الموصل (العراق) - أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي مساء الخميس الحداد الوطني لثلاثة أيام بعد مصرع العشرات معظمهم من النساء والأطفال جراء غرق عبارة في الموصل بشمال البلاد، وفق التلفزيون الرسمي العراقي. وأفاد النقيب كريم العبيدي من الدفاع المدني العراقي بأن فرق الإنقاذ انتشلت 82 جثة، إثر غرق عبّارة في نهر دجلة بمدينة الموصل شمالي البلاد، فيما يعد 17 شخصا في عداد المفقودين، مضيفا أنه "تم إنقاذ 55 شخصا بينهم 19 طفلا". وتوجه عبدالمهدي إلى مدينة الموصل حيث وقع الحادث المأسوي فيما كانت عائلات كثيرة تحتفل بعيد نوروز، رأس السنة الكردية، على ضفاف نهر دجلة. وأعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق اليوم الخميس، توقيف 9 عمال على خلفية غرق العبّارة في نهر دجلة. وقال المجلس (أعلى سلطة قضائية) في بيان إن "محكمة تحقيق الموصل، قررت توقيف 9 من العمال المسؤولين عن العبارة وأصدرت مذكرة قبض بحق مالكها ومالك الجزيرة وأوعزت لجهات التحقيق بسرعة تنفيذها". وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، أوعز إلى المحاكم المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين في غرق العبّارة. وتحدثت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن "مأساة رهيبة"، علما بأن آخر حادث غرق يعود إلى مارس/آذار 2013 حين غرقت عبارة مطعم في نهر دجلة في بغداد ما أسفر عن خمسة قتلى. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة. وعند الطبابة العدلية وسط المدينة تجمع عشرات الأشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لإتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم.وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم. وقال أحمد عامل بأجر يومي وهو يجلس على الأرض مع آخرين، بحزن "خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين ، كانوا في العبارة في طريقهم إلى المدينة السياحية" وحمّل هذا الشاب "المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة". وتجمع مئات من أهالي الضحايا في المكان وعملت سيارات الإسعاف والشرطة على نقل الضحايا إلى مستشفيات المدينة. كما انتشر عناصر الأمن على امتداد مجرى النهر الذي تواجد على ضفتيه نساء وأطفال، البعض منهم تم نقله للتو. وشملت عمليات البحث عدة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لإنقاذ آخرين جرفتهم المياه وقامت قوات الأمن بقطع الطرق المؤدي إلى مجرى النهر بهدف السيطرة على الأوضاع هناك.وقال أحد الناجين مكتفيا بذكر اسمه الأول محمد إن "الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها"، مضيفا هذا الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماما أن "العبارة كانت تحمل عددا يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء وأطفال". ولم تتحدد بعد الأسباب الدقيقة لغرق العبارة، غير أن مصدرا بالشرطة النهرية، قال في تصريح للأناضول، إن العبارة كانت تحمل أكثر من 170 شخصا، وهو فوق طاقتها، ما تسبب بجنوحها وغرقها. وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل أحد المتنزهات الترفيه للمشاركة في احتفالات عيد نوروز، أو رأس السنة الكردية وهو يوم إجازة رسمية في العراق. ويأتي الحادث بعد يوم واحد من تحذير وزارة الموارد المائية المواطنين للانتباه اثر فتح بوابات سد الموصل بسبب زيادة الخزين. ونشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو للمأساة في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة. وأظهرت الصور عدد من المتطوعين وهم يحاولون إنقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. ونشرت صور للأطفال الذين انتشلت جثثهم من النهر. وأوعز وزير الصحة والبيئة الدكتور علاء الدين العلوان باستنفار وزارة الصحة في إقليم كردستان ودوائر الصحة في كركوك وصلاح الدين فضلا عن كوادر دائرة صحة نينوى المتواجدة حاليا في مكان الحادث. ويحتفل بعيد نوروز ويعني "يوم جديد"، في 21 من مارس/آذار من العام الميلادي. ويعتبر أكبر الأعياد في إيران ولدى الأكراد خصوصا في شمال العراق وأفغانستان وتركيا.
مشاركة :