يواصل مشروع "عاش هنا" أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.ومن أبرز الأماكن التي وثقها المشروع مؤخرا، العقار الذي عاش فيه الكاتب الراحل توفيق الحكيم، حيث وضع لافتة على منزله الذي أقام فيه بـ"1095 شارع كورنيش النيل جاردن سيتى "، كما دون على اللافتة تاريخ الميلاد: 09/10/1898 بالإسكندرية، وتاريخ الوفاة: 26/07/1987. ولد في الإسكندرية لأب مصري وأم تركية، حصل على البكالوريا عام 1921، وتخرج في كلية الحقوق عام 1925، ثم سافر في بعثة دراسية لباريس لنيل شهادة الدكتوراه في الفترة من 1925 إلى 1928. لكنه لم يحصل عليها.عمل وكيلًا للنيابة سنة 1930، وفي 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد واستقال في 1944، ليعود مجددا إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية.في 1959عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس.عمل مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971. الجوائز والأوسمة: • قلادة الجمهورية عام 1957 • جائزة الدولة في الآداب عام 1960 • وسام الفنون من الدرجة الأولى • قلادة النيل عام 1975 • الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975اشتهر الحكيم في حياته بلقب «عدو المرأة» ويقول: السبب في هذا الاتهام -كما رواه لصلاح منتصر في كتابه «شهادة توفيق الحكيم الأخيرة» يرجع إلى السيدة هدى شعراوي بسبب مهاجمتي أسلوبها في تشكيل عقلية المرأة المصرية خاصة البنات، بأن حذرتهن من الاستمرار في حياة الجواري وخدمة الرجال والأزواج في البيت لأنهن مساويات للرجل في كل شيء، واشتكى لي بعض الأزواج من البنات والزوجات، اللاتي يفكرن بطريقة شعراوي فهمهمن لرقي المرأة وأنه استعلاء على الرجل وعدم الخدمة في البيت فكتبت في ذلك، ونصحت الزوجة الحديثة بأن تعرف على الأقل أن تهيئ الطعام لزوجها وأن أسهل صنف يمكن أن تطبخه له هو صينية البطاطس في الفرن.وفي 1946م تزوج الحكيم أثناء عمله في «أخبار اليوم»، وأنجبت له زوجته طفلين هما إسماعيل وزينب، ولم يخبر أحدًا بأمر زواجه حتى علق مصطفى أمين قائلًا (نحن الصحفيين مهمتنا الحصول على الأخبار ونحصل عليها من السراي ولا نعرف بزواج الحكيم) ويكتب مصطفى أمين عن زواجه في مقال له بعنوان (عدو المرأة يتزوج بشروطه) وينقله لنا الدكتور أحمد سيد محمد في كتابه «توفيق الحكيم.. سيرته وأعماله» فيقول: إنه أخفى عليهم أمره ثم اعترف لهم بأنه تزوج من سيدة مطلقة لها ابنتان، وأن الزواج عقلى الغرض الأول منه تأسيس بيت يصلح لحياة فنان، الكتب فيه أهم من الفراش، والموسيقى فيه أكثر من الطعام!من أعماله الروائية: "عودة الروح”، “يوميات نائب في الأرياف”،“عصفور من الشرق”، “أشعب”، “حمار الحكيم”، “الرباط المقدس”، “راقصة المعبد". من الأعمال المسرحية: “الخروج من الجنة”، “رصاصة في القلب”، “سر المنتحرة”، “أهل الكهف” ، “شهرزاد”، "سليمان الحكيم”، • ” يا طالع الشجرة”، “إيزيس”، "سلطان الظلام"، "الملك أوديب"، و"السلطان الحائر". من المجموعات القصصية: أرني الله”، “عدالة وفن”، “مدرسة المغفلين”، و"عهد الشيطان". من الأعمال الفكرية: "عودة الوعي"، "تحت شمس الفكر"، "من البرج العاجي"، "رحلة بين عصرين"، “ملامح داخلية”، “الأحاديث الأربعة”، “مصر بين عهدين”، “التعادلية في الإسلام”، “ثورة الشباب”، “في الوقت الضائع”، و“يقظة الفكر”.أنزله جمال عبد الناصر منزلة الأب الروحي لثورة 23 يوليو، بسبب عودة الروح التي أصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذي سيحيي الأمة من رقادها. منحه جمال عبد الناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام. لم يذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر "السلطان الحائر بين السيف والقانون" في عام 1959، و"بنك القلق" عام 1966، حيث انتقد النظام الناصري ودافع عن الديمقراطية. مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.
مشاركة :