قذاف الدم يحذر قطر وتركيا من جعل ليبيا مرتعا للإرهابيين

  • 4/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - نفى أحمد قذاف الدم المسؤول السياسي لـ"جبهة النضال الوطني" الليبية وجود صفقة بين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وبين أنصار العقيد الراحل معمر القذافي من رجال قبائل وعسكريين، يتم بمقتضاها تقديم كافة أشكال الدعم العسكري واللوجيستي لحفتر مقابل قيامه بتقاسم السلطة معهم في حال انتصاره على حكومة الوفاق والميلشيات الموالية لها في طرابلس. وقال قذاف الدم المقيم حاليا في العاصمة المصرية القاهرة، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية إن "الشيء الوحيد الذي يدفع أنصار القذافي وكل أبناء ليبيا من الوطنيين الشرفاء لدعم الجيش الوطني الليبي في عمليته الراهنة في طرابلس هو محاولة إنقاذ وطنهم المختطف على أيدي عصابات إجرامية ومليشيات إرهابية ومرتزقة قدمت إليه من كل حدب وصوب". وأوضح قذاف الدم أن الجيش الوطني الليبي جيش الوطن وليست حكرا على شخص محدد، ودعمه من قبل الليبيين يأتي من منطلق حرصهم على إنهاء كابوس الصراع المسلح والفوضى العارمة التي أغرقت بها البلاد من طرف الميليشيات منذ ثماني سنوات. واستنكر المسؤول الليبي كل الأخبار التي تروج لنية تقاسم السلطة معتبرا أن "الوطن مختطف حاليا وعندما يُسترد سيكون هناك حديث عن المعركة السياسية والتحضير للانتخابات وعقد التحالفات وكل هذا، أما قبل ذلك فلا مجال لمثل تلك الأحاديث". وتخوض قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر معركة مع حكومة الوفاق المدعومة من ميليشيات في العاصمة طرابلس. وقال الجيش الليبي إن الهجوم الذي يشنه للسيطرة على العاصمة منذ ثلاثة أسابيع هدفه "القضاء على الإرهابيين والمرتزقة هناك". والاثنين، أكد الجيش الليبي تكثيف قواته للهجوم وفتح جبهات جديدة لانتزاع السيطرة على طرابلس من حكومة الوفاق في حين ارتفع عدد قتلى المعركة إلى 254. وقال قذاف الدم أن "معركة طرابلس اليوم ليست على سلطة وإنما لإنقاذ وطن"، متهما حكومة الوفاق بـ"التضليل الإعلامي عبر دعمها وحمايتها لعصابات وميلشيات في البلاد يأتيها السلاح على متن زوارق تحت الحماية الإيطالية". واعتبر أن معركة طرابلس أصبحت في حكم المنتهية خاصة مع استدعاء الجيش مؤخرا لقوات الاحتياط، مرجعا عدم حسم المعركة رغم انطلاقها منذ ثلاثة أسابيع إلى الحرص على حماية المدنيين. وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، قد أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين، إن الحرص على حماية المدنيين هو السبب في إبطاء العمليات، محذرا في الوقت ذاته من حملات التضليل الإعلامي ومحاولات تشويه عملية طوفان الكرامة"، مشيرا إلى أن قوات الاحتياط بدأت الاستعداد لفتح محاور جديدة، وسيتم استخدام قوات المشاة والمدرعات في المعارك القادمة". وثمن قذاف الدم الذي كان يشغل موقع منسق العلاقات المصرية الليبية، ما يقوم به الجيش الوطني الليبي مؤكدا أنه يمارس "مهامه بحساسية شديدة حرصا على الأرواح وحرصا على مقدرات العاصمة، على عكس ما تقوم العصابات المجرمة التي لا تتردد في اتخاذ المدنيين دروعا بشرية أو ضرب أحياء سكنية بالصواريخ" في إشارة إلى لميليشيات التابعة لحكومة الوفق.وحول توقعاته لاحتمال تدخل دول خارجية قال قذاف الدم إن "ليبيا لطالما كانت كالفريسة التي تتنازع عليها الضباع، لكن مع إعلان واشنطن دعمها لجهود قوات الجيش الليبي في محاربة الإرهاب سيهرب الجميع. هؤلاء لن يجرؤوا على اتخاذ أي مواقف تصعيدية فيما بعد". ووجه قذاف الدم تحذيرات خاصة إلى كل من قطر وتركيا من مواصلة التدخل في الأزمة الليبية داعيا البلدين إلى التوقف عن إرسال السلاح للمليشيات في طرابلس وتسهيل تسلل عناصر من تنظيم داعش على الحدود". وهي ليست المرة الأولى التي يوجه فيها قذاف الدم انتقاداته للتدخلات الأجنبية في ليبيا، حيث حذر خلال مداخلة له عبر برنامج تلفزيوني منذ أسبوع، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وإيطاليا التي تدعمه من تسهيل تدفق السلاح على السواحل الليبية. وشدد على أن تلك الأسلحة تذهب إلى ميليشيات وإرهابيين وأشار إلى أن "من يتابع معركة العاصمة سيكتشف أن حجم الأجانب المشاركين بالقتال ضمن مليشيات طرابلس أكبر من عدد الليبيين". وأضاف المساعد السابق لمعمر القذافي وابن عمه "هؤلاء هم من عقدوا الصفات وهم من قتلوا الليبيين ونهبوا مقدرات وثروات البلاد وحولوها إلى مرتع لكافة أشكال الجريمة من تهريب للسلاح والاتجار بالبشر، فضلا عن تحويلها إلى مركز لنشر الإرهاب والفوضى بالمنطقة، وتحديدا لدول الجوار الليبي". وابتعد أقارب القذافي عن الأضواء منذ عام 2011 ومعظمهم خارج البلاد. وينتشر الكثير من أفراد العائلة في أنحاء الشرق الأوسط من مصر إلى سلطنة عمان. وقتل أحد أبناء القذافي خلال الثورة. وتقول وسائل الإعلام الليبية إن بعض الضباط من نظام القذافي عاودوا الظهور للانضمام إلى الصراع الفوضوي من أجل السيطرة على زمام الأمور بالبلاد في السنوات الأخيرة. وحول علاقة خروج سيف الإسلام القذافي باتفاق لدعم أنصاره للجيش أكد قذاف الدم أن "القضاء الليبي برأ سيف الإسلام، وينطبق عليه أيضا قانون العفو"، رافضا "المزايدة حول دوره أو موقفه فيما يتعلق بالمعركة الراهنة لأنها معركة الليبيين جميعا لا شخصا بعينه". وأضاف أن "سيف الإسلام لم يتحدث بالأساس منذ خروجه من الأسر". ولم يظهر سيف الإسلام القذافي إلى العلن منذ أن أعلن عن إطلاق سراحه من سجنه في مدينة الزنتان، جنوب مدينة طرابلس في يونيو/حزيران 2017، حيث كان معتقلا منذ الإطاحة بنظام والده عام 2011. وأعلنت قبائل ليبية محسوبة على نظام القذافي عن مساندتها لسيف الإسلام بعد الإفراج عنه وقالت إنها ستسانده إذا ما ترشح للانتخابات في ليبيا. وكانت القبائل لليبية ترفض أي تدخل أجنبي في الأزمة الليبية اصطف معظمها إلى جانب قوات الجيش. وأوضح المسؤول السياسي لجبهة النضال الليبية أن الدول الغربية التي تقف في صف الجيش الليبي أدركت اليوم أن "المليشيات والعصابات والمتطرفين بطرابلس وداعميهم بالمنطقة باتوا يلعبون لمصالحهم الشخصية فقط. اليوم يجب أن يدرك الجميع أن الصراع في ليبيا أصبح بين جيش وطني وبين عصابات إرهابية". وحول الحل السياسي الذي تدعو له الأمم المتحدة والقوى الغربية أكد قذاف الدم أنه لم يكن يوما قابلا للتطبيق في ظل عدم توازن القوى في ليبيا"، مشيرا إلى "تعليق القتال اليوم يعني بلا شك إعطاء فرصة لميلشيات طرابلس لاستعادة قواهم، كما قد يروجون للأمر على أنه نصر سياسي وعسكري لهم".

مشاركة :