صلاح يوسف الدهش حينما تَنْتابني حالات من الشعور المعينة، مهما كانت هَمّاً وإكتئاباً أو سعادةً وفرحاً أو عشقاً .. أو غيرها من امور الدنيا، تتجمّع في عقلي وذاتي ووجداني كلمات وتعابير أرى أني بحاجة لنُطقِها بإعتبارها وسيلة تعبير عن خلجات الذات للتخلّص من المشاعر، السلبية خاصة، التي تتملكني. فإن لم أجد المكان والوقت والمُناسَبة، تراني ألجأ أحياناً الى كتابتها على شكل خاطرة على قصاصةِ ورقٍ أو في كراستي الخاصة (قبل أن أنساها كما في أغلب الأحيان). وهنا أرى في كتابتها من المُتعة ما لا يحسُّ بها ويفقهها إلّا من مارسها. أمّا قِراءَتها فتُعَدُّ الوجه الآخر للكتابة كونها تمثّل مرحلة تلَقّي الخاطرة المكتوبة من قِبَل القارئ، لتليها تفاعلاته بالتأثر والإحساس إيجاباً أو سلباً. ومن بين الخواطر اللواتي دوّنتها مؤخَّراً في كرّاستي أختار لكم منها ما يأتي: من الأخطاء التي يتعايش معها معظم الناس هي أنّهم يتفاعلون مع الأحزان والآلام بكل مشاعرهم وأحاسيسهم، لكنّهم لا يتفاعلون مع الأفراح والمسرّات إلّا بمرور سريع عابر دون الإستمتاع الكافِ بها. الأمل والإرادة، عنوان ليس كأي عنوان ! أرى فيه إستمرار مسيرة الحياة بكل ما فيها من صِعاب وعثرات وسوء طالعٍ و .. و ..الخ ، ولا أرى أن هناك وجود لحالة المُطْلَق لما تكون فيها حياة أي إنسان (سعادة كانت أو تعاسة) لأن تعريف كل من الحالتين مختلفٌ، معتمداً على ما ينظر إليه أيّ شخص بأحاسيسه الداخلية وآماله فيما يريد أن يبني عليها نمط حياته من خلال تحقيق رغباته بسرعة وبأقلِّ عناءٍ أو عطاء… القلوب الرحيمة، هناك اُناس يحملون قلوباً طيبةً حنينةً تُلَملِمُ جراحات الآخرين وتداويها وهي في أوجِّ آلامها وجراحاتها، تبتسم لتفرحهم وهي تتألّم بقسوة فائقة، تَشِدُّ من عَزْمِهم وعزيمتهم وهي في أعَزُّ هوانها وضُعْفِها، تُعطي بسخاءٍ لهم وهي في أمسُّ الحاجة، تَجمع شمل الآخرين فيما بينهم وهي تعيش وحيدة مشتتة … و.. و.. . فهنيئاً لمن يملك هكذا قلبٌ نابضٌ بالإيمان والإنسانية وهنيئاً لمن يهنأ بها من الأحباب والأهل والأصحاب. ليس كل من يبتسم بوجه الآخرين يعني أنّه بخير وسعادة، فذوي القلوب الطيّبة من البشر غالباً ما تكون إبتساماتهم غطاءً لكثير من الآلام والأوجاع بداخلهم… فمن الجميل جداً أن تكون الإبتسامة على وجوهِنا أمام الآخرين وآلامُنا تُمزّق القلب والأحشاء من الداخل. الإيثار: من المؤلم جداً أن نكون مُبدعين في إسعاد الآخرين من حولنا بينما نكون عاجزين عن إسعاد أنفسنا… نعم، إنّه الإيثار لكنّه مُبالغٌ فيه بعض الشيء، لأن لأنفسنا حقوق علينا فلنسعدها ما إستطعنا كي نتمكّن من إسعاد الآخرين كذلك …. وفي سياق متّصل، يُقال: ” أنّ فاقد الشيء لا يُعطيه “ لكنّي لا أرى ذلك دائماً صحيحاً، حيث أجد نفسي في إعطاء المحبّة والوفاء إيثاراً للكثير مِمَّن أعرفهم، أو حتى مَن لا أعرفهم، ولا ألمسها إلّا لدي النادر جداً منهم.كل إنسان، وبأي مرحلة من حياته، قد يكون بحاجة لمن يسانده ويمسك بيده ويضمّه الى صدره منادياً كفاك أحزاناً لأنها تُؤذيني جداً كما تؤذيك أنت، بل ربّما أكثر. فمن المؤلم جداً أن يتحمّل الإنسان هموماً ليست مناسبة لمرحلته العُمُرية في الأوقات التي يُفترض أن يعيش خلالها سعيداً … حينما أصل مرحلة البكاء من أجل من أحْبَبْت فإنّ ذلك يعني أنّ الأوجاع في قلبي قد تخطّت كل الحدود… الإنسان ذو القلب الطيّب ليس غبيّاً، لكنّه يُبدعُ في الإسْتِغباء، ويُعَظِّم نفسه بالتغافل، حتى لا يخسر اُناساً أحَبّهم ويمثّلون الشيء الكثير والمهم في حياته … قد يكون الإبتعاد عن الآخرين قاتلاً لذاتي، إلّا أنّه يبقى أفضل من القرب الخالِ من التقدير والإحترام الحقيقيَّين. ” حينما تشعر أنّ تقديرك ومكانتك قد إنتهت صلاحيتهما لدى الآخرين، فمن الأفضل أن تُلَمْلِم ما تبقّى من كرامتك وترحل “ …
مشاركة :