الجو جيتسو رياضة تصنع التاريخ.. ماكنزي: بنت الإمارات مفاجأة.. وأنتظرها على القمة بعد 5 سنوات

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في سجلات الرياضة العربية هناك القليل من الإشراقات على المستويات العالمية.. والكثير من التحديات.. وتجارب بدأت ولم تكتمل، وأخرى ظهرت ولم تنضج، ومحاولات انطلقت مبكراً بقوة نحو الصدارة لكنها لم تحافظ على قوتها الدافعة.. الأمثلة كثيرة، والسطور طويلة، والصفحات بالمئات في كتاب «الشهد والدموع» عن رياضتنا العربية. ولكن من بين تلك الصفحات وهذه السطور، تبرز أمامنا تجربة جديدة.. فريدة من نوعها هي رياضة الجو جيتسو في الإمارات، التي انطلقت بقوة في العقد الأول من الألفية الثانية، ومع كل يوم تزداد توهجاً وإبداعاً، وتكسب أرضاً جديدة، وتدخل في جذور الحياة اليومية للأسر والعائلات، وترسي قيماً وتبني أجيالاً وتصنع رجالًا، تحت شعار واضح هو البحث عن «الرقم واحد» في العالم. في الإمارات مشروع الجو جيتسو ليس مجرد رياضة لكنه ثقافة وبناء، وقيم وولاء، ومتعة وانضباط وإنجازات، وصدارة قارية، وذهبيات عالمية، وإدارة احترافية، وبرامج مدرسية.. في الإمارات الجو جيتسو أصبح حياة.. النجاحات متلاحقة في أوقات قياسية، وقمة الهرم العالمي أصبحت حقيقة وليست ضرباً من ضروب الخيال، وكلمة المستحيل ليس لها وجود، إن ما يصنعه هذا المشروع في الرياضة العربية سيتوقف أمامه التاريخ طويلًا، لأنه يقدم تجربة مضيئة في أرض المبادرات وموطن الإبداع، ويحافظ على انطلاقته نحو القمة بمعدلات يعجز أمامها الآخرون في الداخل والخارج. عندما تنتصر الإرادة، ويتحقق الهدف، ويتحول الحلم إلى حقيقة، لا بد أن يكون هناك بطل لهذه الرواية، والبطولة هنا تتقاسمها النساء مع الرجال، وإذا كنا قد تحدثنا كثيراً عن إبداعات الرجل، فقد آن أوان الحديث عن الفتاة الإماراتية، التي كانت كبرى المفاجآت في هذا المشروع، فقبل الجو جيتسو كانت بنت الإمارات تشعر بالخجل من ممارسة الرياضة على مستوى البطولة، ولا تظهر أمام الكاميرات، كانت تحب أن تمارسها خلف الأسوار، في رياضات مثل الكرة الطائرة واليد والسلة، ولا تقبل بحضور الإعلام للمنافسات، ولكن مع الجو جيتسو تغير كل شيء، وتبدل، فرغم أنها رياضة قتالية، ولعبة عنيفة، بها صراع على البساط، أصبح هناك أكثر من 45 ألف فتاة يمارسن الجو جيتسو في الدولة، وهناك بطلات آسيا والعالم، ولاعبات بالمئات يقاتلن على البساط، ويخرجن للتحدث مع وسائل الإعلام. وغيرت هذه الرياضة في شخصية وثقافة المجتمع الإماراتي، مع الجو جيتسو أصبح من الطبيعي أن يحضر الأب والأم لتشجيع الابنة من المدرجات، وإذا كان الحديث عن تحطيم الحاجز النفسي أمام المرأة في اللعبة، فإن اللاعبات أنفسهن كن وما زلن كنوز الإبداع، وهن البطلات الحقيقيات، والعمود الفقري في مسيرة الجو جيتسو، التي حطمت كل القيود برغم حداثتها، ووضعت أساساً متيناً للمجد على طريق المستقبل. وعند مقارنة تجربة بنت الإمارات مع الجو جيتسو بأي من نظيراتها على المستويات العربية والقارية والدولية فإنها الأولى من دون أدنى شك، لأن وجود 45 ألف لاعبة، وأكثر من 8 آلاف مقاتلة مسجلة رسمياً على بساط فن الترويض، يشاركن في المسابقات والفعاليات، لم يسبق أن تحقق في أي لعبة قتالية في العالم في أقل من 10 سنوات. للإمارات بطلات عالم في مرحلة الشباب والناشئين، منهن مهرة الهنائي، ووديمة اليافعي، ومها الهنائي، وبشاير المطروشي، وغيرهن بالعشرات وهن الدعامة الرئيسية للمشروع، ووقود الإنجاز في المستقبل.. وإذا كان المشروع حظي بنجاح مميز، وينتشر في كل القطاعات والمؤسسات والمدارس بعد أن ظهرت علاماته المضيئة، فإن سقف الطموح يرتفع كل يوم، وحديث الإنجازات والتتويج يزداد عمقاً، ويكتسب المزيد من الواقعية. من جانبها، أكدت الأميركية ماكنزي ديرن بطلة العالم السابقة وصاحبة الذهبية في عالمية أبوظبي للجو جيتسو عام 2017 أنها لم تتوقع أبداً أن تجد تجربة في العالم مثل التي رأتها في الإمارات وفي مدارس أبوظبي على وجه التحديد، مشيرة إلى أن الجو جيتسو في أبوظبي أصبح كالماء والهواء وثقافة، متاحاً مجاناً للجميع، للبنين والبنات، ويلقى دعماً حكومياً لا يوجد له نظير في العالم، وكل لاعب أو لاعبة في العالم يدين بالفضل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رعايته للعبة، التي تجاوزت الإمارات، وفاضت بعطائها على كل محبيها في العالم. وأضافت ماكنزي التي عاشت جزءاً من حياتها في البرازيل، والآخر في أميركا: أنظر بعين الاحترام والتقدير إلى تجربة أبوظبي مع نشر اللعبة على مستوى قطاع الفتيات، مشيرة إلى أن اللعبة تمارس في أميركا منذ عشرات السنين، ولكن لم يتجاوز عدد المنتسبات لها 13 ألف لاعبة، والفتيات المشاركات في أنشطة الاتحاد 2600 لاعبة، مشيرة إلى أن اللعبة تقوم على الجهد الفردي للاعب واللاعبة في كل ولاية من الولايات، ولا تلقى أي دعم حكومي، ولا تجد من يأخذ بيدها، لتحقق الطفرة التي حققتها أبوظبي. وتابعت: وفقاً للمعدلات والأرقام في الإمارات، ودعم الدولة للعبة، وبلوغ عدد الممارسات في المدارس إلى ما يقرب من 15 ألف لاعبة، فإن الإمارات في الطريق إلى أن تكون القوة الأولى في العالم خلال 5 سنوات، لأنها إذا سارت بنفس المعدل الحالي ربما تصل إلى 60 ألف لاعبة يمارسن اللعبة، و12 ألفاً يشاركن في أنشطة الاتحاد، والأهم من ذلك أنه في ظل تطبيق أعلى برامج تدريبية بأفضل الخبرات الأجنبية، فسوف يتطور المستوى الفني للاعبات بشكل مذهل بمعدلات تتجاوز المعدلات العالمية. وأوضحت: «ما رأيته في أبوظبي من مشاركة ما يزيد على 1200 لاعبة في المراحل السنية المبكرة أذهلني، وفاق كل توقعاتي، لأنني لم أره من قبل في أي بطولة، ولا في أي دولة، إنه مشهد يبعث على التفاؤل والاطمئنان على مستقبل هذه الرياضة، بل ومستقبل هذا الوطن، لأن أي بطولة عالمية أشارك فيها لم يتجاوز عدد اللاعبات بها 800 في المراحل السنية كلها من 7 سنوات وحتى منافسات الأساتذة التي لا ترتبط بأي سن، كما أنها في كثير من الأحيان تكون بطولة قتالية مجمعة للاعبات، وليس الجو جيتسو فقط، وهذه الترجمة الحقيقية لمعنى ما رأيته، أن الإمارات سوف يكون لديها ما يزيد على 300 لاعبة حزام أسود بعد 5 سنوات، وهو رقم يمكنه أن يصنع المجد ويحقق البطولات». وشددت ماكنزي على أنها لم تر أي تحديات تواجه هذا المشروع الناجح، لأن الاتحاد يستقطب أفضل المدربات في العالم، ويطبق أفضل البرامج التدريبية والتأهيلية، ويوفر المرافق والخدمات مجانا للفتيات، ويحفز الفائزات بالجوائز والميداليات، ولو أن هناك تحدياً واحداً يمكن أن يواجه هذا المشروع في المستقبل، هو أن تترك البنت اللعبة بعد سن البلوغ، ولا شك أن القائمين على اللعبة يفكرون في هذا الجانب، وأعتقد أن ثقافة الفتاة الإماراتية التي ساهم الجو جيتسو في تغييرها كثيراً سوف تساعد على مواجهة هذا التحدي. ووجهت ماكنزي ديرن صاحبة الحزام الأسود والمولودة في 24 مارس عام 1993 رسالة إلى بنت الإمارات، وقالت: ربما كنت محظوظة بنشأتي في أسرة تعشق الجو جيتسو، فالوالد ويلينجتون ميجاتون دياز كان لاعباً سابقاً «حزام أسود»، والوالدة لوسيانا تافاريس صاحبة حزام أسود أيضاً، وهو الأمر الذي ساعدني أن أمارس اللعبة في عمر 3 سنوات، وأبدع فيها في عمر 8 سنوات. وتابعت: كنت محظوظة بتحقيق الذهب على المستوى العالمي في كل حزام من الأحزمة التي عبرت منها بطريق الوصول إلى الحزام الأسود، لكني أقول إن بنت الإمارات أوفر حظاً مني، لأنها تلقى دعم دولة، ولديها مشروع بين أيديها، لذا أمامها كل الفرص كي تثبت نفسها، وتستفيد من هذه البيئة التي تعد الأفضل في العالم لصقل وتأهيل البطلات. «منة» تهزم الأولاد في مركز عجمان أكد الدولي إبراهيم الحوسني، لاعب منتخبنا ومدير مركز عجمان لتدريب اللاعبين واللاعبات، أن تجربة بنت الإمارات في اللعبة تدعو للفخر، مشيراً إلى أنه ومن خلال عمله في تدريب الفتيات والأولاد، وجد أن الفتاة تستغل عقلها وذكاءها وفنيات اللعبة في اللعب أكثر من الولد، لأنها تعوض ضعف القوة البدنية بالذكاء والعقل، في حين أن الولد يشعر بالزهو أكثر، ويعتمد على عضلاته وقوته. وتابع: لدي عشرات البنات يتدربن في مركز عجمان منهن منة، التي عندما جاءت للمرة الأولى منذ 3 أعوام كان وزنها 68 كجم وعمرها 8 سنوات، ثم تدربت، ونزل وزنها إلى 57 كجم، والآن تحرز المركز الأول دائماً في كل البطولات التي تشارك فيها، وساعدني على النجاح معها والدها ووالدتها، وعندما تلعب مع الأولاد من الصعب أن تخسر، بل بالعكس تهزم البنين، وعندما نريد أن نتابع نزالاً مثيراً في النادي أضعها في مواجهة ولد وفي الغالب تهزمه. وقال: الجو جيتسو يقوي شخصية البنت، وعندما كانت تأتي في أول حصة تدريبية لا تتحدث، وتشعر بالوحدة والقلق والتوتر، لكننا ومع مرور الوقت واكتساب الخبرات تصبح مقاتلة شرسة، ومتحدثة لبقة، ومدافعة بكل قوة عن حقوقها. فلافيا: علاقتي باللاعبات مثل الأم مع بناتها أكدت المدربة البرازيلية فلافيا لافيلاس أن علاقتها باللاعبات في المدرسة أصبحت مثل أم وبناتها، وأن دورها لا يتوقف عند تدريب اللاعبات على الحركات الفنية فقط في لعبة الجو جيتسو، بل إنها تمتد لمتابعة نظامهن الغذائي، ووضعهن في الدروس التعليمية، ومواعيد النوم، والراحة، وأسلوب الحياة بشكل عام. وقالت: لدينا حصة أسبوعية في المدرسة نقوم فيها بتدريس برنامج الجو جيتسو المدرسي، لكننا نقوم بتدريب الفتيات 3 مرات أسبوعياً بعد انتهاء موعد الدراسة، وبذلك ألتقي بلاعباتي 4 مرات أسبوعياً، ناهيك عن اللقاء الذي يجمعنا ونحن في طريقنا للمشاركة في أي بطولة ينظمها الاتحاد لهذه الفئة من الفتيات، مشيرة إلى أن بنات الإمارات رائعات في الانضباط، والتعامل الحضاري، واحترام المدربة، والمدرسة، وكان لدي 8 فتيات من فصلي تأهلن للمشاركة في البطولات الكبرى، ومنها كأس العالم للصغار، وقد رفعنا معدل تركيزهن إلى أعلى درجة خلال الاستعداد للحدث، وبالتأكيد فإن الفتيات يدركن أن اللعبة غيرت الكثير في حياتهن، وجعلتهن يشعرن بالفخر لتمثيل المدرسة، وتمثيل الدولة في هذا التحدي الكبير، فضلاً عن مدى التغير في عنصر تحمل المسؤولية. وأضافت: برغم انشغال الطالبات في الدراسة، فإننا كنا متواصلين ونقوم بتدريبهن، والتحكم في الأوزان، ومثلما أن اللاعبات يحلمن بتحقيق الذهب، نحن كمدربات لدينا نفس الهدف. وتابعت: بعد كل مشاركة في بطولة، نحتفل وطالباتي معاً، وبعد كل نزال تفوز به لاعبة، تأتي إلى مسرعة لنتبادل التهاني، ولا أتوقف عن التوجيه خلال أي مباراة لأي لاعبة، حتى أحفزها على القيام ببعض الحركات الفنية في النزال، إنني أستمتع بعملي، وأشعر بسعادة لأنني أنتمي لأفضل برنامج جو جيتسو في العالم. بوليانا: مرحلة رائعة من التطور والنجاح كشفت بوليانا لاجو باربوزا، بطلة الحزام الأسود والمسؤولة عن المدربات في برنامج الجو جيتسو المدرسي، عن أن تجربتها في الإمارات مع تدريب الفتيات بدأت منذ 8 سنوات، وعملت مدربة للطالبات لمدة 3 سنوات، ثم مشرفة على المدربات في مدارس العين منذ 5 أعوام، وهن 45 مدربة. وقالت: «وصلنا إلى مرحلة رائعة من التطور والنجاح، حيث أصبحت اللعبة تمثل للطالبات ما يمكن أن نطلق عليه متعة الحياة، وأصبحن يجدن فيها السعادة والترفيه والإثارة، وقد رصدنا الكثير من التحولات الإيجابية التي طرأت على سلوكيات وتصرفات الفتيات الممارسات للعبة، المتمثلة في الانضباط، وقوة الشخصية، والتركيز، والذكاء». وأضافت: «لم تكن هناك مشكلات بالمعنى المعروف، لكن كانت تحديات نتيجة لاستغراب التجربة من الأهالي والطالبات، وسوء الفهم أحياناً، والخجل الزائد أحياناً أخرى، ولكن عندما بدأن ممارسة اللعبة تخلصن سريعاً من حاجز الخوف، واقتنعن بأن الجو جيتسو دفاع عن النفس، وقدرة على الإبداع، وفرصة للإنجاز». وتابعت: «النجاح في تشجيع الفتيات على ممارسة رياضة قتالية جعلني فخورة بنفسي، وبزملائي، وهو أهم إنجاز في مسيرتي، لأنني عندما أتيت كان هدفي أن أجعل اللعبة الأهم في الدولة بالنسبة لكل الفتيات، وقد تحقق ذلك الحلم حالياً، لكن ما زالت أمامنا أحلام كثيرة، تتعلق بصدارة العالم في الإنجازات على مستوى الفتيات، وزيادة أعداد اللاعبات المؤهلات للتمثيل الدولي، وغيرها من الأهداف الكبيرة». وأوضحت «أول نجاح ممكن نتحدث عنه في الحاضر والمستقبل هو أسلوب الحياة الصحي، والثاني هو الثقة بالنفس، والتركيز وقوة الشخصية، والمتعة في الحياة، وثقتي بلا حدود في أن تكون بنات الإمارات في صدارة العالم من خلال الإنجازات»، مشيرة إلى أنها تدرب الجو جيتسو منذ 20 عاماً، لكنها لم تر اهتماماً باللعبة مثل الذي تراه في الإمارات، ولم تر بطولات على أعلى مستوى من التنظيم مثل البطولات التي تنظمها الإمارات سواء كانت كلاعبة أو مدربة، حيث إن بطولة أبوظبي العالمية أصبحت الأقوى العالم، وأن مكافأتها هي الأكبر، والأعداد المشاركة هي الأضخم، لقد صنعت أبوظبي بتجربتها حالة رائعة في المجتمع العالمي للعبة. وتابعت: «من أسعد اللحظات، والتي تتكرر كثيراً عندما يأتي والد ووالدة إحدى الطالبات ويتحدثان بسعادة عن حجم التغير الذي طرأ على شخصية ابنتهم بعد ممارستها للجو جيتسو، وكيف أنها أصبحت أكثر همة في إنجاز أعمالها، وتحمل مسؤوليات دروسها، وقدرتها على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، فضلاً عن قوتها البدنية، إنها لحظات رائعة، لأن العائلة بذلك أصبحت بجانبنا تدعم مساعينا، وتشجع بناتهن على التطور، وهذا هو التحول الأكبر». باييفا: اللعبة لم تكن مشروعاً لوطن إلا في أبوظبي أكد اليساندرو بايفا أسطورة الجو جيتسو وصاحب أهم أكاديمية للتدريب في البرازيل معقل اللعبة في العالم، أنه ظل يحلم كثيراً باعتماد اللعبة في المدارس وإدخالها المناهج الدراسية في بلاده منذ عشرات السنين، لكن حلمه لم يتحقق إلا في أبوظبي، التي أصبحت حلم كل لاعب، ولاعبة في البرازيل حاليا أن يشارك في بطولاتها، وحلم كل مدرب أو مدربة أن تعمل فيها، وفي مدارسها، مشيراً إلى أن الكلمة المرادفة لأبوظبي حالياً عند كل برازيلي هي بلد الجو جيتسو. وقال: كنا نظن في البداية أن بنت الإمارات لن تقوى على تحمل قوة وخشونة اللعبة، ولم نتوقع أن تنتشر بهذا الشكل المدهش في فترة وجيزة بين طالبات المدارس، وقد بدأنا منذ فترة ندرس ونبحث في تجربة أبوظبي، وخصوصاً فيما يخص الإقبال النسائي الكبير عليها، يستحق التوقف أمامه طويلا، خصوصاً أن ذلك تحقق في أقل من 7 سنوات، كما رصدنا أن آخر 4 سنوات فقط شهدت تصاعداً كبيراً في سرعة انتشار اللعبة بالمدارس. وتابع: اللعبة لم تكن أبداً مشروعاً لوطن إلا في أبوظبي، وأشعر أن هناك عملاً متوازياً بين السعي لاعتماد اللعبة في الأولمبياد، والاهتمام بتطوير مستوى الفتيات، حيث إنه ووفقاً للخطة الموضوعة ستعتمد اللعبة في 2024، وسوف تكون الإمارات في هذا التاريخ بها أفضل لاعبات العالم إذا سارت بنفس معدل العمل الحالي، والمتوقع أن تتجاوزه في السنوات المقبلة. وأضاف: هناك نقطة واحدة تثير لدى الشكوك في تجربة الفتاة الإماراتية مع اللعبة، وسؤال واحد يستحق أن يجاب عنه، وإذا كانت الإجابة بنعم فإن بنت الإمارات سوف تكون في قمة الصدارة العالمية بلا جدال، وهو هل ستستمر اللاعبة الإماراتية تمارس اللعبة في الجامعة، وما بعدها، وبعد الزواج؟، إذا كان هناك عمل في اتجاه تحفيز جوانب الاستمرار لدى الفتيات مع اللعبة بعد الوصول إلى هذه السن، فإن المسألة محسومة، لصالح بنت الإمارات في المستقبل القريب. تاتيانا: الإعلام أزال الحاجز النفسي لدى الأسر أكدت تاتيانا هايتوف أوليفييرا أول مدربة جو جيتسو جاءت إلى الإمارات، وأول من التحقت بالعمل في البرنامج المدرسي عام 2008، أن تجربتها مع الطالبات واللاعبات ثرية للغاية، حيث بدأت بالرفض والممانعة من جانب الطالبات وأولياء الأمور، ثم تحول الرفض إلى استعداد للمناقشة، وفرصة للتجريب، ثم إعجاب لا يخلو من الخوف والخجل، ثم إقدام على المشاركة في التدريبات والبطولات. وقالت: في البداية كانت المهمة صعبة جدا، لكن الزمن كان كفيلاً بتغيير الأفكار، وكانت المشكلة الأولى أن الطالبات وأولياء أمورهن كانوا يظنون أن تلك اللعبة للأولاد فقط، ولكن بفضل الدعم الذي تحظى به اللعبة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تشجعت الطالبات وأولياء الأمور على ممارسة هذه اللعبة الثرية، وقد ساهم في نشرها العلاقة القوية والرائعة بين البنات والمدربات، حيث كانت ولا تزال رائعة، ويجب أن لا ننسى أن وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون قامت بدور مهم في إزالة الحاجز النفسي للبنات وعائلاتهم تجاه تلك اللعبة، ثم بدأنا نجني الثمار بآلاف الفتيات اللائي يمارسن اللعبة ويبرعن فيها. وأضافت: أشعر بسعادة كبيرة أنني أول شاهدة تجربة البرنامج المدرسي، وأشعر بسعادة أكبر أنني أرى النبتة التي زرعت تؤتي ثمارها، وأرى أن الفتاة التي كانت تخاف من مجرد ذكر اسم الرياضة، تلعب الجو جيتسو، وتفوز بالبطولات، وتهزم الخوف الذي كان بداخلها، وبالتأكيد فقد كان لمديرات المدارس وفي مقدمتهن فاطمة سلطان المرزوقي مديرة المدرسة التي أعمل بها دور مهم في الاهتمام بتلك الرياضة، وتحفيز الفتيات على ممارستها واستيعاب قيمها. بطلات على البساط تعلمت من الجو جيتسو أن الفشل الوحيد في الحياة هو الاستسلام، وعدم المقاومة، ولذلك عليك بالاستمرار وتحدي الظروف الصعبة من أجل الوصول إلى الهدف حتى لو كان صعب المنال. شيخة الخاطري بداياتي كانت في 2018 وبفضل التدريب المتواصل والتشجيع تطور أدائي وحققت الإنجازات وحصدت الميداليات، والأهم من ذلك أن هذه الرياضة رفعت معدلات تركيزي وساعدتني علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ميثة المنصوري تعلمت الصبر والتحمل والشجاعة، ومع ممارستي لهذه الرياضة انخفض التوتر عندي، وزادت معدلات الثقة، وكذلك علمتني معنى التفكير الإيجابي والعمل في فريق. فاطمة الشحي ليس من الصعب تحقيق الأمنيات ما دام هناك هدف نسعى من أجله، اللعبة منحتني الثقة والصبر والسعادة وأصبحت جزءاً من حياتي. حنين النعيمي من خلال اللعبة تمكنت من التواصل الإيجابي مع صديقاتي، ومن خلالها أصبحت قوية الشخصية، صافية الذهن، أستمتع بالحياة الجميلة بصحة جيدة. رغد راشد دخولي اللعبة يساعدني على تحقيق أحلامي بأن أكون رائدة فضاء، فقد أصبحت أكثر لياقة بدنية وذهنية، وأكثر هدوءا، ورغبة في الانخراط بالعمل الجماعي. شهد مال الله فخورة بأنني واحدة من البنات اللائي غيرن ثقافة المجتمع في ممارسة البنت للرياضة، اللعبة أصبحت جزءاً من برنامجي اليومي منذ 6 سنوات، أتمنى أن أكون مثالاً جيداً لبنت الإمارات القوية وأن أعمل في مجال تقنية المعلومات. شريفة النعماني

مشاركة :