيلية، اسمها الحقيقي بدوية محمد كريم علي السيد النيداني، عشقت فن الرقص في سن مبكرة، واكتشفت هذه الموهبة لديها بديعة مصابني التي قررت أن تضمها إلى فرقتها وأدخلتها بعد ذلك في مجال السينما والمسرح. سميت باسم "كاريوكا" نظرًا لأنها قدمت رقصة الكاريوكا في مرة من مرات، في منتصف الخمسينات بالتحديد قامت تحية كاريوكا باعتزال الرقص نهائيًا حتى تتفرغ للأعمال السينمائية. كان أول ظهور سينمائي لها في فيلم "الدكتور فرحات" مع الفنانة أمينة محمد ليكون لها فاتحة الخير وتبدأ من خلاله الاحتراف في عالم التمثيل .مواقفها السياسية كان لها العديد من المواقف السياسية التي أدى بعضها الى اعتقالها، كما قامت في عام 1948 بنقل أسلحة في سيارتها الخاصة للفدائيين، بعد تخزينها في مزرعة أختها، وكانت عضوة بإحدى التنظيمات السياسية، وقادت إضراب نقابات المهن التمثيلية وأضربت عن الطعام بسبب رفضها قانون يعطي النقيب الحق في الترشح مدى الحياة؛ توفيت في العشرين من شهر سبتمبر في عام 1999.تزوجت تحية كاريوكا خلال مسيرتها 14 زيجة كان من أبرزهم رشدى اباظة وفطين عبد الوهاب ومحرم فؤاد وفايز حلاوة الذى استمر زوجها منه لمدة 15 عاما وهى أطول مدة فى زيجات الفنانة الراحلة وكان من بينهم أيضا، الضابط الأمريكي ليفي الذي أشهر إسلامه واصطحبها إلى الولايات المتحدة، إلا أنها ما لبثت أن انفصلت عنه.قدمت سلسلة من الأعمال السينمائية منها: "حبيبي الأسمر، فيروز هانم، الصبر جميل، نساء صعاليك، المفتش العام، الصبر في الملاحات، خان الخليلي، قسمة ونصيب، عروسة المولد، أم العروسة، خلي بالك من زوزو، لعبة الست، شباب امرأة ، حماتى قنبلة ذرية، منديل الحلو، وداعًا بونابارت، إسكندرية كمان وكمان قامت فيه بأداء دورها الحقيقى في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية"، ومن المسلسلات التي شاركت فيها "مخلوق اسمه المرأة، القلوب عند بعضها، أهل الطريق، ينابيع النهر".يذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.