تعد هذه النتائج لافتة عند النظر إلى القطاع اليوم، واستجابة شركات الطيران للحوادث المأساوية لطائرة بوينج 737 ماكس. فبعد الحادثتين الكارثيتين، وحظر الطراز في جميع أنحاء العالم، تواجه شركات الطيران قرارا مكلفا حول الخطوة التالية. تعد طائرة بوينج 737 ماكس طرازا جديدا نسبيا، لكنها لاقت قبولا واسعا، ولا سيما من قبل الشركات المنخفضة التكلفة. بحلول شباط (فبراير) 2019 تم تسليم 376 طائرة، وهناك 4636 تحت الطلب. بالفعل بادرت شركة طيران جارودا الإندونيسية، ولايون إير وبعض شركات الطيران الأخرى إلى إلغاء أو مراجعة طلبياتها مع "بوينج". مع ذلك، بالاعتماد على النتائج التي توصلنا إليها، وحقيقة أن شركات الطيران الاقتصادي، التي تشكل بدورها الجزء الأكبر من عملاء "بوينج" طراز 737 ماكس، هي شركات أكثر ربحية من الشركات الأخرى، من غير المرجح أن يلغي عديد من الشركات طلبياتها. أتمت شركة طيران ساوث ويست التي تأتي في صدارة عملاء "بوينج" لطراز 737 ماكس أخيرا عامها الـ 46 كشركة ربحية. ووصلت الأرباح الصافية لـ"ريان إير" في عام 2018 إلى 1.45 مليار دولار، بزيادة مقدارها 10 في المائة عن السنة المالية التي سبقتها. كما نشرت "فلاي دبي" التي تعد ثاني أكبر عملاء الشركة لطراز ماكس، أرباحها منذ 2012. وقد أعلنت في وقت سابق من شهر آذار (مارس) أن الطائرة ستظل جزءا أساسيا من استراتيجيتها المستقبلية، ما يدعم النتائج التي توصلنا إليها. الهدف النهائي هو بقاء الشركة ربما تكون النتائج التي توصلنا إليها خلال الدراسة مفاجئة، إلا أنها تؤكد الفرضية التي تفضي بأنه عندما يكون أداء الشركات أقل من المتوقع "أي أقل ربحية"، يصبح المديرون أكثر حذرا تجاه المخاطر، ويتخذون الإجراءات التي تهدف إلى استمرارية الشركة. لا نعني بذلك أنه يجب على المسافرين الحذرين عدم التعامل مع الشركات الأكثر ربحية والرائدة في القطاع لمصلحة منافساتها الأقل نجاحا. هناك بالفعل مثال جيد أن معدل السلامة في شركات الطيران سينخفض عندما يكون هامش الربحية منخفضا. مع ذلك، يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالبيع والشراء على أعلى المستويات، من قبل أشخاص ملمين جيدا بأمور السلامة والعواقب المترتبة عن الحوادث على الشركة. وقد يظن كبار المديرين أن خفض التكاليف من جوانب أخرى من العمليات التشغيلية قد يؤثر في السلامة، وبالتالي يحاولون التعويض عن تلك الاحتمالية عندما يتخذون القرارات المتعلقة باستبدال الطائرات. في النهاية، توصلت الدراسة إلى أن الجانب المالي وعامل السلامة مهمان عندما ترغب شركات الطيران في اتخاذ قرارات متعلقة باستبدال طرازات معينة عقب وقوع حادث. فالهدف الذي سيكون له تأثير أكبر هو ذلك الذي سيعد أكثر أهمية لبقاء الشركة.