بدأت سيغال ب. ماندلكر وكيل شؤون الإرهاب والمخابرات المالية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية، جولة في ثلاث دول آسيوية تعد من أهم المراكز المالية، وهي ماليزيا، وسنغافورة والهند، ضمن حملة لجمع أكبر عدد من الحلفاء حول العالم لمراقبة وإيقاف النشاط المالي الإيراني المريب، الداعم للميليشيات الإرهابية والممول لبرنامجي التسلح النووي والصواريخ الباليستية. وقالت ماندلكر في اتصال هاتفي بالمركز الإعلامي الأوروبي الأميركي: «أنا متواجدة في كوالالمبور في بداية زيارة البلدان الثلاثة للتركيز بشكل كبير على حملة الضغط القصوى على إيران ومسائل التمويل غير الشرعي الأخرى». ودعت شركات القطاع الخاص إلى توخي الحذر وتكثيف الرقابة عند التعامل مع إيران، وحذرت تركيا، من عواقب استمرار تعاملها مع شركات النظام الإيراني التي تخدم مشاريعه المزعزعة للاستقرار، مؤكدة أن بلادها بصدد اتخاذ إجراءات جديدة بحق مؤسسات إيرانية مالية عاملة في تركيا. وأكد مراقبون لـ«الاتحاد» أن الهدف الأساسي من جولة وكيل شؤون الإرهاب والمخابرات المالية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية إلى سنغافورة وماليزيا والهند هو كشف أساليب الخداع التي يستخدمها النظام الإيراني لتهريب الدولار واليورو والذهب، ومنها تلك التي استخدمها بنك أنصار، الذي شكل واجهات من المؤسسات لتحويل الريال الإيراني الذي فقد قيمته إلى دولار ويورو لملء جيوب الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، وكذلك تزوير مستندات الشحنات والسفن وتعطيل أنظمة التعرف الآلي وتغيير أسماء السفن للتعتيم على الأنشطة السابقة غير الشرعية، بالإضافة إلى استخدام المصارف والشركات التجارية في بلدان عدة بمسميات مختلفة عمدا لتغطية المستفيدين النهائيين، وهم ميليشيا فيلق القدس الإرهابية ووكلاؤها في المنطقة، موضحين أن هناك شبكة واسعة من المؤسسات المالية الإيرانية المنتشرة في مختلف الدول والتي تعمل كأداة إيرانية لاستغلال النظام المالي الدولي والالتفاف على العقوبات. وقال رئيس مركز الدراسات الأمنية، جيم هانسون، ومقره واشنطن، إن العقوبات الأميركية الجديدة تستهدف تحديداً، نشاط المؤسسات المرتبطة بالحرس الثوري، وأضاف: أن تخصيص عقوبات تستهدف دعم مؤسسات مالية مرتبطة بالحرس الثوري، من شأنه عزل النظام المالي الدولي الأمر الذي سيقلص الكثير من نفوذه ويوقف شبكة تمويله في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول. من جانبه، أكد مستشار الشؤون الإيرانية في مركز الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، الدكتور سعيد قاسمي نجاد، أن العديد من البنوك الإيرانية هي جزء لا يتجزأ من إمبراطورية الحرس الثوري المالية، وعلى سبيل المثال، شركة أطلس الإيرانية هي شركة كبيرة للعقارات والبناء، إلا أن ما لا تعرفه الدول التي تستهدفها الشركة بافتتاح فروع، أن مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي هو الآن رئيس مقر الحرس الثوري لمؤسسة «خاتم الأنبياء»، وهي أكبر مؤسسة تمول الحرس بمختلف تفرعاته. وإن أحدث تعيين لكيانات وأفراد إيرانيين صادر عن الخزانة الأميركية يرسل إشارة أن واشنطن تراقب عن كثب نشاط الحرس الثوري الإيراني وتعلم جيداً أن الحد من قدراته المادية سيحد من نفوذه إن لم يقض عليه، فإن حقيقة أن الشبكة الأخيرة تمكنت من تحويل 800 مليون دولار نيابة عن الحرس الثوري لتمويل مشروع إيران التوسعي في الشرق الأوسط توضح حدود استهداف الحرس الثوري للتمويل غير المشروع وتكشف الكثير من المسالك والمسارات المالية الملتوية للنظام الإيراني للتمويل غير المشروع، وأكد نجاد إن الحرس الثوري الإيراني من أخطر الكيانات المسلحة المهددة لاستقرار وأمن المنطقة وأن على الولايات المتحدة أن تتعامل مع قادته كما تتعامل مع قادة تنظيم القاعدة الإرهابي. من جهة أخرى، قال نائب رئيس وكالة الطوارئ للكوارث الإيرانية إن عدد القتلى في الفيضانات الأخيرة التي ضربت مدناً إيرانية قد بلغ 44 شخصاً، فيما بلغت أضرار القطاع الزراعي نحو 200 مليون دولار. وتوقعت وكالة الأرصاد الجوية الإيرانية (IRMO) أن تجتاح الفيضانات الجانب الشرقي من إيران في الأيام القليلة المقبلة. الهند تعتقل 9 مهربين إيرانيين قال موقع الحكومة الهندية إن الشرطة ألقت القبض على تسعة إيرانيين في مياه سواحل جوجارات غربي الهند وضبطت بحوزتهم 100 كيلوجرام من الهيروين. وبحسب بيان لوزارة الدفاع، تلقت شرطة مكافحة الإرهاب بجوجارات الأحد الماضي، تقارير بشأن حمولة مخدرات في زورق شراعي في سواحل المنطقة. وأشارت إلى أن الحمولة شُحنت من باكستان متوجهة إلى جوجارات، ويوم 26 مارس بعد البحث الواسع بالتعاون مع خفر السواحل الهندي رُصد الزورق. وفي أثناء محاولة ضبط الزورق أضرم ركابه الإيرانيون فيه النار، قبل أن تداهمه القوة الهندية وتضبط كمية الهيروين التي بحوزتهم وتعتقل الركّاب. وبعد توقيف الزورق حاول خفر السواحل تطويق النيران المشتعلة، لكن بسبب ضخامة الحريق لم تنجح محاولاتهم في إنقاذه.
مشاركة :