شاركت الروائية السعودية زينب حفني في "ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي" الذي عقد بين 20 و24 نيسان (أبريل) الجاري في العاصمة المصرية. وقدّمت حفني خلال الملتقى شهادة بعنوان: "الرواية أرض الحرية"، استهلَّتها بالإشارة إلى أن في داخل كل إنسان منّا أمنيات يحلم بتحقيقها؛ منها ما يولد معه لحظة خروجه إلى الدنيا، ويأخذ بيدها على مدار عمره، إلى أن تبلغ سن الرشد، وينظر إليها مبتهجاً وهي تمشي بخطوات ثابتة على أرض الواقع، ومنها ما يلمحه مصادفة يتبختر في طريق عابر، فيسيل لعابه، ويشتهي وصالها، ويهرع من دون وعي خلفها، ويسعى بكل طاقته لتصبح واقعاً ملموساً. ولحظتها يرقص فرحاً لأن تلك الأمنيات أحدثت انقلاباً جذرياً في حياته". ورأت الكاتبة، صاحبة روايات: "الرقص على الدفوف"، و"ملامح" و"سيقان ملتوية"، أن "الروائي يختلف عن عامة الناس؛ لأنه إنسان محظوظ اصطفاه الله عن غيره بأن منحه موهبة الإبداع الممزوجة بنكهة خيال خصب، فهو يملك القدرة من خلال قلمه، على ابتكار شخصيات تختلف في توجهاتها ومنبع بيئتها وتباين أعمارها؛ يضع فيها من روحه فيبثّ فيها حياة، ويمنحها حريتها الكاملة في ممارسة كل تناقضات الدنيا، إلى أن تجد طريقها الذي اختارته بملء إرادتها من دون تدخل من صانعها". وقالت: "هنا تكمن عظمة الرواية التي من أهم أدوارها خلق حيوات لأفراد يستطيعون التعبير من دون مواربة عن طباعهم الإنسانية وعن مكنونات أنفسهم جهاراً، من دون خوف من ردود أفعال مجتمعاتهم على مواقفهم النبيلة والجريئة التي تسبح غالبيتها ضد التيار"، لافتة إلى أن "ممارسة البعض منهم شراستهم وأنانيتهم في الخفاء، تعود إلى رغبتهم في أن يبقوا بعيدين من القيل والقال والمحاسبة القانونية". ورأت زينب حفني أن "السرد الروائي هو سرّ حياة الرواية التي هي نجمة الأجناس الأدبية بلا منازع". وقالت: "منذ أن رسَّخت الرواية أقدامها واتسعت شعبيتها، نجد أن كثيراً من الروايات تم تحويلها إلى أفلام، وخصوصاً روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس". وأكدت أن الرواية "نجحت في أن تكون همزة وصل بين الروائي والمشاهِد البسيط، الذي لم يعش في طرقات الأدب ولم يجرّب الغوص في محيطاتها". وختمت مداخلتها بالإشارة إلى أن "الرواية هي توثيق للماضي والحاضر، واستشراف للمستقبل من دون تزييف أو تملُّق من ساردها".
مشاركة :