نُقل الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، إلى سجن كوبر في الخرطوم، في حبس انفرادي تحت حراسة مشددة، بينما خرج الأطباء في مسيرة بالعاصمة، للانضمام إلى الاعتصام المتواصل خارج مقر القيادة العامة للجيش. وتحدث شهود عيان عن انتشار كثيف للجنود ولعناصر قوة الدعم السريع المساندة للجيش خارج السجن الواقع في شمال الخرطوم. وخرج الأطباء بزيهم الأبيض من المستشفى الرئيسي في الخرطوم باتجاه ساحة الاعتصام على وقع هتافات «حرية، سلام، عدالة»، وخرج الصحافيون في مسيرة منفصلة مطالبين بحرية الصحافة، ورافعين لافتات تطالب بأن يدير وسائل الإعلام الرسمية صحافيون «مستقلون ومهنيون».ورغم الأجواء الاحتفالية التي شهدتها ساحات الاعتصام، حيث غنّى المتظاهرون، ورفعوا أعلام بلدهم، إلا أن التوتر ساد في الأيام الأخيرة في ظل مخاوف من محاولة محتملة للجيش لفض الاعتصام بالقوة. وبقي آلاف المتظاهرين في موقع الاعتصام أمس، حيث شجع بعضهم البعض رغم ظهور علامات التعب عليهم.وأعلن المجلس العسكري وقف إطلاق النار في كافة أنحاء البلاد، لكن «جيش تحرير السودان»، أحد أبرز الفصائل المتمرّدة في دارفور، أعرب عن رفضه لما وصفه «انقلاب القصر». وأعلن قائد للمتمردين في السودان أمس، تعليق القتال حتى نهاية يوليو في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيث تخوض قواته معارك ضد القوات الحكومية. وقال بيان صادر عن قائد «الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال» عبد العزيز الحلو إن القرار جاء «كبادرة حسن نية، لإعطاء الفرصة لتسليم السلطة للمدنيين». في غضون ذلك، وجه المجلس العسكري الانتقالي الحاكم البنك المركزي «بمراجعة حركة الأموال اعتباراً من الأول من أبريل» وحجز الأموال التي تكون «محل شبهة». وأعلن المجلس العسكري الأسبوع الماضي عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي تولى السلطة على مدى ثلاثة عقود. ويدعو منظمو الاحتجاجات القادة الجدد في البلاد إلى التصدي للفساد ومحاسبة المسؤولين السابقين. ووجه المجلس العسكري «بوقف نقل ملكية أي أسهم إلى حين إشعار آخر، مع الإبلاغ عن أي نقل لأسهم أو شركات بصورة كبيرة أو مثيرة للشك». وفي مرسوم منفصل، قال المجلس: إن جميع الكيانات الحكومية يجب أن تفصح عن الحيازات المالية في غضون 72 ساعة، وإن المخالفين سيُعاقبون بالغرامة والسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات. وأضاف أن المرسوم يُطبق على «الحسابات المصرفية والإيداعات والأوراق المالية والمبالغ النقدية أو أي معادن نفيسة أو جواهر داخل وخارج السودان». إلى ذلك، قال وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية، أوكيلو أوريم لرويترز، إن أوغندا ستبحث منح حق اللجوء للبشير، رغم الاتهامات الموجهة إليه من المحكمة الجنائية الدولية. لكنه أضاف أن البشير لم يجر حتى الآن أي اتصال مع كمبالا. البرهان: السلطة إلى الشعب قريباً قال رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، إن السلطة ستنتقل إلى الشعب في أقرب وقت ممكن. وانعقد أمس، في القصر الجمهوري بالسودان، الاجتماع الأول للمجلس العسكري الانتقالي برئاسة البرهان. ورفعت في الاجتماع تقارير اللجان وتم بحث عدد من القضايا المتعلقة بالأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية بالبلاد. وتم إصدار عدد من التوجيهات والقرارات الاقتصادية والسياسية. الخرطوم ترفض استقبال وفد قطري أكد مصدر سوداني أن السلطات السودانية رفضت، أمس، استقبال وفد قطري برئاسة وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وإثر رفض المسؤولين السودانيين استقباله بعد وصوله للخرطوم، غادر الوفد القطري العاصمة السودانية، عائداً للدوحة.
مشاركة :