أصبحت صحافة الروبوت حقيقة ولا مجال للتشكيك فيها، هذا ما أكده خبراء مشاركون في فعاليات المنتدى السعودي للإعلام بخصوص هذا الشأن، مشيرين إلى أن صناعة الروبوت الصحافي تشكل تحديا حقيقيا لمعظم الوظائف خاصة في المؤسسات الصحافية والإعلامية المتعلقة بجمع البيانات السريعة. وقال ماجد الغامدي المستشار الإعلامي، إن صحافة الروبوت قطعت أشواطا كبيرة وأصبحت واقعا لا يمكن إنكاره، تنافس بشدة العقل والحس والموهبة البشرية، مستشهدا بوكالة أنباء أسوشيتد برس التي كانت تقدم 300 تقرير عن الأعمال في العام قبل دخول الروبوت، وباتت تقدم 4400 تقرير في العام بعد دخول صحافة الروبوت. وأوضح الغامدي خلال جلسة "صحافة الروبوت في مواجهة الحس والموهبة" في الرياض أمس، أن التطوير لا يزال قائما، وأن الآلة في بعض الأحيان تقوم مقام الإنسان، ونحن أمام مستقبل سيكون مختلفا تماما، وضرب مثالا بوكالة الأنباء الصينية التي قدمت عام 2014 روبوتا يقرأ الأخبار. وزاد: "هناك أشياء يبقى من الصعب أن يغطيها الجانب التقني مثل المقابلات الصحافية، كما أن هناك بعض السلبيات لصحافة الروبوتات أهمها إمكانية اختراق حقوق النشر، وقتل الإبداع بين المؤسسات الصحافية، وتهديد بيانات المستفيدين". وأشار إلى أنه خلال تجربة بين الإنسان والروبوت لإعداد تقرير صحافي، تمكن الروبوت من إعداده خلال 12 دقيقة فقط، بينما يستغرق الإنسان فترة طويلة لإعداد تقرير محكم، مبينا أن الفرق الوحيد لمصلحة الإنسان في هذا المجال وهو الإبداع. وتابع: "رغم أن العقل البشري أكثر فعالية من الحواسيب، لكن التقنية تبقى في النهاية وسيلة لمعرفة قدرة الله ولن تكون مكان الإنسان". من جانبه، أشاد الإعلامي جوني مور رئيس مجموعة العالمية بالتطورات الحاصلة في المملكة، مبينا أنه في كل مرة يزور السعودية يرى تطورا يؤكد أن الرؤية أصبحت واقعا، وأن التقنية باتت واقعا ومتاحة دون شك، لكنها لم تصل إلى الحد الذي تحل فيه محل الإنسان. واتفقت معهم كانتا أحمد الكاتبة الصحافية الأمريكية، وأكدت أهمية الاستفادة من التقنية والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المملكة لديها شعب مؤثر وطموح ومتطور، وقالت: "عندما أتيت إلى المملكة عام 1999 كانت وسائل الإنترنت القديمة موجودة، والآن أجد فيها أبرز التقنيات".
مشاركة :