كُن مِنّهُم! ولا تكُن مِنْهُم!

  • 5/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كُنمِنّهُم! ولاتكُنمِنْهُم!خالدالجاسر أقبلوا عليه من الآن، فإنه يحب الفرحين به، فقد كان عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- يستقبلُ رمضانَ بقوله مرحبًا بمُطهِّرِ ذنوبنا، فليس شهرنا إلا تقويماً ربانياً لتعاليم الأُمة، كيف تتسع روح الجوار وتمتد، حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي، وتظهر فضيلة الإخلاص مُستعلنة للجميع، ويُهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المُخلصة المُحبة؛ وكأنما رمضان هو إطلاق روح الأمة الواحدة في أُسرة بيت عامر..فمع إشراقة أول يوم منه، تعود السرور إلى القلوب، وتعود البركات والخيرات بعود 720 ساعة منه، لكثرة عوائد الله تعالى فيه على خلقه، بأن بلغهم ساعاته -أتمها الله عليهم بنعمة وغفران -، يخرجون فيه كيوم ولدتهم أمهاتهم، وبرهانا على ما في قلوبهم من محبته وشكره.ففي ثوانيه ولحظاته أكثر من معنى للنفوس بالفرح، ففيه مهارة تربوية لا يأنسها الإنسان المحروم الذي لا يعرف كيف يفرح أو يبتسم، ولا تأنسها أمة غيرنا، فالنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم -كان يحمل هموم الأمة، وكان جادًا ومع ذلك كان أكثر الناس تبسمًا وسعادة وتفاؤلًا بشهر كان يُعد له العدة قبل قدومه بمدة.فلماذا يعز علينا إذا لم نكن سعداء فعلى الأقل أن نُسعد من حولنا ولو بكلمة أو بسمة عذبة ولو مُجاملة؟!… لماذا لا نتصنع السعادة لأجل أن يعيشُها حقيقة من هم حولنا؟.. ولنتجمع حول أبناء وبيوت شهدائنا ومصابي الوطن من جنودنا الأبطال…. أن نتجمع كعائلة ونبادل أبنائهم أرواح رمضان لرفع العبء عن كاهل فقير أو محتاج أو محروم، ونُنسيهم البُعد والحرمان منهم… ولا ننسى اليتامى ومن حولنا من المُقيمين وأبناء السبيل ممن يقومون بخدمتنا، بنية الصدقة والإحسان ونيل الأجر والثواب.نظرة: كُنْ ممَّن يدخل بابَ الرَّيَّان!، وكُنْ ممَّن يُغْفَر له ما تقدَّم من ذنبه!، وكُنْ ممَّن يُصلِّي الله والملائكة عليه!، وكُنْ ممَّن صام الدَّهر على الطريقة الصحيحة!، وكُنْ ممَّن يُضاعَف صيامه!، كُنْ ممَّن يعمل عملاً لا مِثْل له!، وكُنْ ممَّن يفرح مرَّتَيْن لا مرَّة واحدة!، وكُنْ ممَّن لا يظمأ أبدًا!، وكُنْ ممَّن يَجعل له وقايةً منَ النَّار!، وكُنْ ممَّن يتخلَّق بأخلاق النبوَّة!، وكُنْ ممَّن يُظهِر الدِّين!، وكُنْ ممَّن يعمل عملاً لا يعلم جزاءه إلا الله!، ولا يكن صيامك كصيام أهل الكتاب!، ولا تكُنْ ممَّن يٌحْرَم العتق من النار ويُحْرَم الدعوة المستجابة!، ولا تكُنْ ممَّن يترك مكفِّرات الذُّنوب!، ولا تكُنْ ممَّن يُبْعِده الله فيدخل النار!، ولا تكن ممَّن يُحْرَم الحج مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم!، ولا تكن ممّن يُحْرَمِ البركة!، ولا تكن ممّن يعلَّق بعراقيبه، وتشقَّق أشداقُه!.وقفة: إن رمضان مدرسة تربوية واجتماعية عظيمة، وصفها الأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي بكتابه (وحي القلم) قائلا: (وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة)، وكل عام وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وشعبنا السعودي وأمتينا الإسلامية والعربية بخير ويُمن وبركات، وحفظ الله الوطن وحماته، ومن قام على خدمة بيته الكريم، وأعاد حجيج بيته لأوطانهم سالمين فائزين…

مشاركة :