كنوز باقية|| مسرح سيد درويش.. رحلة قرداحي في بنائه

  • 5/16/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.يحسب لرجل الأعمال اللبنانى جورج قرداحى بناء مسرح سيد درويش فى الإسكندرية عام ١٩٢١، بالقرب من مسرح زيزينيا فى طريق الحرية بالإسكندرية، واستأجر الأرض المجاورة من اليونانى الثرى مونفراتو، وأقيم عليها عمارة ضخمة تطل على طريق الحرية، وقبل إنشائه أرسل قرداحى مهندس الإنشاءات، مسيو بارك إلى فرنسا لإحضار تصميمات المسرح، مع مراعاة أن يكون التصميم الداخلى للمسرح مشابها لأوبرا باريس، إضافة إلى اتساع المنصة لكى يتاح لها تقديم عروض الأوبرا الضخمة، وكلف شركة رولان الفرنسية للمقاولات بتنفيذ إنشاء هذا المسرح، وعلى الفور قام المهندس شامبيون بتنفيذ ديكوراته، وتجهيز صالة المسرح بالأثاث الفخم إلى جانب الكراسى القطنية، وقد أحضرت معدات الصوت، والإضاءة والعرض السينمائى من باريس.افتتح هذا المسرح الذى يطلق عليه مسرح وسينما محمد على فى ٢٩ أبريل ١٩٢٢، وظل نشاطه يعتمد على الأفلام السينمائية، تتخللها عروض لفرق المسرح والأوبرا الأجنبية، والفرق المصرية، هذا وقد طلبت أسرة قرداحى من بلدية الإسكندرية فى ١٩٢٥، اعتبار مسرح وسينما محمد على مسرحا رسميا لمدينة الإسكندرية فى ١٩٢٧، وعرض عليه أول فيلم عربى تحت عنوان «ليلي»، إلى أن جاءت وزارة الثقافة والإرشاد بالاستيلاء على المسرح فى ١٩٦٤، وتم تخصيصه إلى تقديم العروض المسرحية والموسيقية دون السينمائية وأطلق عليه منذ ذلك الوقت إلى اسم الفنان السكندرى سيد درويش.مثل على هذا المسرح مجموعة من الفرق الأجنبية والعربية من بينها فرقة الأوبرا الايطالية، وعلى رأسها الموسيقار ماسكانى فى ١٩٢٥، مادلين سوريا فى ١٩٢٧، وفرقة الموسيقى والغناء الزنجية، فرقة عرائس الصين، وفرقة الباليه الدرامى اليونانية، وفرقة أرمينيا للفنون الشعبية ١٩٧٠، أوبرا برلين ١٩٧٢، فرقة فليكس بلاسكا، فرقة رويال شكسبير، الفرقة الهندية للفنون الشعبية، والفرقة القومية التشيكية، والفرقة النحاسية الألبانية، باليه رومانيا المعهد القومى للموسيقى بفرانكفورت، أحد عمالقة الجيتار الأمريكية، الأوركسترا الفرنسية، وغيرها من الفرق الأجنبية التى قدمت أعمالها على خشباته.أما الفرق المصرية التى قدمت عروضها على هذا المسرحى فهى المسرح القومى والتى ظلت تقدم مواسمها المسرحية بداية من نشأته فى ١٩٢٥ حتى أواخر الخمسينيات، وفرقة الريحاني، إضافة إلى فرق التليفزيون المسرحية، وأخذت فرقة المسرح القومى السكندرى تقديم مجموعة متميزة من العروض المسرحية منذ نشأتها فى ١٩٦٨ من بينها «المرجيحة» فى ١٩٨٦، «حكايات شاركان فى بيت زارا»، أوبريت «شهر زاد» فى ١٩٦٩، «الحارس الخصوصي» فى ١٩٧١، «الدنيا» رواية هزلية فى ١٩٧٢، وفرقة عرائس شكوكو، فرقة تحية كاريوكا، فرقة ثلاثى أضواء المسرح، فرقة محمد رضا، فرقة نجوى سالم، وفرقة السيد بدير، فرقة محمد نجم، ستوديو ٨٠ محمد صبحي، وفرق الثقافة الجماهيرية، والجامعات، والشركات وغيرها من الفرق التى قدمت مواسم مسرحية ناجحة، كما افتتح فى إحدى قاعات مسرح سيد درويش المسرح المتجول بالقاهرة فى ١٩٨٤ مسرحا للفرقة على غرار مسرح الفرقة بالقاهرة، وذلك لتقديم العروض المسرحية التجريبية، إلى جانب الندوات والمحاضرات.ولا يزال هذا المسرح واحدا من أعرق المسارح المصرية التى تتميز بتصميمها ذات الطراز المعمارى الذى ينتمى إلى مسارح القرن التاسع عشر، أما عمارته الخارجية فهى تتخذ نفس النسق بالعمارة الرومانية، ويصلح لتقديم العروض المسرحية على خشبته، وذلك بعد تزويده بمعدات الصوت الحديثة والإضاءة وغيرها لمواكبة العصر الحديث.

مشاركة :