أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل علي حميدان - بالانابة عن راعي الحفل - أن سوق العمل في مملكة البحرين يشهد تطوراً إيجابياً بارزاً، بفضل المسيرة التنموية الشاملة، التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وبفضل الخطط والسياسات والمبادرات الناجحة التي تطلقها الحكومة الرشيدة، برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، والمتابعة الحثيثة من قبل صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر، حيث شكلّت هذه التطورات نقلةً نوعيةً كبيرة، مكنّت سوق العمل من التوسع والنمو، وأسهمت في خلق متغيراتٍ إيجابيةٍ على الصعد الاقتصادية والتشريعية والاجتماعية، الأمر الذي كان له دورٌ كبيرٌ في تعزيز المكاسب العمالية، في ظلّ توفير السياسات الداعمة للقطاع الخاص لكي يقود عجلة الاقتصاد والاستثمار، وإيجاد المزيد من فرص العمل الواعدة.جاء ذلك في احتفال اتحاد نقابات عمال البحربن بيوم العمال العالمي، والذي يوافق الاول من مايو سنويا - بالتزامن مع الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الاتحاد - والذي أقيم تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة صباح امس الاربعاء بفندق كراون بلازا، وتحت شعار «البحرنة والعمل اللائق»، وبحضور نائب راعي الحفل وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل علي حميدان، ووكيل الوزارة صباح الدوسري، والوكلاء المساعدين، والنائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين محمد الكوهجي، والأمين العام لاتحاد نقابات عمال البحرين حسن الحلواجي، والأمناء العامين السابقين للاتحاد، وعدد من ممثلي أطراف العمل الثلاثة، والمجتمع المدني، وعشرات من العمال المكرمين، وممثلي الشركات والمؤسسات والنقابات. وبين - نائب راعي الحفل- حميدان نجاح الحملة الإعلامية المكثفة لتشجيع العاطلين الذين تخلفوا عن التسجيل للمبادرة بالالتحاق بالبرنامج، كاشفا عدد الذين تقدّموا منذ تدشين البرنامج في 25 فبراير الماضي، وحتى نهاية شهر ابريل أكثر من 2000 مواطن، كما نجح البرنامج في استقطاب أكثر من 2300 مواطنٍ، مشيرا الى أن إجمالي عدد الملتحقين من الشريحتين بلغ نحو 4300 عاطل جديد في قوائم الوزارة.وشدد حميدان على أن مبادرات البرنامج الوطنيّ للتوظيف قد ساهمت برفع وتسريع معدلات التوظيف اليوميّة للبحرينيين بنسبة 30% خلال الفترة الماضية، حيث بلغ إجماليّ عدد البحرينيين المتوظفين، منذ إطلاق البرنامج، نحو 3307 متوظفين، سواء من المسجلين الجدد أو من غيرهم. وأشار حميدان الى أن مبادرة البرنامج الوطنيّ للتوظيف، بزيادة رسوم تصاريح العمل للعمالة المرنة والنظام الموازي، قد جعل حساب الكلفة يميل لصالح العمالة الوطنية وزاد من تدفّق الشواغر النوعية، بنسبة 35%، واستلام نحو 4 آلاف شاغرٍ منذ إطلاق البرنامج.وأوضح حميدان أنّ تحسّن وتيرة التوظيف قد ساهم في استيعاب الزيادة في أعداد العاطلين بسبب زيادة معدلات التسجيل، وأدى إلى استقرار معدل البطالة عند 4.6% للربع الأول من هذا العام. وقال - نائب راعي الحفل- «ومثلما حققت مملكة البحرين قفزاتٍ نوعيةٍ في مسيرتها لتطوير سوق العمل، فإنها قادرةٌ على اجتياز التحديات بروح التعاون بين أطراف الإنتاج الثلاثة، مؤكدًا مدّ يد التعاون إلى أصحاب العمل، وذلك عبر غرفة تجارة وصناعة البحرين وهي خير داعم ومساند لاستقرار ونمو سوق العمل. الكوهجي: 159 ألف عامل بحريني في القطاع الخاص بنهاية الربع الثاني من العام الماضي. ومن جانبه، اعتبر نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين محمد الكوهجي أن الاحتفال باليوم العالمي للعمال رمز لتكريم العمل الجاد والمخلص، واعتراف بالدور الحيوي الفعال الذي تلعبه القوى العاملة في بلدنا، والتي حملت على عاتقها بناء وتعمير هذا الوطن لتهيئة السبيل لاجيال المستقبل.واشاد الكوهجي بدور القوى العاملة الوطنية والتي قدمت للبحرين الكثير من الجهد لبناء الوطن وتطوره، مشيرا الى ان تعاون العمال حقق تقدمًا في مسيرة الحقوق العمالية في المملكة. وشدد الكوهجي على ان العمال اصبحوا سادة انفسهم وقادة انتاجهم وحجر الاساس في بناء حياتنا في مختلف مواقع ومجالات ومستويات وقطاعات العمل، بمن فيهم العاملون في القطاع الخاص.وكشف الكوهجي ان اجمالي القوى العاملة الوطنية في القطاع الخاص بنهاية الربع الثاني من العام الماضي نحو 159 ألف عاملا بحرينيا، وفقا لآخر الاحصائيات والبيانات المحلية الصادرة عن هيئة تنظيم سوق العمل. كما تعهد الكوهجي بصفته - نائبا ثانيا لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين – أن الغرفة وممثلي القطاع الخاص واصحاب المال والاعمال ملتزمون بالعمل مع كافة اطراف العملية الانتاجية وذات العلاقة من حكومات وهيئات ومنظمات محلية ودولية واتحادات نقابية، وبدعم توظيف المواطن البحريني، واعتباره الخيار الافضل قي سوق العمل وفقا لما نصت عليه رؤية البحرين الاقتصادية 2030. وأشاد الكوهجي بدور الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في خدمة اطراف الانتاج الثلاثة وحرصه على التنسيق والتواصل والمتابعة فيما يتعلق بالقضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الجميع والدفاع عن حقوق العمال، ومساندتهم طيلة مسيرة الاتحاد. الحلواجي: 21% نسبة العمالة البحرينية من مجموع القوى العاملة في المملكةوبدوره، دعا الامين العام لاتحاد نقابات عمال البحرين حسن الحلواجي - في كلمته بالاحتفال - إلى ضرورة وجود منصة دائمة للحوار الاجتماعي تتمثل في إنشاء المجلس الاقتصادي الاجتماعي للتصدي لكل ملفات التنمية الشاملة، والعمل على تضمين البعد الاجتماعي في السياسة الاقتصادية. وتناول الحلواجي عددا من المحطات من بينها البحرنة والبرنامج الوطني للتوظيف، حيث أشار إلى نسبة العمالة البحرينية وصلت من مجموع القوى العاملة إلى نحو 21 %، معتبرا ذلك أنه أمرٌ مثير للقلق مقارنة بعقود سابقة، حين كانت نسبة البحرنة تمثل معدلا أكبر مما عليه الآن.واكد الحلواجي أن دستور مملكة البحرين ينص على حق العمل للمواطن بوصفه مكفولا من الدولة، مضيفا «علينا ألا ننسى أن البحرينيين كانوا دائما متميزين وذوي كفاءة عالية في القيام بمختلف الوظائف والمهن».واشار الى ان تاريخ البحرين الحديث يشهد أن الأيدي البحرينية العاملة هي التي شيدت الشركات الوطنية الكبرى، مثل بابكو وألبا وأسري ومصنع الحديد، وغيرها من مواقع العمل، فضلا عن أن الأيدي البحرينية الكفؤة كانت وراء ازدهار القطاع المالي وقطاع الاتصالات، وكانت القوى العاملة البحرينية، تمثل عصب اقتصاد الدولة الحديثة في مملكة البحرين.وطالب الحلواجي أن يكون الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين يكون شريكا في البرنامج الوطني للتوظيف لعلاقته الوثيقة بهذا الملف الذي يمثل أهم شواغل الاتحاد العام، وللاطلاع عن كثب على حقيقة نتائج هذا البرنامج وانعكاساته على واقع نسب البطالة في البحرين، ومطالبا بمزيد من الشفافية بما يتيح المعلومات المتعلقة بهذا البرنامج لجميع الشركاء الاجتماعيين. كما تناول الحلواجي مئوية منظمة العمل الدولية منذ 1919 كمنصة دولية تابعة للأمم المتحدة مهتمة بالحوار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي، مع التشديد على بعده الاجتماعي والعمل اللائق والعدالة الاجتماعية. وبين الحلواجي أن الاتحاد العام ينظر بعين إيجابية للتعديلات الثلاثة التي أدخلت على قانون العمل في القطاع الأهلي والمتعلقة بمكافحة العنف والتحرش في موقع العمل، ومنع التمييز بكافة أشكاله في العمل بعد أن كان مقتصرا على الأجر فقط، وشرط تسديد الأجور عبر حساب بنكي للعامل. وفي الوقت الذي نشيد بهذه التعديلات ونقدرها تؤكد وضع الآليات المناسبة لتنفيذها لكي يتلاءم التشريع مع التطبيق، وهذا لا يكون إلا بوجود آليات مراقبة تضمن التطبيق الأمثل، وتتيح لضحايا هذه الانتهاكات الوصول إلى الشكوى والانتصاف طبقا للقانون.المكرمون: رعاية جلالة الملك للحفل تعبير عن مكانة عمال البحرين في نفس جلالتهومن ناحيتها - وفي كلمة بالانابة عن المكرمين- وجهت يسرا حسن من صندوق العمل «تمكين» الشكر إلى راعي الحفل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه، الذي تفضل فشمل حفلنا هذا برعاية كريمة من لدنه، وما ذاك إلا تعبير عن مكانة عمال البحرين في نفس جلالته، وعن دعم جلالته المستمر لتعزيز دور عمال البحرين في التنمية المستدامة من خلال البحرنة والعمل اللائق، وهو شعار الاحتفال بهذا العام.ودعت يسرا حسن الجميع للنظر إلى العامل البحريني والعاملة البحرينية بعين التقدير والإكبار، وألا يتم الاستماع إلى الأصوات التي تقلل من شأن العامل البحريني وانتاجيته وإبداعه، فما نحن إلا أبناء وبنات وأحفاد أولئك البحرينيين الأوائل صناع الدولة الحديثة وبناة مجدها وحضارتها.تكريم 257 عاملة وعاملاً بحرينيًا وفي ختام الحفل، قام نائب راعي الحفل - وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل علي حميدان - بتكريم نحو 257 عاملة وعاملاً بحرينيًا من المجدين، ويمثلون 50 شركة ومنشأة ونقابة.