بين الرسائل السياسية ونداءات الاستغاثة طلبا للأدوية، يفرد الفنزويليون عبر حساباتهم على «تويتر» مساحة للقوافي والأوزان الشعرية، إذ بات الشعر أحد أشكال المقاومة في وجه استفحال الأزمة بالبلاد. وفي بلد تنهشه حالات النقص الغذائي وأعمال العنف، يدافع عشاق الشعر بشراسة عن شغفهم، إذ بات لهؤلاء مكتبة خاصة، فضلا عن جائزة للشعراء الشباب ومحترفات كتابة وترجمة وحتى حساب على «تويتر»، يلتقي مديروه في المكاتب الثلاثة الصغيرة التابعة لمؤسسة لا بويتيكا في العاصمة كراكاس. ويقول ريكاردو راميريز مدير المؤسسة «بويتيكا منبثقة من حساب (تيم بويتيرو) الذي أنشئ عبر تويتر في 2013 وبات يضم نحو 40 ألف متابع، وتنشر عليه أربعة أشعار إلى خمسة يوميا». وفي 2016، أطلق راميريز مسابقة الشعراء الشباب بينما فتح بعد عامين المكتبة بجزء كبير بفضل هبات خاصة. وتعكس الأبيات الشعرية المنشورة عبر «تويتر» للفنزويلي أندريس إيلوي بلانكو (1896 – 1955) حالة اليأس لدى الفنزويليين بوجه شعارات المعارضة والحكومة.. وقد جاء فيها «لست أدري إذا ما كنت ستنساني أم إذا كان هذا الخوف نابعا من الحب: ما أعرفه هو أنك ترحل وسأبقى أنا وحيدا هنا». كما تنشر أبيات شعرية من قصائد كولومبية أو أخرى للأميركية سيلفيا بلاث، أو السويدي توماس ترانسترومر، تشجع على الرحيل. ومما جاء فيها «سئمت من كل هؤلاء الناس الذين يستخدمون كلاما للتعبير لكن من دون لغة، أنا راحل نحو جزر مكسوة بالثلوج حيث لا وجود للكلمات». وتنغمس فنزويلا في أزمة خطرة يفتقر خلالها السكان لكل شيء، كما أن قيمة العملة المحلية تتدهور والحد الأدنى للأجور يكفي بالكاد لشراء دجاجتين للأكل أو ليترين من الحليب. وقد تسبب هذا الوضع بهجرة أو نزوح أكثر من ثلاثة ملايين فنزويلي. (كراكاس-أ ف ب)
مشاركة :