قيل: إن هناك رجلًا سلك مفازة «أى صحراء» فيها خوفا من السباع، وكان الرجل خبيرا بتلك الأرض وخوفها، فلما سار غير بعيد اعترضه ذئب من أحد الذئاب وأضرارها؛ فلما رأى الرجل أن الذئب قاصد نحوه خاف منه، ونظر يمينًا وشمالًا ليجد موضعًا يتحرز فيه من الذئب فلم ير إلا قرية خلف واد؛ ورأى الذئب قد أدركه، فألقى نفسه فى الماء، وهو لا يحسن السباحة.كاد الرجل يغرق، لولا أن بصر به قوم من أهل القرية؛ فتواقعوا لإخراجه فأخرجوه، وقد أشرف على الهلاك؛ فلما حصل الرجل عندهم وأمن على نفسه من عائلة الذئب رأى على عدوة الوادى «أى جانب الوادي» بيتًا مفردًا؛ فقال: «أدخل هذا البيت فأستريح فيه»، فلما دخله وجد جماعة من اللصوص قد قطعوا الطريق على رجل من التجار، وهم يقتسمون ماله، ويريدون قتله؛ فلما رأى الرجل ذلك خاف على نفسه ومضى نحو القرية، فأسند ظهره إلى حائط من حيطانها ليستريح مما حل به من الهول والإعياء، إذ سقط الحائط عليه فمات.وتبين هذه القصة أن الإنسان إذا انقضت مدته وحانت منيته فهو وإن اجتهد فى التوقى والحذر من الأمور التى يخاف فيها على نفسه فيها من الهلاك لم يغن ذلك عنه شيئًا؛ وربما عاد اجتهاده فى توقيه وحذره وبالًا عليه فلا مفر من القدر.
مشاركة :