يقصد بقوة الذات أو الفاعلية الذاتية بأنها (اعتقاد الإنسان في نفسه أنه قادر على تحقيق أي هدف يسعى إليه طالما في حدود إمكاناته).والحقيقة أن الدراسات والأبحاث النفسية الحديثة تؤكد أنها سمة مهمة جدا لكل إنسان يريد أن ينجح في الحياة وغيابها حتما يؤدي إلى الفشل المتكرر.يولد الإنسان ولديه مجموعة من القدرات الفطرية والمواهب الوراثية وتلعب البيئة دور كبير في تنمية أو طمس هذه القدرات.ثم تأتي إمكانيات الإنسان النفسية مثل عمق الرغبة ووضوح الهدف وقوة الإرادة لتستغل هذه القدرات والمواهب على حسب قدرتها على التأثير أي أن المواهب والقدرات وحدها ليست كافية لتحقق شيء في الحياة أو تحقق قيمة إجتماعية كبيرة لذاتك (تأمل حولك ستجد آلاف المواهب لأفراد عديمي القيمة بالمقاييس الاجتماعية).بل لا بد من إصرار وعزيمة ورغبة قوية وأهداف مرحلية واضحة محددة وسعى للتحقيق وهذا ما يسمى بالفاعلية الذاتية أو قوة الذات.ولكي نفهم أكثر سأحكي لكم قصة قصيرة حقيقية ومتكررة حدثت معي وأنا في الثانوية العامة، كان لنا زميل معروف لنا منذ صغره بتأخره الدراسي عنا وتمكن بصعوبة من دخول الثانوي العام رغم أننا لم نتوقع ان يكمل تعليمه.. وفي إحدى الجلسات استفزه أحد الأصدقاء قائلا يا فلان: ما أدخلك الثانوي أنت سترسب حتما أو حتي إن نجحت لن تحصل على مجموع يؤهلك للكليات المهمة.فأقسم هذا الإنسان أنه سينجح ويحصل على مجموع أعلى من صديقي وأنه سيكون أفضل منه بصفة عامة. هنا ورغم ضعف القدرات التي كان يدركها هذا الزميل إلا أنه واصل الليل بالنهار في المذاكرة وكانت تصل ساعات المذاكرة في اليوم الواحد عنده إلى اثنتي عشرة ساعة متصلة في اليوم الواحد، تخيلوا فإذا دعوناه للخروج أو اللعب في نهاية الأسبوع أو "التمشية" كان يرفض متعللا بأي سبب غير المذاكرة ونحن نعلم أنه يذاكر.العجيب في الأمر أنه حصل على مجموع أكبر بكثير من الشخص الذي تحداه رغم فارق القدرات الظاهر.في هذا النموذج نري تأثير ما يسمى بفاعلية الذات التي تختلف من إنسان إلى آخر فتختلف معها درجة النجاح والتطور في الحياة.السؤال الآن. ما هي طرق تنمية فاعلية الذات وقوتها في تحقيق الأهداف:أولا: الخبرات السابقة:فكلما مر الإنسان بتجارب تطلبت إصرار واعقبها نجاح في تحقيق الأهداف كلما اعتمدت الشخصية هذه الصفة لتصبح سمة ثابتة فيها.ثانيا: المقارنة بالأقران: إننا نستمد جزء كبير عن امكانية النجاح في موضوع ما من الاخرين المماثلين لنا.. فمثلا إذا نجح زميل في مقابلة شخصية لعمل معين وكنت ستلتقي نفس اللجنة غدا فإن هذا يعطيك ثقة كبيرة في إمكانية النجاح.ثالثا : الإقناع اللفظي هو محاولة الآخرين من المحيطين بك بإقناعك أنك قادر على تحقيق انجاز معين، وهذا المنطلق الذي ينطلق منه علماء ومفكرو التنمية البشرية في أنحاء العالم، وهي إقناع الناس أنه في حالة توافر الرغبة الصادقة فأنت تستطيع.رابعا: مستوى القلق: كلما مارست عملا وأنت قلق قلت فاعليتك الذاتية وقدرتك على الأداء والعكس صحيح.لذلك يجب دائما اتباع طرق وأساليب خفض القلق بصفة عامة وأثناء المواقف الصعبة بصفة عامة وسوف نتعرض لها في مقال قادم إن شاء الله.إذا أربعة عوامل علمية تؤثر في قوة الذات وفاعليتها هي:الخبرات السابقة، فحاول أن تملأها بتجارب النجاح.المقارنة مع الأقران: لذا صاحب دائمًا الناجحين فالصاحب صاحب كما يقال.الإقناع اللفظي: اسمع لمن يحبونك واقرأ في التنمية البشرية.مستوى القلق: تعلم طرق لتخفض بها قلقك بل وتتحكم فيه في المواقف المختلفة.هذه سيجعلك تتحرر وتنطلق من نجاح إلى نجاح بإذن الله.
مشاركة :