بالرغم من مولدها في آونة كانت قد عرفت للفن التشكيلي معنى حقيقيا وجذابا، إلا أنها أصرت على تعلم الفن من خلال فطرتها الشخصية وحبها العميق للفن دون الذهاب إلى مدرسة الفنون الجميلة لتعزيز هذه الموهبة، إنها الفنانة التشكيلية إنجي أفلاطون والتي وُلدت في مثل هذا اليوم 16 أبريل من عام 1924.جاء رفض إنجي أفلاطون للتعليم الأكاديمي لرؤيتها وإيمانها أن الفن يحتاج حرية كبيرة في التعبير تأتي من خلال إحساس الفنان، فشعُر والدها باهتمامها الكبير بهذا الفن، فحرص على الاتفاق مع معلم للاهتمام بهذه الموهبة وذهابها لأحد الأستوديوهات الفنية بشارع قصر النيل، فتعلمت أفلاطون لمدة شهر واحد على يديه حتى تركته.وأفلاطون كانت ذات شخصية قيادية، نتجت من تربيتها وتعليمها بداخل مدرسة القلب المُقدس الفرنسية الداخلية، هذا بالرغم من مولدها بأحد قصور القاهرة العريقة، فهذا لم يؤثر في قدرتها على خلق شخصية لا تزال تُذكر حتى يومنا هذا بكونها من رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي كله.ولكن ربما كانت هناك نقطة أو فترة خاصة أثرت في حياة إنجي أفلاطون الفنية، اتضحت بعد التقائها بالفنان كامل التلمساني أحد المؤثرين في الحركة الفنية في ذلك الوقت، فشرح لها الفن بشكل أكثر تفصيلًا وتعمق في تاريخ الفنون وفلسفة الجمال، فاستطاع أن يُقدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث من خلال المراجع الفنية والصور، فازدادت الفنانة انبهارًا وتعلقًا بالفن وكان ذلك في الثامنة عشر من عمرها.ومن المُتوقع في مثل هذه الحالة الفنية، أن تكون "السريالية" هي المنهج المُتبع كأسلوب فني طوال عمرها لتستطيع التعبير عن نفسها بشكل فني، فكانت ترسم كل ما يأتي على بالها وبالفعل ظهر هذا الإبداع في لوحات الحديقة السوداء، انتقام شجرة، والوحش الطائر، حتى تأكدت الفنانة أنه حان الوقت لتبدأ مشوارا فنيا حقيقيا مع جماعة "الفن والحرية"، وكان من بين هؤلاء الفنانين رمسيس يونان ومحمود سعيد.اهتمت الفنانة إنجي أفلاطون بجميع الطبقات الاجتماعية، وذلك بسبب سفرها وتجوالها في مختلف المدن والقرى والنجوع المصرية، هذا بالإضافة إلى أعمالها المُهتمة بهيمنة الرجل على مقدرات المرأة وذلك من فطرتها الأنثوية لتُثبت أن للمرأة دور كبير جدًا لا يمكن إغفاله في المجتمع.ومن صدفة القدر أن يأتي يوم رحيلها بقُرب شديد من يوم مولدها، ففارقت الحياة في 17 أبريل من عام 1989، وذلك عن عمر ناهز 65 عامًا.
مشاركة :