نهيان بن مبارك: التطرّف أكبر تحديات العصر

  • 3/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:محمد علاء أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، أن التطرّف العنيف يعتبر أسوأ أشكال عدم التسامح وأكبر تحدٍّ في العصر، مشيراً إلى أبرز مزايا التسامح التي نشرتها الوزارة كدليل توجيهيّ للمسؤولين يقودهم في عملهم ومنها احترام التنوع والاختلاف، وتعزيز الحوار المفتوح والصادق بما يساهم في حلّ النزاعات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير المجتمع المتحضّر.و جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لمنتدى أفكار أبوظبي 2019 الذي انطلق أمس الأربعاء في جامعة نيويورك أبوظبي بحضور الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في إمارة أبوظبي وزكي أنور نسيبة وزير دولة وعدد من أساتذة الجامعات والسياسيين ضمن مشاركة دولية واسعة.قال الشيخ نهيان بن مبارك، خلال الكلمة الافتتاحية، إن هذا المنتدى يُظهر بوضوح أنّ تطور العالم رهن بثلاثة عوامل مهمة هي السعي إلى إيجاد حلول مبتكرة ومسالمة لمشاكل العالم، وتشارك المعرفة والترويج لتطبيقها من أجل تحسين حياة البشر، والتغذية المستمرة للإبداع وطرق التفكير الجديدة من أجل إرساء السلم وتعزيز الازدهار ومواجهة التحديات العالمية الكبيرة التي تعترضنا.وأكّد أن عام التسامح الذي أعلن عنه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يشكل امتداداً لعام زايد 2018، وقد رُسّخ مبدأ التسامح بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى الإمارات؛ حيث ركّزت هذه الزيارة على نشر الأخوّة بين البشر حول العالم، واختصرت وثيقة الأخوّة الإنسانية، الجهود التي يجب بذلها من أجل مواجهة التحديات الحالية.وقال إن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بين التزامه بالتسامح والتعاطف والحوار وحرص على التزام جميع المسؤولين في الدولة بهذه المبادئ، فقد حرص، طيب الله ثراه، على تطوير الإمارات من خلال احتضان أشخاص طموحين وموهوبين من حول العالم بغضّ النظر عن دينهم أو جنسيتهم أو أصلهم أو ثقافتهم.وفي جلسة حوارية مع الدكتور أنور قرقاش، حاورته الإعلامية مينا العريبي، قال فيها: «إن ما لمسناه خلال قراءتنا للعالم، أن هناك نظرة استشرافية للحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تساؤلات عديدة في الفترة المقبلة عن الدور الأمريكي في المنطقة هل ستتوسع أكثر أم تنسحب تدريجياً، فنحن علينا أن نراقب ونرى ما ستؤول إليه الأمور». وأضاف أن هناك مشكلات بين عدد من الدول الأوروبية حول عدة قضايا فيما بينهما، ولكننا متفائلون بالمشروع الأوروبي وعلاقاتنا الثنائية مع حلفائنا الأوروبيين جيدة وتسير نحو مناقشة الأشياء ذات الاهتمام المشترك. ولفت إلى أنه بالنسبة للصين، هناك قلق من الصدام الذي يحدث بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، فذلك يعود بالضرر علينا، وعندما تتحسن العلاقات بينهما يعود ذلك بالنفع علينا وعلى جميع دول العالم بشكل مؤكد. وقال إن العديد من الدول لا تنظر إلى روسيا بأنها قوة عالمية ولكن الواقع يفرض عكس ذلك، فدور روسيا في مناطق مختلفة في العالم تم بلورته، وتم زيادة نفوذها في الشرق الأوسط وأوروبا بسبب غياب الدور الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.وتابع: إننا نعيش في نظام عالمي مثير للقلق، ويؤثر في دول مثلنا ومع كل هذه التغييرات تبقى الولايات المتحدة الأمريكية حليفاً كبيراً لنا يعطي لبلدينا مزيداً من التفاهم نحو قضايا المنطقة والقضايا الإقليمية. وقال قرقاش: «علاقتنا مع الصين والهند قوية، وهما شريكان تجاريان كبيران لنا، وهناك استقرار كبير يحدث لهما ويشهدان تقدماً منقطع النظير في كافة المجالات ونتطلع إلى أن تكون هذه العلاقة أكبر وأشمل في المستقبل». وتابع: إن الإسلام السياسي ينظر إليه بأنه إيديولوجية، وأخفق بشكل ذريع في العقود الثلاثة الماضية، ولدينا الآن فرصة لتدارك ما فات من تجاوز الإيديولوجيات ومثال على ذلك سيطرة الإسلاميين على مصر وفشلهم في الحكم والإدارة.وأكمل وزير الدولة للشؤون الخارجية: «مرت منعطفات بدول المنطقة واعتقد البعض أن هذه الإيديولوجيات قد تكون بديلاً للأنظمة التي كانت قبلها وعندما أعطيت لهم الفرصة أصبحت الأمور أسوأ وتبين فشلهم الذريع». وقال إن النزاعات وإدارة الأزمات في منطقتنا علمتنا أن هناك مفاجآت تتبع الأزمات وتغيير الأمور، مضيفاً: أرى أنه كان هناك فشل ذريع وغياب للدور العربي الإقليمي في نزاعات المنطقة في ال 15 سنة الماضية، مما أتاح الفرصة لإيران وتركيا للتدخل في المنطقة وخصوصاً في القضية السورية.وأضاف: أن القواعد تتغير ونجد أنفسنا تجاه أزمة يمنية، فالإمارات تؤمّن محيطها ولن تسمح بظهور سيناريو لحزب الله آخر في اليمن. ولفت إلى أن الوضع في العراق معقد ويجب النظر إليه من ثلاثة أبعاد، أولها أن الإيديولوجية لم تخدم منطقتنا وعلينا أن نكون في سياستنا نركز أكثر على النتائج، فالإسلام السياسي كان ينظر إليه أنه إيديولوجية صاعدة، وتوقع البعض أن الإسلام السياسي سيعيد قوة المنطقة ل30 عاماً مقبلة، وقد اتضح غير ذلك.وتطرقت الجلسة الأولى إلى موضوع «من النظام العالمي الجديد إلى لا شيء: التطور والأزمات في العلاقات الدولية» بمشاركة الكاتبين كيشور محبوباني، بروفيسور في ممارسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية، وبيل إيموت مؤلف ورئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وبإدارة الإعلامية مينا العريبي.وقال بيل إيموت: إن هناك ضغطاً وقلقاً حيال الشعبوية والقومية، حيث تحارب الولايات المتحدة الشعبوية، وبريطانيا كانت قد اتفقت مع الولايات المتحدة في عام 1945 أن يتم بناء مؤسسات عالمية ولم تؤمن الولايات المتحدة بها ولا قامت على تنفيذها. وقال كيشور محبوباني إن الغرب متشائم بشأن المستقبل والأمر المهم الذي يجب أن نبرزه هو تحقيقنا إنجازات عديدة منذ قيام البشرية، وحيث انخفضت معدلات الفقر بنسبة 10 % حول العالم، مضيفاً أنه على الغرب تقبل فكرة أنه لا يستطيع أن يسيطر على العالم.وتطرقت الجلسة الثانية إلى «العولمة وما الخطوات التالية» تحدث فيها جوردون براون مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي ورئيس الوزراء الأسبق للمملكة المتحدة، قائلاً إن التقدم الذي يحرز في التعليم في دولة الإمارات منقطع النظير، ولافت للانتباه، مشيداً باستراتيجيات التعليم التي تتبعها دولة الإمارات والتي استطاعت أن تبني صرحاً تعليمياً مثل جامعة «نيويورك أبوظبي» التي تعتبر من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط.وأضاف أن التنافس يعدّ الحالة السائدة بين دول العالم في الفترة الحالية مضيفاً أن المنظمات الدولية لا تقوم بدورها المنشود، والسياسيون يتحملون المسؤولية لذلك، لافتاً أن هناك تخبطاً سياسياً في بريطانيا، ولا يمكن أن نلوم الساسة على ذلك ولا الأفراد. وأشار إلى أنه لا يعتقد أن الغرب على شفا الهاوية، فعلى مدى 150 عاماً هيمنت أوروبا وأمريكا على اقتصادات العالم، حيث يسيطران على 60 % من الأنشطة الاقتصادية حول العالم، مشيراً إلى أن هناك تغييرات جذرية في هذه النسب، حيث دخلت قارة آسيا وخصوصاً الصين بقوة لمشاركة تلك القوى اقتصادياً.وتحدث ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق في جلسة بعنوان: «الإصلاحيون أم الشعبيون» قال فيها إن معظم رجال السياسة يعتقدون أن الإصلاح بديل للشعبوية، مضيفاً:«ماذا تعني الشعبوية، لا يمكن أن نصفها بأنها مفهوم موحد، فكل دولة لها مفهومها الخاص للشعبوية، مثلاً في البرازيل أو فنزويلا أو أمريكا، لهم مفاهيم خاصة للشعبوية، ومن الممكن أن نصفها بأنها الخوف من المستقبل أو ردة فعل، وأن التعليم هو الوسيلة الحقيقية لمجتمعاتنا للتخلص من الشعبوية».

مشاركة :