والت ويتمان.. فأر تجارب

  • 5/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز ربما يكون الشاعر والت ويتمان 1819- 1892 هو الأكثر حظاً بين الشعراء الأمريكيين وحتى الغربيين الأوروبيين، عموماً في النقل إلى العربية، وقد يعود ذلك إلى الموقع الريادي الذي يحتله «ويتمان» في الثقافة الشعرية الأمريكية، فضلاً عن الأثر الذي تركه في الشعراء التالين له، فضلاً عن شخصيته السياسية المؤثرة أيضاً في الثقافة الأمريكية، ورفضه المبدئي لأشكال التعصب والعنصرية العرقية والثقافية. ولكن المهم هنا هو «والت ويتمان» الذي أسميه في هذه المادة «فأر تجارب المترجمين العرب»، إن جاز هذا الوصف، فهو أكثر شاعر أمريكي نقل إلى العربية، وأكثر شاعر مثل في المشغل الترجماني العربي، ربما بعد شكسبير، وأمامي الآن سبع ترجمات لوالت ويتمان أتركها للقارئ على نحو مكثف وله الحق في من يصدّق، وفي من يتذوّق.. ولكن قبل الدخول إلى متاهات الترجمة العربية لهذا الشاعر الريادي العالمي.. من حق القارئ أن يتساءل.. وبسرعة.. أإلى هذا الحدّ ترامت أطراف سوق الترجمة حتى يمكن القول إن الترجمة أصبحت عمل من لا عمل له ؟؟ وبخاصة في الشعر، فانظر في هذه النماذج السبعة واحكم بنفسك: 1- رفعت سلاّم يترجم ويتمان بهذه القابلية الثقافية والإبداعية له، وعلى هذا النحو في قصيدة بعنوان «سلاماً إلى العالم».. «.. ماذا تسمع يا والت ويتمان؟.. /‏.. أسمع العامل يغني، وزوجة الفلاح تغني../‏ .. أسمع عن بُعد أصوات الأطفال والحيوانات في الصباح الباكر. 2- رولا سرحان تترجم ويتمان على هذا النحو.. : .. قطرات تقطر تترك عروقي الزرقاء../‏ .. يا قطرات مني، هزيلة، قطرات بطيئة.. صريحة تسقط مني. 3- د. ماهر البطوطي يترجم على هذا النحو: أي فتى المروج أسمر الوجه.. /‏.. أي فتى المروج الذي لوّحت الشمس وجهه..». 4- شريف بقنة يترجم ويتمان هكذا.. «.. طفل قال لي ما هو العشب../‏ ..كان يحمله إليّ بكلتا يديه../‏ .. كيف يمكن أن أجيب الطفل. 5- أمال نوار ترجمت ويتمان على هذا النحو: أعلمُ أني شديد القلق.. /‏.. وأحمل الآخرين على ذلك.. /‏.. أعلم أن كلماتي أسلحة، معبّأة خطراً.. /‏.. معبّأة موتاً..». 6- د. بهجت عباس ترجم ويتمان على هذا النحو: آه يا قبطان، يا قبطاني، انهض واسمع الأجراس، انهض - لك تُنَكّسُ الراية.. لك يرتعش صوت البوق. 7- سالم إلياس مدالو، ترجم ويتمان هكذا: وداعاً هواي، مع السلامة رفيقتي، وحبيبتي العزيزة، ذاهب أنا ولكن لست أدري إلى أين؟ وأنا لست أدري أية ترجمة تليق بشاعر في حجم والت ويتمان. yabolouz@gmail.com

مشاركة :