شهر رمضان، شهر الخير والبركة ينتظره الجميع من العام للعام وله طبيعة خاصة، وعادات تختلف تلك من مكان لآخر ومن منطقة لأخرى، ففي جنوب البحر الأحمر يتميز بطبيعة خاصة نظرا لطبيعة بعض المناطق الجبلية التى تتميز بالبداوة وهى أماكن بمثلث حلايب وشلاتين، حيث توجد قبائل العبابدة والبشارية احتفظ أهالي تلك المناطق الاكلات الرمضانية على موائدهم فى شهر رمضان.يقول أبو الحسن صالح، من أبناء العبابدة، ويعمل ريس بحرى، إن هناك وجبة يحرص عليها سكان المناطق القريبة من البحر، والتى تعتمد فى وجباتها على الأسماك، فهناك أكلة تسمى "الغمسة" وهى أشبه بشربة السمك، حيث يضاف إليها بعض التوابل التى تتميز بها تلك المنطقة ويدفن السمك داخل الأرز.فيما يقول أحمد جاد الله، من أبناء قبائل العبابدة: "لا تخلو مائدة من موائد أهالي الجنوب من "القبوري"، وهو عبارة عن خبز مدفون في الرمال تحت الجمر والفحم المشتعل تبدأ عملية صناعته من عجن الدقيق بالماء وإضافة القليل من الملح إليه، ثم تفرد قطعة العجين على الرمال الساخنة، وتدفن بالجمر، ومنها جاءت تسميته بالقبوري (دفن الشيء وقبره) بحفرة مليئة بالأخشاب تسمى "الموقدة" لمدة ٢٠ دقيقة، ثم يتم تقليب الفطيرة، لتسويتها، وتقديمها ساخنة وارتفاع حرارة النار تعزله عن الرمال فيخرج بعد السواء بدون أي شوائب إلا القليل والتي يتم استخلاصها منه بسهولة، فهى كما يطلق عليها البعض بيتزا العبابدة وهي من الوجبات الخاصة بقبيلة العبابدة، وتعتبر بمفردها زاد للمسافر حتى بدون طعام في هذه الصحراء، تنتشر القبوري في كامل صحراء مصر الشرقية، وتعد طريقة إعداده بديلا عن فكرة الأفران المنعدمة في هذه المناطق".وأضاف أن هناك أكلة تقدم على السحور وهى "العصيدة" والتى تقدم على السحور لأنها تساعد فى تحمل الجوع والعطش، خاصة فى تلك المناطق فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتصنع من الدقيق المخلوط مع الماء ويسخن على النار ثم يضاف له العسل بعد تبريده.
مشاركة :