يلتقي قراء موقع قناة الغد، يوميًا، طوال شهر رمضان، مع حلقاتٍ مسلسلة تتضمن تفاصيلَ حول «أشياؤهم في القرآن الكريم»، يعدّها الإعلامي المصري والباحث الإسلامي محمد أحمد عابدين.(5) ناقة صالح وعناد قومه تتميز معجزات النبي صالح، عليه السلام، بأمرين شديدي الأهمية، الأول إثبات إعجاز الحق، سبحانه وتعالى، والثاني مدى الاستطالة في العناد من بعض العباد. القراءةُ المتأنية لقصة الناقة وقوم ثمود وإصرار نبي الله صالح، عليه السلام، على مواصلة الدعوة إلى عبادة الله الواحد الأحد، تكشف عن عددٍ من الأمور: أولها: اغترار الإنسان بذاته وإنجازاته وشعوره بالأمان في حماية الذات، التي تحمل بذور فناء الإنسان أحيانا، فقد كانت قبيلة ثمود تمتلك الإنجاز على الأرض والقوة في الجسد والغنى في الخزائن، ومع ذلك لم يحمِها نعيمُها وترفُها، حيث أصبحت النعمة نقمة والترف تلفًا. وثانيها: أن الفطرة الطيبة تجعل صاحبها يؤمن بعد الدعوة والمراجعة العقلية. وثالثها، أن تعدد الفرص للنجاة يغري أحيانا بعضَ الناسِ بالتمادي في جبروتهم. وخلاصة قصة الناقة ومعها الصخرة، أن نبي الله صالح، عليه السلام، دعا ثمودا قومه فآمن البعض وكفر كثيرون، وطلب هؤلاء آيةَ نبوةٍ وحددوها بأنفسهم، وهي ناقة تخرج من صخرة، فخرجت الناقة بالمواصفات التي طلبوها، وأخبرهم بأن ماءَهم سيكون قسمةً مع الناقة تشرب يوما ويشربون يوما، ويتركونها ترعى وتشرب في أمان، لكن -للأسف- قام رهط منهم بقتلها، فتوعدهم صالح بالعذاب. وكانت هناك عدة فرص متاحة للنجاة من العذاب، أولها ظهور الناقة، ثانيها ظهورها بالمواصفات المطلوبة، ثالثها شرب الناقة الماء بكمية تساوي كمية ما يشرب القوم حسب الوعد الإلهي. وأخيرا فرصة الأيام الثلاثة السابقة على العذاب، وهكذا يورد المعاندون أنفسهم موارد التهلكة.
مشاركة :