في شهادة للروائي حمدي الجزار لملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي الذي يختتم غدا الثلاثاء، أكد أن "الرواية هي شعر الدنيا الحديثة كما أخبرنا نجيب محفوظ، ولكنها لم تعد شعرا فقط، لم تحل محل الشعر، ولم تصر شعرا فحسب، لقد صارت، أيضًا، مأدبة لفنون القول، وللفنون جميعا".وأضاف الجزار: لم تكتف الرواية المعاصرة بحدودها كجنس أدبي له شكله الفني الخاص، وجمالياته المتفردة، وصورته الراسخة في ذهن كل من الكاتب والقارئ، فقد تخطت ذلك كثيرًا، فالرواية ذات صلة أصيلة بالفنون الأقدم، ذات صلة عميقة بالدراما، بالمسرح، وصلتها جوهرية بالشعر الملحمي على وجه خاص، وإذا تجاوزنا فهمنا للشعر باعتباره تأملا جماليا يحدث في لغة معينة، وانحرافا لغويا، إلى كونه روحا تسري في نسيج النص تصير كل الروايات الجميلة أعمالا شعرية ! لقد صارت الرواية، أيضا، هي سينما فنون القول لأسباب كثيرة، لعل أهمها المرونة المذهلة التي تميز الشكل الروائي.وأوضح الجزار أن هذه المرونة هي التي جعلت الرواية سينما، نرى فيها عالم الحياة البشرية، عالم الحياة اليومية للفرد وللجماعة. الرواية، ببساطة، هي قصة متخيلة، فيها يمكن أن نرى كل حياة الجنس البشري.. إنه زمن الرواية؛ لأن الرواية استحوذت على جماليات جميع الفنون، وأثرت بها روحها الخاصة، من دون أن تريق ماء وجهها أو أن تتخلى عن شخصيتها الفريدة، وحضورها الذاتي.ويستطرد حمدي الجزار قائلا: "لعلي في روايتي الأولى "سحر أسود" قد جسدت طرفا من عالم فناني الصورة، فقدمت المصور التلفزيوني والمخرج والمذيع، وعالم البرامج التلفزيونية من خلال شخصية "ناصر عطا الله"، وصورت فيها حيوات تتخذ من الصورة مدخلا لفهم العالم، والتفاعل معه.. في روايتي الثانية "لذات سرية" كان بطلي "ربيع الحاج" دارسا للفلسفة، ويعمل بالإذاعة، ويعيش في القاهرة مع بداية الألفية الثالثة، ولعلي قد قاربت، فيها، بعض المشكلات الفلسفية على نحو روائي خاص دون أن أثقلها بالمفاهيم الاصطلاحية، واللغة الأكاديمية للفلسفة". ورأى الجزار أنه في روايته الثالثة "الحريم" دخل في حوار فني مع جماليات القصة القصيرة، والفنون التشكيلية، خاصة فن البورتريه، وقسمها إلى فصول، كل فصل فيها باسم امرأة، لها قصتها الخاصة المرتبطة بالقصة الكبرى للرواية كلها، قصة حي طولون، وبطلها "سيد فرج". أما عمله الرابع "كتاب السطور الأربعة"، فقد جعل منه -على حد قوله- شكلا أدبيا خاصا، عماده "السطور الأربعة"، رباعيات مرقمة متتالية، وحدات منفصلة تتسلسل لبناء عمل طويل واحد، ومن ثم اعتبره عملا عصيا على التصنيف، مشيرا إلى أنه يعد إسهامه الأساسي في ابتكار شكل أدبي جديد.
مشاركة :