في سجلات الرياضة العربية هناك القليل من الإشراقات على المستويات العالمية.. والكثير من التحديات.. وتجارب بدأت ولم تكتمل، وأخرى ظهرت ولم تنضج، ومحاولات انطلقت مبكراً بقوة نحو الصدارة لكنها لم تحافظ على قوتها الدافعة.. الأمثلة كثيرة، والسطور طويلة، والصفحات بالمئات في كتاب «الشهد والدموع» عن رياضتنا العربية. ولكن من بين تلك الصفحات وهذه السطور، تبرز أمامنا تجربة جديدة.. فريدة من نوعها هي رياضة الجو جيتسو في الإمارات، التي انطلقت بقوة في العقد الأول من الألفية الثانية، ومع كل يوم تزداد توهجاً وإبداعاً، وتكسب أرضاً جديدة، وتدخل في جذور الحياة اليومية للأسر والعائلات، وترسي قيماً وتبني أجيالاً وتصنع رجالًا، تحت شعار واضح هو البحث عن «الرقم واحد» في العالم. في الإمارات مشروع الجو جيتسو ليس مجرد رياضة لكنه ثقافة وبناء، وقيم وولاء، ومتعة وانضباط وإنجازات، وصدارة قارية، وذهبيات عالمية، وإدارة احترافية، وبرامج مدرسية.. في الإمارات الجو جيتسو أصبح حياة.. النجاحات متلاحقة في أوقات قياسية، وقمة الهرم العالمي أصبحت حقيقة وليست ضرباً من ضروب الخيال، وكلمة المستحيل ليس لها وجود، إن ما يصنعه هذا المشروع في الرياضة العربية سيتوقف أمامه التاريخ طويلًا، لأنه يقدم تجربة مضيئة في أرض المبادرات وموطن الإبداع، ويحافظ على انطلاقته نحو القمة بمعدلات يعجز أمامها الآخرون في الداخل والخارج. في رياضة الجو جيتسو الوضع مختلف تماماً، الأسرة كلها في صالة مبادلة أرينا، الأب والأم والأطفال والأعمام أيضاً، كلهم في بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين، وفي بطولات التحدي والسوبر وكأس رئيس الدولة والعين الدولية و«أم الإمارات» للفتيات وأبوظبي جراند سلام والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان الدولية.. في كل مناسبة هم حاضرون في قلب المشهد متفاعلون.. يصفقون.. يشجعون.. يدعمون أبناءهم وبناتهم، ويقومون أحياناً بدور المدرب في إعطاء التعليمات بحماس من المدرجات. الأسرة في الجو جيتسو تفعل ما هو أكثر من ذلك، بعضهم يتعاقدون مع المدربين والمدربات بشكل خاص، وآخر يتولى توصيل أبنائه إلى ملاعب التدريب.. وكلهم سعداء بما يفعلونه، ومستمتعون بالحضور في المدرجات.. اللعبة صنعت حالة مختلفة في عقلية المجتمع، فقد مارسها 140 ألف لاعب ولاعبة، في تجربة لم تتجاوز 10 سنوات، ارتبط بها أكثر من 600 ألف شخص، حيث أن كل لاعب وراءه أسرة، وكل الأسر تشعر بأنها تفعل شيئاً ثميناً بتقديم أبنائها وبناتها إلى هذه الرياضة.. وهنا يكمن السر.. فالجو جيتسو، وفقاً لحديث أساطيره مثل ماركوس بوشيشا ولوسيو رودريجيز وهينزو جرايسي واديلسون ليما، من أكثر الرياضات قدرة على التغيير في الإنسان والمجتمع، فمنهم من كان منطوياً خجولاً منزوياً عن المجتمع، وأعادته اللعبة إلى قلب المشهد، ليكون نجماً ساطعاً، ومنهم من كان مريضاً مهدداً بالموت، وأعادت إليه الأمل في الحياة، ومنهم من كان متردداً ضعيفاً خائفاً من كل شيء، وألهمته هذه الرياضة الثقة والتفاؤل والسعادة والتواصل مع الجميع. الأسرة هي أحد أضلاع الإبداع والتميز في التجربة الإماراتية التي تعد الأفضل في العالم، ولهذا فإنها دائماً وأبداً محور تقدير واهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فكلما تحدث سموه عن مشروع الجو جيتسو في الإمارات، يشيد دائماً بالدور الكبير للأسرة في دعم المشروع، ويحرص سموه على استقبال الأسر مع أبنائهم أصحاب الإنجازات، والشد على أيديهم، وتشجيعهم وتحفيزهم على الوقوف بقوة خلف الأبناء، لتحقيق المعادلة المنضبطة في الاستثمار بالأجيال الجديدة. قدرة «فن الترويض» على التغيير في المجتمع والأفكار لم تتوقف عند حضور الأسرة في المدرجات، ولا الوقوف مع أبنائهم، ودعمهم في الذهاب إلى صالات التدريب، ولا التعاقد مع مدربين لهم على نفقتهم الخاصة من أجل رفع مستواهم، ولكن المسألة تجلت أكثر من ذلك في ظاهرة يلمسها كل إنسان في مجتمع الإمارات، من انتشار اللعبة الواسع في قطاع الفتيات، وتحطيم حواجز الانطواء والتردد، فالبنت الإماراتية التي غابت سابقاً عن المشهد الرياضي، وكانت تظن أن ممارسة الرياضة أمر لا يتفق مع العادات والتقاليد، انطلقت وحطمت حاجز الخوف في رياضة الجو جيتسو، ومارست رياضتها بجرأة وإقدام وشجاعة في الصالات، وحققت الإنجازات وصعدت منصات التتويج، ورفعت علم بلادها في كل مكان. الجو جيتسو رياضة قتالية فيها كل ألوان التحدي والإصرار والعزم والإصرار، وفيها القتال الحقيقي، وقد لفت هذا المشهد انتباه من اقتربوا من التجربة، وأكد المدرب الإيطالي فابيو نوفر أنه زار الإمارات من قبل كثيراً، والكثير من الدول العربية والخليجية، ويعرف جيداً كيف أن الرياضيين في هذه المنطقة يعزفون عن ممارسة الرياضات القتالية، ويفضلون الرياضات الأخرى، وعندما زار أبوظبي، واطلع على المشهد برياضة الجو جيتسو، تأكد أن هذه الرياضة غيرت أفكار المجتمع، وحفزت أبناءه على التقدم بقوة إلى الإمام، لتولي زمام المبادرة في تعلم رياضة قتالية عنيفة أحياناً. وقال: «هذا ربما يبدو طبيعياً بالنسبة للبنين، أما المفاجأة الحقيقية التي أدهشتني فتلك المتعلقة ببنت الإمارات التي أصبحت بطلة عالم، وفي بطولة العالم الأخيرة للناشئين والشباب كانت بنات الإمارات مقاتلات بمعنى الكلمة، يدافعن بكل قوة عن حظوظهن في التتويج، وينجحن ويقدمن الفنون الرفيعة في هذه الرياضة بثقة كاملة». وأضاف: «هذا المشهد دليل قاطع على أن الكثير من المفاهيم يمكن لها أن تتغير، والكثير من القناعات يمكن لها أن تتبدل، وما رأيته في بطولة العالم للناشئين والشباب، وكذلك بطولة أبوظبي العالمية، نموذج حي على الأرض، ويؤكد أن هذه الرياضة تملك القدرة على التغيير، هذا بالنسبة للأفكار والقناعات والعادات». وتابع: «الجو جيتسو تملك القدرة على التغيير في سلوكيات الإنسان أيضاً، وتحقيق التوازن في شخصيته، وضبط تصرفاته، لأنه لا يغيب عنا أن شبح التكنولوجيا والهواتف الذكية يهدد أجيالنا الجديدة، ويستحوذ على كل أوقاتهم، ويعزلهم تقريباً عن المجتمع، بما في ذلك الأب والأم والأسرة الصغيرة، ويضعف لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين، وكذلك أدوات التواصل نفسها، ولكن في رياضة الجو جيتسو يوجد العلاج الناجع لكل هذه الظواهر السلبية، ففيها الصحة البدنية، والاندماج في المجتمع، لأنك لابد أن تتدرب مع مدرب ومع منافسين أيضاً، وتعلم أصحابها كيف يعملون في فريق، ويتحملون الضغوط بثبات، ويصبرون على تحمل الحركات للخروج منها». وأوضح «عندما رأيت الاهتمام الكبير برياضة الجو جيتسو من قبل القيادة الرشيدة في الإمارات أدركت أنها الاختيار المناسب لبناء الأجيال الجديدة القوية والمتوازنة والقادرة على المساهمة في بناء نهضة بلادها، وعندما رأيت وقفة الأسرة خلف أبنائها وبناتها تأكدت أن طريق الإمارات للوصول إلى الرقم واحد لن يستغرق طويلاً، وعندما علمت بأن اللعبة دخلت المدرسة، وأصبحت جزءاً من المنهج الدراسي، أدركت أن قيم الرياضة يمكن أن تصنع الأجيال، وتبني جسوراً قوية نحو المستقبل المشرق». الجنيبي: اختيار صادف الصواب قال نايف علوي الجنيبي والد بطلة الإمارات الصاعدة حمدة «10 سنوات»، والتي فازت بالعديد من الميداليات الذهبية في مختلف البطولات المحلية والمهرجانات التي شاركت بها، إنه فخور بما حققته حمدة في النزالات، وفخور بانضمامها إلى الجو جيتسو، مشيراً إلى أن حمدة ليست وحدها في الأسرة التي تمارس اللعبة، بل إن شقيقتيها شيماء وفاطمة بدأتا المشوار مع هذه الرياضة، موضحاً أن تجربة ابنتيه مع الجو جيتسو تأخرت عاماً كاملاً، لأنهما قد انضمتا لرياضة قتالية أخرى، وشاركتا فيها، لكنهما لم تشعرا بالراحة فيها، لذا كان القرار الانتقال إلى في الجو جيتسو. وأضاف: اختيارنا لهذه الرياضة صادفه الصواب، وكان قراراً صحيحاً، فقد لمست بنفسي تأثيرها الإيجابي على بناتي، ورأيت كيف منحتهن حوافز البطولة، حيث إن اللعبة تدعو من يمارسها لاستخراج البطل الكامن بداخله، لست متعجباً أو مندهشاً من انتشار الجو جيتسو بهذا الشكل في المجتمع، فلا توجد أي رياضة تجمع بين كل المزايا التي توجد في «فن الترويض». وتابع: مطمئنون على بناتنا في هذه الرياضة لأنها ليست عنيفة، كما أن دعم الاتحاد والأندية لها يوفر بيئة تنافسية مثالية، وسوف أدعم بناتي في ممارسة هذه الرياضة، وسوف تكون الإنجازات التي حققتها حمدة نقطة تحول كبيرة في حياتها. يوسف دفع والده لحب اللعبة عبد الله يوسف عبد الرحمن الحمادي، طفل عمره 5 سنوات، يحضر بطولة أبوظبي العالمية، يتابع النزالات من المدرجات، يتفاعل معها، والده يوسف الحمادي بجواره، يتابع تحركاته ويبتسم مع تفاعلاته مع النزالات، عبد الله يقول إنه يحب فيصل الكتبي وعمر الفضلي، ويتمنى أن يكون بطلا مثلهما، مشيرا إلى أنه يحضر البطولة منذ العام الماضي، وبدأ يتعلم الجو جيتسيو بالفعل منذ عدة أشهر، بعد أن أكمل الرابعة. يوسف الحمادي والد عبد الله قال إن ابنه هو الذي فرض عليه الحضور إلى الصالة في بطولة أبوظبي العالمية منذ العام الماضي، لأنه كان يبكي منذ أن يستيقظ في الصباح، ويصر على الحضور. وأضاف: عندما كان يعلم عبد الله أنني لن أجد الوقت لأذهب معه إلي الصالة كان يبكي، رافضا النقاش أو الترضية، وظل هكذا حتى استجبت لرغبته فتغيبت عن عملي وأتيت معه إلى صالة مبادلة أرينا، وبرغم أنني كنت أشعر ببعض الضيق، لأنني تغيبت عن عملي، إلا أنني شعرت بالسعادة، لأنني قضيت وقتا جميلا، ورأيت المدرجات كاملة العدد، وعرفت إن ولدي شخصيته قوية، ومشروع بطل، فمن يحب الرياضة بهذا الشكل، يمكن أن يضحي من أجلها، حيث إن الدولة تهتم بتلك الرياضة، ونحن نتابع إنجازات أبطالها، أشكر عبد الله على لفت انتباهي لهذه الرياضة الجميلة التي تلتف حولها كل الأسرة. وتابع: عبد الله بدأ ممارسة الجو جيتسو، ولدي ثقة كبيرة بأنه سيكون له شأن كبير فيها، وسوف يشارك في النسخة المقبلة من بطولة أبوظبي العالمية، وآمل أن يصعد منصة التتويج ليحقق حلمه في أن يكون مثل بطلينا العالميين فيصل الكتبي وعمر الفضلي، وسوف ادعمه بكل ما أملك، فالرياضة أفضل من كل شيء، تستقطب طاقات الشباب وتوجههم إلى أسلوب الحياة الصحي السليم. الراشدي: السر في لماذا لا أكون أنا الفائز؟ كشف مسلم سعيد الراشدي «حزام أزرق» الذي يلعب في نادي الجزيرة أنه بدأت اللعبة في 2011، كنت طالبا في الثانوية، رأيت أصدقائي يمارسونها فقلت لماذا لا أشارك؟، وفي أول بطولة شاركت فيها خسرت وهذا أمر طبيعي، ولكن عندما انتهت البطولة رأيت فرحة أصدقائي يحتفلون بالميداليات، يهنئون بعضهم البعض، وفي طريقي إلى المنزل قلت لنفسي لماذا لا أكون أن الفائز في البطولة المقبلة؟، اجتهدت وتدربت وشاركت في بطولة كبيرة في 2011 وحققت المركز الثاني، وتوجت بالفضية، وفي السنة التالية فزت بالمركز الأول والذهبية في بطولة العالم عام 2012، وحظيت بشرف مصافحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبعدها انطلقت مع اللعبة. وتابع: قبل ممارستي للجو جيتسو كنت خجولا أبعد عن الناس، لا أقترب من المجتمع، أخاف أحيانا من الاندماج مع الآخرين، لا أتحدث مع أحد، بعد ممارستي الجو جيتسو تغيرت حياتي، واندمجت مع المجتمع، ووثقت بنفسي، وعلمت لماذا تدعم الأسرة هذه الرياضة، ويحرصون على الدفع بأبنائهم لتعلمها، وجهت أبناء أشقائي بالانضمام لممارسة هذه الرياضة، وهم يلعبون الآن في نادي الجزيرة، ويتطور مستواهم، وسوف أقف خلف أبنائي حتى يتعلمون هذه الرياضة، للمتعة قبل البحث عن الانتصارات، لأن الجو جيتسو تمتع من يمارسها، وتخلق له حالة ذهنية وبدنية مميزة، وتناسب كل الأعمار. العولقي: علم ولدك.. ولا تقلق عليه في الحياة خالد العولقي لاعب جو جيتسو ومشرف إداري على نشاط اللعبة في نادي بني ياس، يحب هذه الرياضة عن كل مثيلاتها، ويمارسها مع أبنائه في المنزل، له 6 أبناء، كلهم يحبون اللعبة، حيث كشف عن سر تعلقه بهذه الرياضة، وتشجيعه لأبنائه على ممارستها، وقال: إذا تعلم ابني رياضة الجو جيتسو فأنا مطمئن عليه في المستقبل، أدفع به في الحياة وسوف يعيش، لأنها تعطيه القوة للدفاع عن نفسه، وتمنحه الصبر والتحمل، والثقة بالنفس، والصفاء الذهني والتركيز، والقدرة على التفكير السليم لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهنا لن أشعر بالقلق عليهم ما داموا قد عرفوا فنون هذه الرياضة، إنها ليست عدوانية، لا تهاجم الآخرين، ولا تشجع على الاعتداء. وأضاف: أبنائي تتراوح أعمارهم بين 5 و15 سنة، وكلهم يملكون مهارات عالية في هذه الرياضة، الكبير بطلا للعالم في الناشئين، وأخوته كلهم يسيرون على نفس الدرب، أنا فخور بهم جميعا، وأتدرب معهم، وأمنحهم خبرتي، وأؤكد لهم دائما أن الجو جيتسو أخلاق واحترام للمنافس، وتقدير للحكم، وطاعة للمدرب، وتواضع عند الفوز، وتماسك عند الخسارة، كلها قيم كنت أبحث عنها بين كل الرياضات الأخرى، ولم أجدها مجتمعه إلا في الجو جيتسو، فلماذا لا أدفع بأبنائي فيها. وتابع: لدي الحزام البني، وأبنائي سيكونون أفضل مني في المستقبل لأنهم تعلموها من الصغر، وسوف أدعمهم، حتى يكونوا أبطالا يرفعون علم الدولة، ويستفيدون من الدعم الكبير الذي تلقاه هذه الرياضة. الكعبي: سعيد ومنصور في مصنع الأبطال عبيد الكعبي هو الرجل الفولاذي في «جو جيتسو الإمارات»، يبلغ من العمر 42 عاماً، يعشق «فن الترويض»، لا يترك بطولة إلا ويشارك بها، داخل الدولة أو خارجها، هو ضيف دائم على منصات التتويج، ومنذ أن بدأ مسيرته مع «عالمية أبوظبي» في عام 2013، ففي نفس العام فاز بالميدالية الذهبية بالحزام الأبيض لوزن 62 كجم، وفي النسخة التالية عام 2014 فاز بالذهبية في الحزام الأزرق، ومثلها في عام 2015 بنفس الفئة، وفي عام 2016 حقق فضيتين إحداهما في وزنه، والثانية في الوزن المفتوح، وفي 2017 حقق الفضية في الحزام البني، كما فاز بالفضية في النسخة الماضية عام 2018، وفي النسخة الحالية حقق الفضية. الكعبي ليس لاعباً فقط، ولكنه حكماً دولياً، عاد من المملكة المغربية التي ترأس فيها لجنة الحكام بالبطولة الأفريقية، وشارك في النسخة الحالية لعالمية أبوظبي حكماً في المهرجان، وهو أيضاً من قاد فريق الجزيرة لاعباً للفوز ببطولة كأس رئيس الدولة للرجال، ويترأس لجنة المسابقات والمنتخبات بوزارة الداخلية. وأكد عبيد الكعبي أن الجو جيتسو مصنع الأبطال، ولأنني أحب الخير لأبنائي، دفعت باثنين منهما، سعيد «10 سنوات» ومنصور «8 سنوات»، وسوف أقف خلفهما في السنوات المقبلة حتى يحققوا كل ما لم أحققه، وحتى يكونوا أبطالاً يمثلون الدولة في كل المحافل، ويصعدون منصات التتويج، ويرفعون العلم، لأنني على ثقة بأن هذه الرياضة ستنفعهم في بناء شخصيتهم القوية، وتكسبهم الثقة بالنفس، والانضباط والتركيز. الشحي: الحلم تحقق في نادي العين محمد أنس الشحي مدرس بالتربية والتعليم يقترب من الخمسين من العمر، يمارس الجو جيتسو، ويؤمن بأنها مفيدة للجسم والعقل، ويمكنها أن تجمع الابن والأم والأب في مكان واحد، مشيراً إلى أنها صنعت حالة في الرياضة الإماراتية، وأثرت في المجتمع كثيراً. وقال: أجد سعادتي بالنزال مع أبنائي، ومن خلال تجربتي أقول إنني رأيت طلاباً كثيرين نجحت اللعبة في تحويلهم من مستهترين إلى متحملين للمسؤولية، ولديّ 4 أبناء هم خالد وعمو وراشد وحمد، ألعب معهم جميعا، أنا حزام أزرق، وعمر حزام أزرق، وخالد أزرق، وابني خالد الشحي بطل العالم للناشئين كلهم يعشقون الذهب. وقال: حمد من أصحاب الهمم لديه إعاقة ذهنية، يمارس الجو جيتسو منذ فترة في نادي العين للمعاقين، شارك في المهرجان، وفاز بالفضية، بكيت عندما رأيته سعيداً منطلقاً يحتفل، فقد كنت أحلم من سنوات أن يكون هناك ناد أو مركز تدريب لأصحاب الهمم، يمارسون فيه الجو جيتسو، وتحقق الحلم، فأصبح نادي العين مركزاً مميزاً لهذه الفئة، وحمد من بينهم، كلهم يتدربون، وأعمل معهم متطوعاً، وأستمتع بوقتي معهم. وتابع: شعرت بالرضا عن نفسي عندما تحقق الحلم وهو أن يكون لديهم ناد لممارسة هذه الرياضة الممتعة، وتحقق في نادي العين، ولم يقتصر الأمر على ذلك لأن ابني حمد تغير كثيراً مع هذه الرياضة، فقد عالجت الكثير من الجوانب في شخصيته وجعلته قريباً من الأسوياء، وزملاؤه أيضا فازوا وتوّجوا بالعديد من الميداليات الملونة في نزالات المهرجان. وتابع: أشكر نادي العين وكل القائمين عليه، وأدعو الجميع كي يفتحوا المجال أمام أصحاب الهمم لممارسة هذه الرياضة لأنها تساعدهم على الاندماج في المجتمع، أنا رأيت ذلك بنفسي في تجربتي مع ولدي حمد.
مشاركة :