عشب «والت ويتمان» هل يخضرُّ في الخرطوم؟

  • 8/6/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عصام أبوالقاسم (الشارقة) يحاول مبدعون شباب في الخرطوم مقاومة حالة الركود التي تعم المشهد الثقافي بابتكار مبادرات ومشاريع مستقلة لتشجيع القراءة ونشر الكتب واجتراح المنابر التي تقدم الأصوات الجديدة وتحتفي بنتاجها الواعدة، وقد تزايدت هذه الموجة على نحو ملفت في السنوات الخمس الأخيرة وبخاصة في المجال الشعري وأثارت أصداء متباينة في الوسط الثقافي المحلي. آخر هذه المبادرات، تمثل في نداء أصدره منذ أيام الشاعر الشاب مأمون التلب، ودعا من خلاله الشعراء إلى تقديم نصوصهم وأشعارهم في الهواء الطلق وارتجال القراءات في الساحات العمومية حتى يغالبوا بذلك الواقع الثقافي المفتقر للمنابر والمناسبات الشعرية. يقول التلب في بيان نشره على صفحته على فيسبوك انه كان فكّر في توزيع منشورات وملصقات شعرية في أنحاء مختلفة من المدن الثلاث للعاصمة السودانية، على أن «تكون قصيرة ولكن ذات قدرةٍ على إثارة التأمّل»، بيد أن خطوة كهذه قد تحفها المخاطر إذ قد تتراءى كلعبة سياسية، كما لمح إلى ذلك الشاعر الشاب نفسه، مشيراً إلى أن «.. النصوص ذات الطابع السياسي تستثير الناس بكل تأكيد، وتصنع صورة (الشاعر الشجاع/البطل)»، وبصراحة لقد فترنا من هذه الصورة الفاترة، فبتلك الصورة يخدم الشاعر حركة أخرى مكّارة، سلبته قيمته واعتداده بخياله». ويقدّم التلب لبيانه بمقاطع من مقدمة والت ويتمان (1819/1892) في ديوان «أوراق العشب»، التي يتكلم فيها الشاعر الأمريكي عما يجب أن يشغل الشاعر من موضوعات، فيذكر: «على الشاعر ألا ينفق وقته في عمل لا لزوم له. عليه أن يعلم أن الأرض دائماً محروثة مسمّدة له... قد لا يعلم ذلك الآخرون، أمّا هو، فعليه أن يعلم. عليه أن يزّج بنفسه في عملية الخلق مباشرةً. وثقته ستتفوّق على ثقة كلّ ما يلمسه... وتستحوذ على كلّ صلة..». ولم يتأخر التلب في تنفيذ مبادرته، ففي نهاية يوليو الماضي قرأ في ساحة «آتنيه» وسط الخرطوم، قصيدة للشاعرة نجلاء التوم وأخرى له إضافة إلى مقدمة ويتمان وسط حضور وتجاوب من العديد من شعراء وكتّاب تلك الساحة المفتوحة. ... المزيد

مشاركة :