خبراء مصريون لـ «الاتحاد»: «الإخوان» ذراع «محور الشر» لتمزيق المنطقة العربية

  • 5/2/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رد فعل ربما ظنوه دعاية إعلامية، لكنه كان كاشفاً لمواقفهم الواضحة الداعمة للإرهاب. كان هذا ما فعلته دول تركيا وإيران بالأمس بعدما، كشفوا للعالم وجههم الحقيقي المتخفى خلف دعم جماعة الإخوان الإرهابية لتحقيق مصالحهم وأهدافهم في المنطقة والعالم، عبر اعلانهم رفض التلويح الأميركي بتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي. فقد اصطفت إيران، مرة أخرى، مع تركيا ضد المساعي الأميركية لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية. وانتهز وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وجوده في العاصمة القطرية الدوحة، الداعم الأول للتنظيم الإرهابي، وانتقد الخطوة الأميركية، قائلا «الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية». وأضاف، في تصريحه للصحفيين «نحن نرفض أي محاولة أميركية فيما يتعلق بهذا الأمر... الولايات المتحدة تدعم أكبر إرهابي في المنطقة، وهي إسرائيل». وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من تبني أنقرة نهجاً مماثلاً، فقد قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، إن توجه الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان «منظمة إرهابية» من شأنه أن يعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم، مشدداً على أن القرار الأميركي المحتمل بهذا الشأن «سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، وسيؤدي إلى تقديم الدعم الكامل للعناصر غير الديمقراطية، وهذا أيضا يعتبر أكبر دعم يمكن تقديمه للدعاية لتنظيم داعش». وتابع:«ستكون لهذا نتائج تعزز معاداة الإسلام في أوروبا وأميركا، وتقوي موقف اليمين المتطرف حول العالم». وحذر المسؤول التركي من أن «غلق سبل المشاركة الديمقراطية، وحظر العناصر الديمقراطية، خطوة من شأنها المساعدة في ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية بشكل خفي»!. وكان البيت الأبيض أعلن، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعمل على تصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً أجنبياً، في خطوة من شأنها توجيه ضربة موجعة للجماعة الإرهابية. من جانبه، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية المصرية السابق، إن تركيا وإيران اعتبرتا أن التصريحات الأميركية تهديداً لمصالحهما في المنطقة، منوهاً أن قراراتهما الاعتراضية على التلويح الأميركي لا تدعو للدهشة ويدل على أن تنظيم الإخوان يتمتع بغطاء مالي وسياسي من هذه الدول. وأضاف حسين لـ «الاتحاد» أن إيران تصدر أنها تدافع عن الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكنها في الحقيقة تدافع عن التشدد وليس الديمقراطية، لأنها تعتبر الإخوان الإرهابية هي المدخل التاريخي للدولة المتشددة في العالمين العربي والإسلامى وهو المدخل الذي يخدم الأنظمة الإيرانية والقطرية والتركية. ووصف مساعد وزير الخارجية السابق قطر بأنها «العراب» الأول لجماعات الإسلام السياسي في المنطقة بأكملها، وأنها لا تتحدث عن ديمقراطية ولا حقوق الشعوب، لأن الشعوب انتفضت ضد أنظمة المتطرفين، وهي الآن تبحث لها عن دور في المنطقة عبر استخدامها للجماعات المتشددة المسلحة. وفي الإطار نفسه، قال الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، إنه كان من المتوقع الموقف الرافض لكل من تركيا وايران، لتوجه الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، إلى إدراج الإخوان وكياناتها على قوائم الإرهاب الدولي، لافتاً إلى أن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، من شأنه أن يفرض عقوبات موسعة على مؤسسات وكيانات التنظيم الدولي للإخوان المنتشرة في أكثر من 70 دولة، وتجميد ومصادرة أموال العناصر المحسوبة على الجماعة، وهو ما يضع تركيا وايران وقطر في مأزق كبير نظرا للعلاقات المترابطة والمتشابكة بينهم وبين الإخوان. وأضاف فاروق لـ«الاتحاد» أن قرار الإدراج من شأنه أن يحظر التعامل مع مؤسسات الإخوان وأفرادها، ما يعني أن تطبيق قرار العقوبات سيشمل كلاً من يتعاون معهم، ما يعني أن تركيا وقطر وايران، في مقدمة الدول التي ربما يفرض عليها عقوبات بسبب تعاملها المباشر مع جماعة الإخوان ماليا وتنظيمياً وفكرياً. وأوضح أن تركيا وقطر تحديداً هما الملاذ الآمن حالياً للعناصر الإخوانية الهاربة من مصر ومتورطة في جرائم عنف، في الوقت الذي يعتبر فيه الإخوان الذراع الحقيقي لمحور الشر (تركيا وقطر وايران)، لتمزيق المنطقة العربية، وتحقيق مشروع أردوغان بإقامة الدولة العثمانية الجديدة، تحت مزاعم الخلافة. واستبعد فاروق خروج قرار إدارج الإخوان على قوائم الإرهاب للنور خلال المرحلة الحالية، في ظل وجود لوبي سياسي وإعلامي قوي داخل الإدارة الأميركية يعمل لصالح الإخوان ويعيق تنفيذ القرار، لكن ليس مستبعداً أن يكون هناك إدراج جزيء فقط يشمل إخوان مصر، وليس مختلف فروع التنظيم الدولي، وذلك نتيجة الضغوط التي تمارسها القيادة السياسية المصرية، لاتمام مشروع تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، على غرار إدراج حركات الجناح المسلح للجماعة «حسم» و«لواء الثورة»، على قوائم الإرهاب العام الماضي. من جانبه كشف الباحث الجيوسياسي، عمرو عمار، عن أن إيران تتمتع بعلاقات استراتيجية مع التنظيم الدولي للإخوان الإرهابية، وهي علاقات تاريخية منذ ثورة الخميني 1979 حيث كان تنظيم الإخوان هو حلقة الوصل بين البيت الأبيض والجماعات المتشددة في الشارع بإيران، مضيفا أنه عندما تولى الإخوان حكم مصر كان الإيراني أحمد نجاد أول الرؤساء الذين استقبلهم المعزول محمد مرسي وذهب به إلى الأزهر ومن هناك رفع علامة النصر وهذا أكبر دليل على هذه العلاقات الاستراتيجية، حيث كانت إيران تطمح في تشكيل حرس ثوري مصري كفرع للحرس الثوري الإيراني داخل مصر من خلال مؤسسة الرئاسة إبان حكم مرسي. وأشار عمار إلى انه فيما يخص تركيا فهي كان منوط بها عقب ثورات الربيع العربي أن تدفع وتساعد تنظيم الإخوان الإرهابي للوصول إلى حكم الوطن العربي بالكامل وأن يكونوا الموالي الجدد لتركيا بقيادة أوردغان. وأضاف أن أنقرة هي الأب الروحي لتنظيم الإخوان فإذا فقدت أبوتها التي تتمدد بها في الوطن العربي سوف تعود للتقوقع داخل حدودها، لهذا جاء الإعلان الأميركي بمثابة مسمسار في نعش طموحات رجب طيب أردغان. وأوضح عمار أنه فيما يخص قطر، فهي كانت الحصان الأسود في الربيع العربي، فهي كانت الخزينة التي تمول تنظيم الإخوان الإرهابي أثناء الربيع العربي، ثم فتحت خزائنهم إلى جميع التنظيمات الإرهابية والجهادية المنبثقة من الإخوان في سوريا وليبيا والعراق من أجل تمرير الأجندة الأميركية بتفكيك الجيوش العربية.

مشاركة :