المتتبع للحديث الرائج في العالم الغربي في الأعوام الأخيرة قد يشعر بالغثيان لما يقع على أذنه في عالمنا العربي ففي الوقت الذي يجد فيه التكنولوجيا وأفق الذكاء الاصطناعي تحديدا وما فتحه من مسارات خيالية هي محور اهتمام الغربيين وقد صار هدفهم الآن إحلال الروبوتات محل العنصر البشري في معظم المجالات ، وإذ بك تجد عندنا الحديث لم ينته بعد حول حكم الإفطار في رمضان لمن كان على سفر وحكم من شرب الماء في نهار رمضان ناسيًا بل قد بلغت بنا الطرافة أن سأل أحدهم أحد الشيوخ في حكم من يطأ زوجته وهو نائم في نهار رمضان فقد عشنا سنينًا نسمع عن المشي أثناء النوم أما الجنس أثناء النوم فهذه جديدة وغيرهم من يسأل عن حكم مشاهدة التلفاز في نهار رمضان .إن صندوق الفتاوي يزداد امتلاؤه كما نعلم مع دخول الشهر الفضيل وكأن صوت هذا الشيخ الجليل الذي صدح بهذه العبارة "رب رمضان هو رب كل الشهور " لم يصل مداه إلى آذان هؤلاء .إنني لا أغفل أهمية هذه الأسئلة من الناحية الدينية فمن حق المسلم أن يسأل في شأن دينه كما من حق المسيحي أن يفعل نفس الشئ ولكن الشئ الغريب حقًا والذي يعبر عن غياب للعقل البشري هو أننا لا نكف عن تمرير كل شئ من بوابة الفتاوى هذه بوابة يجوز ولا يجوز رغم قناعتنا الكاملة بل أظن أنها قناعة المفتيين أنفسهم بأن النصوص الدينية لم يرد بها كثير من الشؤون الحياتية رحمة بالناس وتيسيرًا عليهم إلا أننا نصر علي كهنتة المواقف الدنيوية وعدم الإقرار بالأمر إلا بعد ضوء أخضر من شيخ أو مفتي .في هذا الوقت الذي ما زالت عقولنا فيه في رحلتها في حقب التاريخ العتيقة تسبح في ألف عام إلى الوراء وتأبى أن ترسو على برّ الحداثة تمكن روبوت بيتا وهو آلة ذكاء اصطناعي تم تطويرها في معامل اللسانيات الحاسوبية التطبيقية بجامعة جوتة الألمانية من تأليف كتاب ليصبح أول كتاب من تأليف الذكاء الاصطناعي وتم طرحه للجمهور في اليوم العالمي للكتاب 23 إبريل الماضي.كن جريئًا في إعمال عقلك أيها الإنسان فقد فعلتها الروبوتات.
مشاركة :