تقرير - أحمد الأحمد استقبل الشارع السعودي والأوساط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بكثير من التفاؤل والسعادة بعد أن حملت وثيقة عمل وخارطة طريق للتوجهات الداخلية والخارجية للمرحلة القادمة وعلى شمولها على دلالات وأهمية لا تخطئها عين الراصد وتؤكد على المضي لتحقق تنمية مستدامة للوطن يقطف ثمارها المواطنون باستمرار الازدهار والتطور في المملكة بمختلف المجالات والأصعدة. في هذا الجانب يقول د. علي بن دبكل العنزي عضو مجلس الشورى السابق بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لشعبه حملت العديد من المعاني والمضامين، وكانت شاملة، حيث رسم من خلالها استراتيجية سياسته الداخلية والخارجية، وجعل نواة استراتيجيته المواطن في كل شيء، حيث ركز على الاستمرار على النهج الذي أسست عليه هذه الدولة، منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وحتى عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث بين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن هذا الوطن هو وحدة متكاملة بجغرافيته ومواطنيه، فجميع المواطنين محل اهتمامه، وكل المناطق تتساوى أمامه، وهو ما جعله يوجه سمو ولي ولي العهد وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين، والاستماع لشكاويهم، واقتراحاتهم، وهذا تأكيد منه بأن ليس هناك فرق بين مواطن وآخر، فالجميع يتساوون في الحقوق والواجبات، وهذا هو ديدن هذه الدولة منذ تأسيسها. لقد تضمنت كلمة الملك سلمان رؤيته للدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام في التعبير عن الرأي وعكس الحقائق، سواء للدولة أو للمواطن من أجل حماية الوحدة الوطنية وقطع الطريق على كل من يدعو للفرقة، فهو وسيلة بناء وتقوية أواصر التلاحم بين مختلف أبناء الوطن أيا كانت جهته، ولذلك خاطب الملك سلمان شعبه عبر الإعلام، موضحاً وشارحاً لهم سياسته الداخلية والخارجية، فداخلياً، ذكر في كلمته أنه أكد على جميع المسؤولين بالتيسير على المواطنين، وتوفير سبل الراحة لهم، وهو واجب جميع المسؤولين في الدولة، وهو لن يقبل أي تهاون من أي مسؤول أيا كان منصبه، فالجميع في خدمة المواطن، ولذلك أكد على مراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية، وهو شيء مهم جداً. وأضاف العنزي بأن الملك قد شخص الداء ووصف الدواء، فمراجعة الأنظمة الرقابية هي من أهم الأشياء التي تساعد الملك على متابعة أداء المسؤولين، ليس فقط في المشاريع، بل بالاهتمام بمصالح المواطن وعدم تعطيلها، وهو محور الملك في سياسته. وأفاد لقد كان للأمن والاقتصاد نصيب في كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث شكر المواطن السعودي على استشعاره للمسؤولية، بالتفافه مع قيادته ليشكل حصناً لم يستطع أي حاقد أو مغرر به أن ينفذ من هذا الحصن، مؤكداً على أن الأمن هو مسؤولية الجميع من مواطنين ومقيمين. وأضاف ان الملك سلمان بن عبدالعزيز جعل المواطن مركز اهتمامه، أمناً واستقراراً وتعليماً وصحة وسكناً وعملاً، فقد تطرق لكل ما يمكن أن يدور في بال المواطن، مشيرا بأن هذه الكلمة جاءت لترسم المستقبل الذي يريده سلمان بن عبدالعزيز لهذا الوطن أرضاً وشعباً، فخاطب المواطن أولاً، ثم الجنود البواسل، وأبناءه في قطاع التعليم، ورجال الأعمال، لم يغفل أحدا. وأوضح د. العنزي بأن خادم الحرمين رسم سياسة المملكة العربية السعودية، داخلياً وخارجياً من خلال كلمته التي أرى أن صداها سوف يكون إيجابياً داخلياً وخارجياً. بدوره قال الشيخ د. خالد الشايع الأمين العام المساعد بالهيئة العالمية للتعريف بالرسول الكريم ونصرته إن الخطاب الملكي لخادم الحرمين ظهرت لهجة الأُبوَّة الحانية واضحة ومؤثرة فيه مبينا بأن الكلمة جاءت لتؤكد على الحفاظ على المكتسبات، ومنها التئام شملنا واستقرار وطننا وكثرة الخيرات فيه، برغم ما يحيط بنا في كثير من البلاد من الفتن والمشكلات، وكان الملك حازماً وواضحاً حين قال (ونؤكد حرصنا على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية) معتبرا بأن خادم الحرمين وضع اليد على الجرح وذلك بتحديد الأولويات التي تهم المواطنين، ومن أبرزها قضية الإسكان، فذكرها الملك سلمان تحديداً بعد أن ضخ من خزينة الدولة في أول القرارات الملكية ما يبين العزم الأكيد على بذل كل الأسباب لحلها. وأكد بأن الكلمة التفتت إلى أولويات حاضرة في الأمن والتعليم والاقتصاد ومنع الفساد، فكان من جمال هذا الخطاب وروعته أنه تقدم لإحاطة المواطنين واطلاعهم بما وجه به حفظه الله في كل ملفٍّ من هذه الملفات، لتعطي هذه الإحاطة نوعاً الاندماج والتشاور والمشاركة بين الراعي ورعيته في اتخاذ القرارات المتعلقة بمعايشهم. وأضاف بأن للملك سلمان منهجية واضحة في القرب من المواطنين، مارسها عندما كان حاكماً إدارياً لمنطقة الرياض، من خلال اللقاءات المباشرة بإخوانه وأبنائه، في ديوانه وفي داره، وهاهو اليوم يحث أمراء المناطق ليسلكوا المنهج نفسه. وأوضح بأن الكلمة فيها تأكيد وترسيخ للثوابت التي قامت عليها المملكة العربية السعودية والتي تنطلق من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ومن أجلِّها إقامة شرع الله والحكم به، ورعاية الحرمين الشريفين والقيام بالواجب الذي تشرفت به المملكة نحوهما كل ذلك على هدي من التمسك بالشرع الحنيف واتباع سنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم. ونوه الشايع باهتمام خادم الحرمين نحو الأشقاء في الدول العربية والإسلامية التي أشار إليها من خلال رؤيته الطامحة إلى تحقيق التضامن فيما بينهم والسعي لرأب الصدع وتنقية الأجواء من الخلافات ،لتلتفت الأمة إلى قضاياها الكبرى ومن أبرزها تخليص المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني. إلى ذلك قال أ. د. أحمد بن عثمان المزيد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بأنه لا تكاد تمر مناسبة للملك سلمان حفظه الله ورعاه إلا ويؤكّد على النهج القويم الذي سارت عليه المملكة العربية السعودية ولا زالت، حيث كان مصدر عزها وقوتها التمسكُ بالكتاب والسنة والسير على نهج السلف الصالح وتحكيم الشريعة الإسلامية، والاعتزاز بقيم النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه، ويؤكّد أيضًا على مكانة المملكة وخصوصيتها، بوجود الحرمين الشريفين، ورعاية ضيوف الرحمن، وكونها قبلة المسلمين. ونوه المزيد بدعوة الملك سلمان الكريمة والتي شدد فيها على ضرورة "التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية" وتوجيهه حفظه الله وسائل الإعلام لهذه القيمة الإسلامية مشيدا بالمضامين الهامة التي وردت في كلمة الملك سلمان لأبناء شعبه. فيما أكد د. عادل المكينزي أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود بأن في كلمة الملك سلمان تجلت رؤيته للتنمية والتوازن والشمولية حيث لن تكون التنمية لمنطقة على حساب أخرى ولا قطاع على حساب آخر الكل يجب أن يتمتع بثمار هذه التنمية. وأبان بأن مسألة العدل فهي قضية لا مساومة فيها وما أكده يحفظه الله على خطورة ما يشط به البعض من تصنيف المجتمع ومحاولات تشظيته تحت أي مسمى أو وصمه بأوصاف نتيجته تفتيت الوحدة الوطنية يشير إلى حكمة الملك سلمان في التنبيه لمثل هذه المسالك التي لا خير فيها. وقال المكينزي إن الملك سلمان لم تغب في كلمته المتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم وليس المملكة فقط ليؤكد على متانة سياسة المملكة العربية السعودية الاقتصادية ومن ذلك تشديده على المضي في المشاريع التنموية والعمل الجاد على تنويع مصادر الدخل لتكون رافدا وإضافة حقيقية للناتج الوطني. وأضاف أن المسالة المؤرقة لقطاعات كبيرة من المجتمع وهي توفير السكن فكانت الرسالة واضحة للمسؤولين ولا تحتمل التأويل أو البطء فتأكيد خادم الحرمين على "ضرورة ايجاد حلول عاجلة لتوفير السكن للسعوديين" ينبئ بأن أبناء الوطن مما يحتاجون إلى السكن سيتحقق مُناهم بفضل الرغبة والإرادة الملكية الأكيدة. في هذا الجانب قال د. سعد بن عبدالله الغنيم استمع المواطنون بقلوبهم قبل آذانهم للكلمة الضافية التى وجهها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأصغوا الى ما تضمنته من محاور هي غاية في الأهمية احتوت أغلب ما يهم المواطن في معيشته ويشغل باله. وأشار بأن المحور الامني ووحدة الصف الذي تناوله حفظه الله يشير إلى الوعي الكبير وإدراك مدى الخطورة التي يشعر بها الملك سلمان جراء ما يمارسه البعض عن دراية او عن غير دراية من تصنيف واتهام للنيات وإقصاء وتجاذب يوجد أحيانا من أقلام وحسابات بعضها يتخذ اسماء وهمية والبعض الآخر للأسف بأسماء حقيقية تصف المواطنين وتقسمهم الى فرق وأحزاب وجماعات بدون دليل وهذا أخطر ما يكون في المرحلة الراهنة لاسيما والمنطقة من حولنا ملتهبة ونحن أحوج ما نكون لاجتماع الكلمة ووحدة الصف ولهذا أكد حفظه الله على مرجعية هذه البلاد التى نشأت عليها وقام ونادى بها مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده الملوك وأن تمسكها بهذه المرجعية ركن ركين من اسباب بقائها واستمرارها لن تحيد عنه أو تتهاون فيه.
مشاركة :