كيف تدير شركات الطيران التعارض بين الأرباح والسلامة؟ «1 من 2»

  • 5/2/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعد الطيران التجاري قطاعا تترتب فيه عن الأخطاء الصغيرة نسبيا عواقب كارثية. ففي حين من الأفضل عدم التفكير في ذلك عند المدرج، لكن من الجيد أن نعلم أن عامل السلامة يأتي على رأس أولويات شركات الطيران. وعلى الرغم من ذلك، يوجد سقف للإنفاق في شركات الطيران، ويتطلب من تلك الشركات إيجاد توازن بين متطلبات السلامة والربحية لتفادي الوقوع في مشكلات مادية. بمعنى آخر، عندما يتعلق الأمر بأمور السلامة، فالمسألة لا تتوقف على "إلى أي مدى نحن بأمان؟"، بقدر ما تتعلق بـ "لأي مدى أمان نستطيع تحمل تكلفته؟". السؤال عن الأمان مقابل الربحية، مثال على تضارب الأهداف التشغيلية التي تواجهها الشركات على الدوام، والقضية التي تناولناها في بحثنا الأخير بعنوان: "الأمان أم الربحية؟ ملاحقة الأهداف المتضاربة" الذي سينشر لاحقا في مجلة Organization Science. تتناول الدراسة مسألة كيف تستطيع شركات الطيران تحقيق التوازن بين الأمان والربحية، ومدى تأثير تلك العوامل في القرارات العالية التكلفة، فيما يجب تغيير أسطول الطائرات عقب وقوع حوادث. تحديث الأسطول، وتغيير الطائرات القديمة أو تلك الأقل أمانا بأخرى جديدة، أو من طراز آخر موثوق به من الأمور الضرورية في شركات الطيران لضمان سلامة عملياتها. مع ذلك، قد يكون تغيير الأسطول أمرا مكلفا وينطوي على بيع الطائرات الحالية بأسعار مخفضة وشراء طائرات جديدة بأسعار عالية، ولا يمكن اتخاذ مثل تلك القرارات من دون إجراء مراجعة دقيقة لميزانية الشركة. قد يبدو بديهيا أن تكون الشركات الأكثر ربحية في موقف أفضل، وعلى الأرجح أن تقوم باستبدال الطائرات الأقل أمانا. لا ينطبق ذلك على أرض الواقع. ففي حين تتقدم الشركات الربحية من جهة السلامة، لكن عندما يتعلق الأمر بتغيير الأسطول عقب الحوادث، كانت الشركات الأقل ربحية هي المبادرة ببيع طائراتها واستبدالها بطرازات أكثر موثوقية. الشركات الأقل ربحية أكثر تفاعلا استخدمنا بيانات موقع www.airfleets.net لتعقب عمليات بيع وشراء الطائرات، تضمنت البيانات سجلات كاملة عن طائرات الركاب بما في ذلك سجلات جميع حوادث الطيران. قمنا بعدها بتقليص نطاق البحث إلى الطائرات التي اعتبرت غير صالحة للطيران. أظهر تحليل تلك الإحصاءات أنه عقب حوادث الطيران، في شركات الطيران التي يكون فيها مستوى الأمان أعلى من المتوسط، بادرت شركات الطيران المنخفضة الربحية إلى زيادة مبيعاتها بنسبة 55 في المائة مقابل 29 في المائة في الشركات الأكثر ربحية. تلعب الربحية دورا حاسما مع ارتفاع معدل الحوادث نسبيا. فعندما قيمنا شركات الطيران التي ينخفض فيها مستوى الأمان عن المعدل، كانت الشركات الأقل ربحية قابلة بنسبة 50 في المائة لبيع طائراتها مقارنة بالشركات العالية الربحية. قمنا أيضا بدراسة حجم التغطية الإعلامية لكل طراز عقب الحوادث، ووجدنا أن العلاقات العامة، رغم أنها لا تكون مؤثرة بحسب معدلات الحوادث، كانت من اعتبارات صناع القرار. وكانت شركات الطيران الأقل ربحية تميل إلى البيع عندما يكون اهتمام وسائل الإعلام بأسطولها غير كبير. بالمختصر، في حين تميل شركات الطيران المنخفضة الأداء إلى تغيير أسطول طائراتها في محاولة منها لرفع مستوى السلامة، فإن الشركات الكبرى ليست كذلك، كونها أقل عرضة للمخاطر وأكثر قدرة على تخطي الفضيحة.. (يتبع).

مشاركة :