إن الظروف المثلى لإبداع النجوم هي تلك الفرضية التي تناولتها دراسة حديثة بعنوان: من أين يأتي المبدعون؟ دور النجم المبدع مقابل المعاونين غير النجوم في بيئة ابتكارية. وجد بحثنا الذي تناول نماذج التعاون لـ144,288 مصمما منحوا براءة اختراع من قبل مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية على مدار 35 عاما، أن المصممين النجوم الذين ابتكروا أكثر الامتيازات تأثيرا (أولئك الذين استشهدوا بامتيازات مستقبلية أخرى) أظهروا سلوكيات مبتكرة، مقارنة بالمصممين غير النجوم. كما لاحظنا أن المصممين غير اللامعين الذين عملوا مع آخرين لامعين أكثر عرضة لتقليد هذا السلوك، ما يشير إلى أن المصممين غير اللامعين تعلموا التوليفة الإبداعية من أقرانهم النجوم الذين يتعاونون معهم. لا يمكن إنكار أن التوليفة الإبداعية ليست فقط النهج الوحيد للارتقاء والتطور. فهناك نهج راسخ للإبداع يرى الابتكار طريقة جديدة للجمع بين عناصر موجودة بالفعل. تعد تلك الرؤية محور نظرية التطور للابتكار التي طرحها جوزيف سشومبيتر الحائز جائزة نوبل، وتؤيدها مجموعة أبحاث أكاديمية. فهي تنطوي على مجموعة من الأفكار المتنوعة بما يزيد فرصة إيجاد مفهوم من المحتمل أن يكون رائدا. بناء على هذا الادعاء يجب أن تعتمد على عدة متعاونين لإشعال الشرارة الإبداعية. يمكن أن تحقق التوليفة الإبداعية والنهج التوافقي للإبداع نتائج مذهلة والعمل بشكل متزامن. ومع ذلك، فإن التوليفة الإبداعية هي المهارة التي في حال إتقانها ستغير في نهاية المطاف إبداعك. من المهم الانتباه بأن ظروف العمل وطريقة التعامل، تختلف بحسب الشخص، أي إذا ما كان اسما لامعا أم لا. أكد بحثنا النتائج التي توصلنا إليها سابقا، التي أظهرت أنه عندما تعمل الفرق غير المعروفة مع بعضها فإن التنوع هو مفتاح الإبداع. وكلما زاد الاختلاف في المعارف والأفكار، زادت فرصة إيجاد شيء جديد ومذهل. بتلك الحالات، لزيادة احتمالية تحقيق نتائج أفضل، يجب على المديرين اتخاذ قرارات تحد من الروابط الاجتماعية غير المرغوبة للفريق، وتستقطب أعضاء جددا يمتلكون خبرات مختلفة عن باقي أعضاء المجموعة. من جهة أخرى، عند التعاون مع أشخاص لامعين، فإن العمل في بيئة متماسكة يساعد على تحقيق نتائج أفضل. وتساعد الروابط الاجتماعية المشتركة وتشابه الخبرات على بناء فهم مشترك للنماذج الجديدة وتشجيع المتعاونين على رؤية التشابه بين مختلف وجهات النظر. إلى جانب زيادة احتمالية الابتكارات، سيسهم ذلك في تسهيل عملية نقل المعرفة والمهارات إلى الأشخاص المتعاونين من غير النجوم، ما يزيد فرصهم لأن يصبحوا نجوما. في الواقع استطاعت مؤسسات مثل "بيكسر" و"أيل بولي" توليد ابتكارات ملحوظة عن طريق فرقهم الإبداعية الصغيرة الحجم، حيث تم اكتساب مهارات التوليفة الإبداعية من الأعضاء النجوم. باختصار، عند العمل مع شخص لامع تكون التوليفة الإبداعية هي المهارة الأساسية التي يجب التركيز عليها وهي مهارة يتم تعلمها على الأغلب من خلال العمل مع من يظهرونها. لزيادة هذا التأثير، يجب إيلاء اهتمام خاص لتعظيم الروابط الاجتماعية المشتركة والخبرات حول تعاون النجوم.
مشاركة :