قبل بضعة أشهر، كتبْتُ مقالاً في هذه الجريدة عنوانه (مواسير ٢٠ سم..؟!)، عن المواسير التي شيّدتها شركة المياه في أحياء جدّة، لاستقبال مُخرجات المجاري من المساكن، ونقلها لمحطات المعالجة!. وقد تساءلْتُ في المقال عن مدى كفاية قُطْر المواسير الصغير (٢٠ سم)، لتؤدي مهمتها بالكفاءة المطلوبة!. وسُرْعان ما ردّت الشركة عليّ بما معناه أنّ قُطْر المواسير أكثر من كافٍ، وأنه مُصمّم تصميماً عالمياً ومدروساً!. عندها فرحت، رغم أنّ ردّ الشركة كان معاكساً لرأيي، فالمهم هو أن يهنأ أهل جدّة، وأنا منهم، بشبكة صرف صحي نموذجية بعد عقود من الحرمان منها!. لكن بالأمس بعث لي مواطن صورتيْن لشارعيْن مختلفيْن في جدّة، يظهر فيهما طفح من منهل المجاري المُوصّل بمواسير الـ ٢٠ سم، ممّا يدلّ على حصول سدد فيها، وهذا مع تشغيل جزء صغير جداً من الشبكة، فكيف لو شُغّلت الشبكة بكاملها؟ وعلى كامل مساحة جدّة؟. لهذا أعود مضطراً لتبنّي رأيي السابق، وأجدني أتساءل: هل تصميم قُطْر المواسير قديم؟ هل يراعى نمو جدّة في الحاضر؟ هل يلائم ازدياد عدد السُكّان في المستقبل؟ هل الوضع عال العال في مشروعات الصرف الصحي كما يُقال للمسئولين؟ هل أهل جدّة وكما عانوا من طفح البيّارات قبل تنفيذ المشروعات سيعانون من طفح المناهل بعد تنفيذ المشروعات؟ خصوصاً في الأحياء ذات الكثافة السُكّانية العالية؟ هل جاءت العروس جدّة لتفرح فما لقت أيّ مطرح؟ هل سُخّرت المليارات للمشروعات بالشكل الهندسي الصحيح؟ أم تُرانا سنحتاج لمليارات أخرى لصيانتها؟ في الوقت الذي تُعمّر فيه شبكات مدن الدول الأخرى عقوداً دون سدد وطفح؟ ومن المسئول عن هكذا تصميم فيما لو ثبت عدم كفايته؟ وهل تحميل المواطن تكلفة كبيرة لإدخال خدمة الصرف الصحي لمسكنه هو خطوة تمويلية غير مباشرة من الشركة لمعالجة القصور الفني المحتمل في تشغيل المشروعات الجديدة؟ وأين وزارة المياه العزيزة عن كلّ هذا بصفتها المرجع الإداري الأكبر للشركة؟. وأخيراً: لو نطقت المواسير هل ستقول مع انسداداتها: أنا بريئة، لقد ناشدتهم أنني صغيرة لنقل مجاري مدينة كُبْرى مثل جدّة، فلم يصدّقوني، ووأدوني تحت الشوارع، وتركوني لمصيري أئنّ وأعاني؟. أما أنا فأختم بقول: الله يستر!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :