فهد الخضير يكتب: مشاعر في رثاء “طالب علم” “صادع بالحق”

  • 4/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مضى الشيخ الدكتور محمد بن صالح العلي أبو أنس إلى ربه… طوى الموتُ أبا أنس. ولقد مررتُ لزيارته يوم الجمعة قبل خمسة أيام من لقاء ربه، وكنتُ أزوره في كل مغرب من يوم الجمعة وهو الموعد الذي تم اختياره لزيارة الشيخ من كل أسبوع ، فقيل لي: أنه متعب حيث قابلت أحد إخوانه عند باب منزله، فقلت: أعود في وقت آخر لعلي أحظى بلقائه لأمتع ناظري برؤيته وتقبيل رأسه كما هي عادتي عند كل زيارة أقوم بها فهو في مقام أخي وشيخي الأكبر .. ولكن الموت كان أسرع. إلى رحمة الله يا أبا أنس … ربما لا يعرف الناس ما ينطوي عليه هذا الرجل من لطف ورقّة في داخله، ولقد عرفته عن قرب وعن كثب، إذ شاركته في مراكز التربية الصيفية التي تقيمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الأحساء يوم أن كنت طالبا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء وكان مشرفاً عاماً على المركز يبذل وقته وجهده في إنجاح برامجه وتقديم كل مامن شأنه ليحقق أهداف المركز التربوية والتعليمية والترفيهية، وصاحبته في بعض الأسفار فكان نعم الناصح والموجه وحضرت له في جامعه لاستماع الخطب والدروس واستفدت منه الكثير وتعلمت منه كيف يمكن لإمام الجامع أن يكون مؤثرا في جماعة مسجده، ونقلت هذه التجربة إلى الجامع الذي كنت أصلي وأخطب فيه وهو جامع الموسى في حي الفيصل بالمبرز، وجاورته في السكن فأنا وهو متجاورين قرابة 20 سنة، فكان نعم الجار في الحي فهو بمثابة المرجع العلمي والمستشار الأسري لأهل الحي، شاهدته وهو يحمل في سيارته الخاصة المؤن الغذائية ليوزعها على الأسر المحتاجة في مدينة المبرز ويتفقدهم بين فترة وأخرى، فلله درك يا أباأنس ماأعظمك كيف جمعت هذه الخصال وكيف حملت هذه الهمة العالية التي يعجز عنها العدد من الرجال، لكنه توفيق الله والبركة في العمر، وقلتُ في نفسي يوماً وأنا أخاطبها: يا أباأنس لله درك ، يحرص الناس أن يكون ظاهرهم خيراً من باطنهم، أما أنت فباطنك خير من ظاهرك. شيخنا الحبيب يرحمه الله… عالم مبارك متفان في دعوة الله، لا يعتذر عن محاضرة ولا يتغيب عن موعد. حريص دقيق مجتهد صادق فقيه رباني متبحّرٌ.. حتى بعد أن أثقله المرض عن الخروج من المنزل في بداياته طلبنا منه أن يقيم درسا في بيته عن المذاهب الفكرية لنحضره ونستفيد منه بل تعدى ذلك أن قمنا ببثه عن طريق التويتر ليستفيد منه الجميع ممن يحبون الشيخ ويتابعونه. مهما قلنا في حقه فإنا لن نفيه حقه. لكنا نسأل الله له الجنة وفردوسها الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يكون مع السابقين كما كان في الدعوة إلى الله من السابقين. يا فارس الدعوة والمنابر يرحمك الله، وعوّض الأمة عن فقدك خيراً… وأخلف الله على أهلك وعلينا جميعاً خيراً وجبر الله مصابنا فيك. ولانقول إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون. كتبه تلميذ الشيخ ومحبه… فهد محمد الخضير أبوهشام

مشاركة :