مع اقتراب نهاية الموسم الكروي المصري لهذا العام ، وكالعادة يدخل التحكيم المصري مرحلته الحرجه في ظل التنافس القائم بين فرق القمة ، والصراع الغريب والدائر بين فرق القاع في أصعب نسخة من دوري كرة القدم المصري منذ نشأته ،وفي ظل إنتقادات كثيرة ومحقة يتم توجيها للتحكيم المصري قضاة الملاعب والضلع الأهم في نجاح المنظومة الرياضية بسبب أخطاء كثيرة ، ومؤثرة في أغلب المباريات . خاصة أن قراراتهم مصيرية داخل البساط الأخضر والتي بها ترفع من روح وعزيمة أندية للإستمرار في المنافسات على القمة، وقد تظلم أخرى من فرق تصارع وتقاتل من أجل نقطة البقاء ، بل وتحبطهم من قتل الأمل و زرع اليأس بداخلهم بسبب صافرة مستهترة وغير محسوبة جيدًا من تحري للدقة وأسلوب وطريقة أداء مهزوز بداخلهم.وليس المقصود هنا التشكيك أو السير في طريق الإحباط بحكامنا ، بل الثقة كاملة في نزاهة وإخلاص شخص الحكم ، وحرصهم الكامل على إحترام مهنتهم ، ولكن التدني الزائد للمستوى الأدائي للحكام حاليًا ينبئ بوجود صدام وأزمة وشيكة في الوسط الرياضي إن لم يتم تداركها ، وهي نتاج طبيعي ومتكرر لتراكمات كثيرة ومعقدة منذ سنوات من جهل بتطبيق القانون وتسرع في أداء باهت وعقيم قد يكون مورث بين الحكام ومنظومتهم منذ زمن، وإتخاذ قرارات وصافرات مصيرية تصل للكيل بمكيالين غالبًا و المجاملة لصاحب الأرض صاحب الشعبية والجماهيرية .إهتزاز وتخبط ، إصرار وتعنت نتيجته مشتركة بين الجميع بداية من صاحب الدار و عين القرار داخل اتحاد الكرة بيت التحكيم المصري وهو لجنة الحكام وهي المسؤل الأول من أسلوب إداري ضعيف ، وسياسات خاطئة ، وقلة المتابعة الجيدة للعمل بدقة داخل اللجنة، وعدم التفرغ لمهام عملهم نتيجة الإنشغال بسفريات وتحليلات إعلامية ،والدخول في مهاترات ومناوشات مع مسؤلي الأندية ، والإنشغال بالرد على كل من ينتقدهم والدخول بالحكام إلي دائرة التشتيت والشد العصبي الواضح على توجهات اللجنة لحكامها وشحنهم تجاه بعض الأندية وجماهيرها وصل أحيانًا لمرحلة الصدام والتخبط داخل وخارج لجنة الحكام.وظهر ذلك بوضوح في تصريحات رئيس لجنة الحكام الكابتن عصام عبدالفتاح مؤخرًا بشأن أزمة حكمي لقائي الأهلي وسموحة ، والزمالك والداخلية.حيث ظهر في كلامه التسرع والتوتر اللفظي الواضح و التربص والإنشغال بما يقال ومن يقول ، متوعدًا بعدم السكوت وإنتهى زمن الصمت على حد قوله . وهذه العبارات للأسف تنقص من رصيد القائد وسط أبنائه الحكام ويهز ثقتهم وتجعل من التربص والتخوف عنوانًا لكل صافراتهم في محاولة منهم السيطرة دون تعمق في رد الفعل الدائر حولهم، و هنا يشعر الجميع في الوسط الرياضي بوجود خلل وعدم سيطرة من قضاة الملاعب على أحكامهم داخل المستطيل الأخضر .كذلك وصل التخبط داخل منظومة التحكيم إلى التطاول من قبل بعض الحكام تجاه رئيس اللجنة في نوع من عدم التوافق والتفاهم وعدم الرضا والسخط من قبل الحكام على أسلوب التعامل معهم . كذلك بالنسبة لأسلوب الإختيار والتصعيد من قبل اللجنة للحكام يشوبه كثير من الشبهات والمجاملات. وعلى أي معايير يتم التصعيد ؟وهل توجد كفائات تحكيمية مدفونة في دوري القسم الثاني تستحق النظر إليها بعين التقدير والمهنية؟ أمور كثيرة تحتاج إعادة لترتيب الأوراق داخل إتحاد الكرة ولجنة الحكام على حد سواء.ومن بيت التحكيم إلى الحكام أنفسهم ذلك الضلع الضعيف دومًا ، وشماعة الأخطاء في جميع المواقف والنتائج ، ليس له أرض صلبة يقف عليها ولا حائط أو ظهر يحميه من الهجمات الشرسة التي تضربه من كل من هب ودب ، مسئول وغير مسئول ، محق و متطاول.والحقيقة هم جناة أحيانًا ، و دائمًا يضعون أنفسهم موضع إتهام في مواقف كثيرة ذلك بسبب عقم في الأسلوب الأدائي لهم ،وصافرة مهتزة بينهم ، وقرارات عن حفظ غير منهجي وليس فهم لروح القانون ، والسبب في ذلك قلة التدريب والتثقيف التحكيمي الجيد، وعدم منهجية في تعليم قواعد التحكيم من دورات ومحاضرات تثقيفية في كيفية التعامل مع اللاعبين والجمهور ، والتعامل النفسي مع ضغط المباريات ، فيظهر على الحكم وسط كل ذلك عدم السيطرة والإهتزاز والتوتر التحكيمي متظاهرًا بالحزم والشدة التي قد تزيد من أخطائه التحكيمية أحينًا.وهنا يظهر لنا أن الحكم يحتاج إلى إعادة الثقة أولًا قبل كل شيء ، وعودة الثقة لن تتم إلا بالترميم الكامل لأحوال الحكام ، وهذا الترميم يتم بالنظر لثلاثة أمور وهي لماذا يخطئ الحكم ؟ وكم يتقاضى ؟وكيف يحاسب عندما يخطئ؟ولن يتم ذلك إلا بلإستعانة بخبراء تحكيمين عالميين داخل لجنة الحكام في خطوة تطويرية لرفع الكفاءة وعودة المفقود من الثقة لديهم.ونتمنى أخيرًا رفع الحرج عن حكامنا فيما تبقى من مباريات يكون أحد طرفيها أندية القمة أو القاع بإنتداب حكام أجانب على مستوى جيد ومصنفون أوربيًا لإدارة تلك المباريات وليس حكام مستوى ثالث مثل حكم القمة الروماني ( إيستيفان كوفاكس)الضعيف والشهير بفضيحته التي تحدث العالم كله عنها منتقدًا ، ونحن جعلناه قاضي و حاكم في قمة مبارياتنا.وفي النهاية ، ومع تصيح المسار يجب على مسئولي الأندية والإعلام الرياضي واللاعبين أن يقدروا التحكيم وهيبته ،وأن يدرك الجميع أنهم بشر، وأن الأخطاء التحكيمية هى جزء من لعبة كرة القدم ، وأن نجاح التحكيم المصري يرفع من شأن الكرة المصرية إفريقيًا وعالميًا.
مشاركة :