ماذا حدث لكم يا قوم؟

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير. في كل عام نتكلم ونقول لماذا غيرتم أجمل عادات رمضان؟ لماذا أصبح رمضان شهر الخسائر والمظاهر المسرفة؟ لماذا أصبحنا نفكر في رمضان بأنه شهر (المفوشر) والجلابيات الغالية والتفنن في تزيين الغبقات بأطيب أنواع الأكل والمشروبات والإكسسوارات المنزلية والأفكار العجيبة الغريبة في توزيعات القرقاعون بأغلى الأثمان والأسعار؟ لماذا أصبح كثير من العوائل يدخل جمعيات ويستدين القروض لتلبية مظاهر (الفشار)؟ لماذا ابتعدنا كليا عن الروحانيات ونسينا تماما أن شهر رمضان كريم لأنه بعيد تماما عن ملذات ومظاهر الحياة، بل هو مليء بالتعبد والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى؟ ماذا حدث لكم يا قوم؟ أنتم تمرون بمرحلة اقتصادية صعبة، والمفروض أنكم تفكرون في كيفية الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر؛ فالأيام المقبلة ستكون أسوأ من الأيام التي مضت! رفع الدعم عن البترول واللحم ودفعكم للضريبة المضافة قد تكون بدايةً لمرحلة أصعب، وأنتن أيها النساء كل تفكيركن في طلب الجلابيات على الإنستغرام بأعلى الأسعار والأثمان مع أن خزانة ملابسكن تئن وتصرخ وتبكي من تكدس الجلابيات التي اشتريتنها في العام السابق والذي سبقه ولم تلبسنها إلا مرة أو مرتين (ليش الفِسَق ما مرة)، وبالرغم من أنكن تعلمن جيدا أن أسعار الجلابيات تكون أرخص بكثير قبل رمضان بشهور فإن الكسل وعدم المبالاة يجعلكن فريسات سهلات للطمع والجشع. الهبة الجديدة بعد توزيعات القرقاعون التي انتشرت في السنوات الماضية والتي أصبحت تكلف العائلة أكثر من مئات الدنانير هي توفير غبقات جاهزة للمحبات للمظاهر الكاذبة بالأكلات الشعبية والزينة والعصائر المنوعة والملونة في البيت أو في أي مطعم مع توفير عاملات للمساعدة. يا ناس يا بنات (اشصاير فيكم استخفيتوا مرة وحدة خلاص؟) كباب رمضان ومقليات وصالونة وهريس ومضروبة وعصاير معظمها حليب وفيها نكهات بألوان مضافة نسويها في البيت بأقل من دينار وفيمتو فهل يسوى أن تدفعوا فيها مئات الدنانير؟!! بيوتنا أصبحت مليئة بالزينة الجميلة التي تتفنن سيدة البيت في اقتنائها (وأنا بصراحة لست ضدها إذا كانت في حدود المعقول)، اللمبات نشتريها مرة واحدة ونزين فيها كل سنة، ما في داعي كل عام نشتري الجديد ونرمي القديم وإلا فسندخل في الإسراف اللامعقول، نستطيع بكل سهول وتفكير عاقل أن نشارك في المظاهر الجديدة من دون مغالاة وإسراف، ولكن أن نجعل المظاهر تسيطر علينا إلى هذه الدرجة فهذا حرام. لقد قلبتم موازين رمضان فأصبح شهر الإسراف في كل شيء إلا العبادة، فحرام عليكم أنفسكم وميزانيتكم. أعلم أن الكل بغير استثناء سيوافقني على كلامي وسيقول: (أي والله السالفة مصخت)، ولكنني متأكدة مليونا في المائة أن نسبة قليلة لا تتعدى الـ30% فقط منكم هي التي ستطبق كلامي وتبتعد عن هذه التصرفات المسرفة التي أصبحت كالسوس تنخر في جدار عاداتنا وتقاليدنا والله يستر على الجيل القادم.

مشاركة :