القيادة في الزمن الصعب

  • 3/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الطريقة التي تم بها انتقال الحكم في المملكة العربية السعودية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إثر رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يرحمه الله- لم تكن محل تقدير واحترام وإعجاب المراقبين الدوليين ورجال السياسة والحكم والإعلام في العالم أجمع فحسببل كانت برهاناً على أن الدولة السعودية تستمد قوتها -بعد الله سبحانه وتعالى- من أسس ثابتة منذ وطّد أركانها الملك المؤسس –يرحمه الله- وزادت هذه الأركان قوة ورسوخاً بجهود أبنائه الملوك من بعده –رحمهم الله جميعاً-. إن سلاسة الانتقال وسرعته وإقبال الأمراء والمواطنين والمسؤولين على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أعطت أنموذجاً يُحتذى لما يجب أن تتم عليه عملية انتقال الحكم والمسؤولية في مثل هذه الحالات في وقت يشهد انتقال الحكم في كثير من الأقطار ما نعرفه جميعاً من الاضطرابات وما يتبعها من آثار سلبية على الشعوب والأمم والأوطان في كثير من البلدان ومن بينها للأسف أقطار عربية وإسلامية شقيقة وفي غيرها من دول العالم الثالث. وكما اجتازت المملكة العربية السعودية –والحمد لله- عملية انتقال الحكم بأمن وأمان بفضل حكمة قادتها وإخلاصهم ومحبة شعبهم لهم وثقته بهم، فسوف تستطيع هذه القيادة –إن شاء الله- بما أوتيت من خبرة وحكمة ودراية، وبما يسكن قلوبها من إخلاص ومحبة ومخافة لله سبحانه وتعالى، وإدراك للمسؤولية التي تصل إلى قناعتهم وإيمانهم أن الحكم أمانة ومسؤولية وتكليف قبل أن تكون تشريفاً؛ كان كذلك في عهود القادة الراحلين من أبناء الملك المؤسس –غفر الله لهم-، وسيظل كذلك لدى هذه القيادة الجديدة وفقها الله، وسوف تجتاز هذه القيادة المخلصة بعون الله أيضاً كل ما يحيط بالمنطقة والوطن من أحداث وتطورات، وهي وإن كانت تتولى المسؤولية في زمن صعب تعصف فيه بالمنطقة من حولنا العديد من أسباب عدم الاستقرار؛ بل الفوضى التي يعيشها أكثر من قطر من أقطار الجوار إلاّ أنها ستكون قادرة –بإذن الله- على الوصول بالوطن إلى بر الأمان، بل والمحافظة على دور المملكة في بذر بذور الحكمة والعقلانية بين المتصارعين ومواصلة مساعيها الحميدة في نزع فتيل الاختلاف ونشر أسباب الأمن والاستقرار في ربوع الأقطار الشقيقة التي تكن قياداتها المخلصة وشعوبها للمملكة كل محبة وتقدير وتعرف دورها الدائم في إطفاء نار الفتنة في أكثر من قطر، وما دور المملكة في لبنان إثر اندلاع الحرب الأهلية فيه في السبعينيات من القرن الماضي وعقدها مؤتمر الطائف الذي أنهى حرباً أهلية في البلد الشقيق دامت حوالي عقدين من الزمان، وما زال لبنان الشقيق رغم ظروفه المعقدة يجني ثمار جهود المملكة حتى الآن في الوقت الذي وصلت فيه الأمور في ذلك الوقت إلى خطر زوال لبنان كياناً وشعباً ونظاماً. لقد اكتسب سلمان بن عبد العزيز خلال سنين طوال تحمل فيها المسؤولية في أكثر من موقع خبرات وتجارب، كما اكتسب صداقات عربية ودولية تؤهله لأداء الدور المطلوب من المملكة في الوقت الحاضر، كما أن دوره الإنساني في مد يد العون والمساعدة للشعوب العربية والإسلامية التي تعرضت للمحن جلي ومعروف، فقد ترأس أكثر من لجنة إغاثة كما رأس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق، ومعظم لجان الإغاثة للأقطار العربية والإسلامية وغيرها التي تتعرض للكوارث والمحن وساهم في الجهود المبذولة في التقريب بين المواقف المختلفة وإنهاء الخلافات في أكثر من مناسبة؛ وبذلك فإن القيادة التي يتولاها -يحفظه الله- في الزمن الصعب لن تكون -بإذن الله- وتوفيقه إلاّ قيادة ناجحة بكل المقاييس تتحقق على يديها آمال الشعب والأمة والوطن. أكاديمي وباحث تربوي واجتماعي

مشاركة :