ناصر الظفيري.. الراحل بين غربتين

  • 3/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حنفي – أقامت مكتبة صوفيا أمسية وفاء للروائي الراحل ناصر الظفيري، حضرها كثير من افراد اسرته وأصدقائه ومحبيه، الأمسية التي تحدث فيها: عبدالوهاب سليمان ودخيل الخليفة وجاسم الشمري ورزان المرشد، القت الكثير من الأضواء على الجوانب الإنسانية والأدبية في حياة الروائي الراحل. كان عبدالوهاب سليمان أول المتحدثين، حيث تناول جانبا إنسانيا شديد الخصوصية في حياة الظفيري وهو الصداقة، حيث أشار سليمان إلى أنها كانت اشبه بتلك الصداقة التي نقرأ عنها في الروايات ونشاهدها في الأفلام، حيث لم يكن الظفيري يقوم فيها بدور الواعظ أو الناصح، وان الدرس الذي تعلمه من الظفيري أن الصداقة ليست بالسنوات وإنما بعمق المعرفة بالآخر. وهب حياته للأدب سليمان أشار أيضا إلى الجانب الإبداعي في حياة الظفيري، وأكد أنه وهب حياته كلها للأدب الذي درسه حتى عندما هاجر إلى كندا، وأنه كان يكتب في مكتبه الصغير في سرداب بيته من التاسعة مساء حتى الثالثة فجرا كل يوم، وظل يكتب حتى آخر لحظات حياته، حيث كتب مقاله الأخير قبل موته بيوم، وتمنى سليمان أن يحمل المستقبل حلا دائما لقضية البدون التي كانت محور أعمال ناصر. الجنسية أم الوطن؟ الشاعر دخيل الخليفة قرأ ورقة بعنوان «وفاء للمهمشين ولناصر الظفيري»، تساءل فيها «ما الذي يجعل هذه العجوز في كندا تخبز الحب في تنورها، وإذا سمعت اسم الكويت، نسيت خبزتها تحترق ذات سهوة موجعة؟ ما الذي يجعل ناصر الظفيري يأتي ليشم رائحة البحر، والصحراء كل عام؟ إنه الفرق بين الجنسية والهوية». وتحدث الخليفة عن صور جنازة الظفيري وسط الثلوج التي تداولتها مواقع التواصل قائلا «إنها صور تلخص الفرق بين من يدرك قيمتك كإنسان، بغض النظر عن إرث جدك البدوي، ومن يمنعك من التمدد في متر ونصف بمقبرة، ولدت وترعرعت قربها»، وأنهى الخليفة ورقته «لم يفاجئنا الموت، إنما فاجأتنا الوحشة يا ناصر، الصورة التي لن تتكرر في عرش الكتاب، جلسة المقهى حيث تلاعب اصابعك الورق، ذاكرة الألم حينما نستعيدها، هل حقا كان الوطن كذبة صغيرة يا ناصر؟». راحل لا يغيب في ورقة بعنوان «في رثاء راحل لا يغيب» تحدث الكاتب جاسم الشمري عن صخب ما كان يبحث عنه ناصر الظفيري في طيات رحلته التي بدأت وليدا في قربة الجهراء، إلى خمسيني يذرع تخوم الثلج في وطن الغربة، بعدما عاش انكساره الأول في غربة الوطن. وقال الشمري ان الظفيري لم يمح ذاكرة المكان، وأنه أبحر نحو صور وقراءات ورصد لأزمة إنسان ظل مستكينا على هامش حياة فأثمر ظل بشر، ولم يكن هو يرضى أن يكون كذلك، فشد رحاله ومضى، وما بين غربتين سطع نجم وولدت حكاية. ترجمة أعمال الظفيري وقال عبدالهادي جميل في مداخلته ان أعمال ناصر التي تناولت الهوية والتهميش وثق فيها قضية البدون بشكل جلي، وكان مشهد دفنه وسط الثلوج سرياليا ومؤلما، بينما قال د. عصام الغريب ان ما يجمع البشر هو الهم الإنساني وليس الجنسية، وان قلمه صور بصورة دقيقة جماليات الجهراء وقضية البدون. وأكدت رزان المرشد مالكة مكتبة صوفيا أن الظفيري قدم للمكتبة العربية الكثير من الأعمال الروائية المهمة، وانها تناشد كل من يستطيع الإسهام في ترجمة أعمال الظفيري إلى لغات أخرى، كما وعدت ببذل جهد مماثل لتصل روايات الظفيري إلى يد كل قارئ عربي.

مشاركة :