مسألة القيم وفوضى الفضائيات - مهـا محمد الشريف

  • 3/5/2015
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

يدعي أحدهم في الوسط الفني أنه منحدر من فكرة عامة وأعماله تشمل جميع الثقافات المختلفة ويتصور أن جميع الأمم لها مقومات ذات اللغة والدين، ويقدم المحتوى بتوجه كوني، كما هو الحال في الوقت الحاضر وزج بعض الرموز والعروض الباهتة في أدوار يقوم بها ذلك الفنان الشاب الذي يؤدي دور المثلي أو المنحرف في الأفلام الأمريكية، ثم انتقلت الأدوار إلى المسلسلات العربية بداعي دراما اجتماعية أضف إلى ذلك العلاقات غير الشرعية والأدوار الشاذة التي تشاهدها الأسرة بكل طاقمها. ولا أريد الخوض أو تفسير العلم والطب أو العوامل البيولوجية والبيئية لهذه التفاعلات، ولكن لتجسيد الأدوات التي تدير هذه المسلسلات العربية في الأونة الأخيرة، والتي تشكل مصدر قلق على البيئة الاجتماعية لما لها من تأثيرات سلبية على الفرد، فيما تناولت بعض وسائل الإعلام الغربية تاريخ ظهور هذه العلاقات رغم تعارضها مع الأديان والمعايير السائدة بالنسبة لهذه العلاقات الجنسية وقد رفع العالم تدرجياً تجريم المثلية الجنسية منذ منتصف القرن العشرين، ضمن اتفاقية "سيداو"ورؤيتها الخاصة بالمرأة والحرية الجنسية المطلقة وأجازت زواج المثليين، وألغت مفهوم الزنا المعروف لدى الأديان، وقد وقعت بعض الدول العربية على الاتفاقية، وأسست جمعيات تطالب بحقوقهم المشروعة حسب زعمهم، وقام بعض مشاهير العالم بتأييدهم التام للمثليين، بينما في أوكرانيا يؤيد شعبها فرض حظر دستوري على زواج هؤلاء. لقد اخترعتها العولمة تحسباً للفراغ لكي لا تبقى أي بيئة مشحونة جنسياً وهذا في اعتبار العاقل إنما هو خلق بيئة فاسدة لا توافق دين أو معتقد أي مجتمع سليم، ولكن للأسف يأتي البعض يصّوت لصالح هذه الاتفاقيات قبل أن يرى الخسائرالأخلاقية، ومن هنا يصعب على الباحثين تقرير أو إحصاء تلك الحالات في العالم إذا اختلفت القصص أو تشابهت فالثمن واحد هو فصل الإنسان عن الدين والهوية والقيمة الأخلاقية. ويؤكد المخرج الفرنسي ايف بواسيه رئيس لجنة التحكيم الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، أن أعماله تهدف بشكل رئيسي إلى معالجة أمور حساسة والرقابة تمنع أفلامه لأنها تخالف توجهات الحكومة، هاقد أتينا إلى حالة المنع بداعي العنصرية وليس لأسباب أخرى أكثر فتكاً بالمجتمعات. ومع ذلك يحتفظ العقل في الثقافة الغربية بعزته واستقراره والتشديد على الهوية وإضعاف الثقافة الدينية، وكانت هذه النتائج متوقعة قدمت من أفكار فاسدة لنشر الآفات الاجتماعية التي تعيشها هذه الأمم، ولكن من المؤسف انتشار الظاهرة في الشرق الأوسط، ويجب إدانة هذه العلاقات جملة وتفصيلاً وأيضاً إدانة مكانها مدينة تل أبيب المدينة الأفضل للمثليين وقد تصدرت مدن العالم من خلال تصويت بحصولها على 43% من الأصوات. إن وسائل وأدوات العلم الحديث مفهومة ويعيها العقل ولا تتجاوز قدرات الوعي، بينما مثل هذه الظواهر غير ملائمة وذات قيمة رخيصة وأيدلوجيا ضعيفة تتمظهر سلباً على عادات الناس وتقاليدهم، ووسيلة لسلب احترام المرء لذاته، فعلى وسائل الإعلام فرض رقابة صارمة على الفضائيات التي تبث مسلسلات تبيح هذه العلاقات المحرمة والحفاظ على شباب وبنات المسلمين من الأفكار المنحرفة التي تتسلل إلى البيوت عبر الشاشات والبرامج. لسنا بصدد توعية وتنبيه فقط بهذا الشأن وإنما منع وحظر هذه المسلسلات التي تبيح المحظورات ضمن طبيعة حياة نمطية اعتاد عليها الشواذ في العالم وتم نقلها إلينا عبر فنون عربية هدامة بها من الانحلال الأخلاقي الكثير وتعدّ من الوسائل الغربية لترويج أفكارهم.

مشاركة :