التاجر سليمان محمد اللهيب مثال عجيب للقناعة

  • 4/11/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القناعة في أبسط معانيها هي الرضا بما قسم الله، وعدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، ومن المعلوم أن القناعة سبب لحلول البركة، وزيادة الرزق، فهي كنز لا ينفد. وتوضح هذه القصة الواقعية (مقالة للكاتبة عبير مبارك ــ جريدة الشاهد ــ العدد 501 ـ السبت 31 مايو 2014م ــ ص 7) مثالاً ونموذجاً لصاحبها التاجر سليمان اللهيب رحمه الله تعالى، لتؤكد جملة من الصفات الحميدة التي اتسم بها التاجر الكويتي في كويت الماضي، والتي من أهمها القناعة والرضا بالقليل وحب الخير للغير والإحسان إلى الجميع. وجاء فيها أن التاجر سليمان اللهيب رحمه الله عمل في تجارة العقارات خلال الأربعينات والخمسينات، وكان رحمه الله يمتلك عدداً من الدكاكين بالوسط التجاري، وفي مناطق مهمة في دولة الكويت، ولا سيما في سوق الكويت القديمة، وكانت معظم هذه الدكاكين تحتل مواقع مميزة داخل السوق، وهذا كان يرجع لفطنته وذكائه ودرايته بالسوق رحمه الله، كما أنه كان مولعاً بشراء الدكاكين والمحال بالسوق من أي تاجر يريد بيع دكانه، معتقداً أن العقار دائماً مبروك، يرتفع سعره دائماً، وان لم يرتفع لم ينزل. ومن جميل خصاله النبيلة وفطرته السليمة وقناعته وحبه للخير فقد عرف عنه وصيته لأولاده قبل الوفاة بإعفاء بعض المحال المؤجرة إلى أشخاص كويتيين من الإيجار، حتى لا يتسبب في إرهاقهم، ولضعف أحوالهم المالية، لاسيما أن معظم هؤلاء كانوا يستخدمون المحال كواجهة اجتماعية وملتقى يجمع التجار والمتعاملين معهم. وقد اكتسب التاجر سليمان اللهيب رحمه الله خبرة كبيرة في مجال التسويق من الممارسة، وكان عندما يزيد عنده المخزون يستدعي تجار المفرق ويقول لهم: «سوقوا البضاعة وأنا أضمن خسارتكم، فالربح لكم والخسارة علي»، وكانت طريقة تسويق مبتكرة وجديدة على السوق الكويتية، كما أنها أثبتت نجاحاً منقطع النظير. ويروي أحد العاملين القدامى في بلدية الكويت قصة التاجر سليمان اللهيب رحمه الله مع القرارات التي أصدرتها البلدية، فقد أقدم على ممارسات لم يسبقه إليها أحد من قبل، حيث كانت الأسواق التجارية في الكويت بدائية في ذاك الزمان ومعروشة، وجاءت البلدية لتستبدل تلك الأسقف، وفرضت تكاليف الترميم على ثلاث جهات هي البلدية والمالك والمستأجر، اعترض على ذلك التاجر سليمان اللهيب وقال: «من يتحمل التكاليف جهتان هما البلدية والمالك، لأن المستأجر ضعيف الحال وأنا آخذ حصته»، فقام بدفع الحصتين أي الثلثين عنه وعن المستأجر، في سابقة تعد الأولى من نوعها، وهو موقف تميز به عن أقرانه في ذلك الوقت. د. عبدالمحسن الجارالله الخرافيajalkharafy@gmail.comWWW.ajkharafi.com

مشاركة :